قالت صحيفة "نيو يورك تايمز" الأمريكية إن الكشف الغازى الضخم في المياه الاقليمية المصرية يهدد دبلوماسية الطاقة في منطقة الشرق الأوسط. أوضحت الصحيفة الأمريكية، أن اكتفاء مصر ذاتيا من الاحتياجات النفطية يعرقل الجهود الأمريكية التي ترمى إلى تحسين العلاقات بين إسرائيل وجيرانها من العرب من خلال بوابة النفط، وفقًا للمساعي الإسرائيلية لتصدير الغاز دوليًا وبالاخص إلى مصر. ويقوم رئيس شركة إينى الإيطالية صاحبة الكشف بزيارات لكل من مصر وإسرائيل لإقناع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بأنه لا تزال هناك فرص لمصر وإسرائيل في الازدهار في تعاون مشترك لتطوير حقول الغاز "المشتركة". وقال رئيس "ايني" كلاوديو ديسكالزى إن مصر وإسرائيل في طريقهما للتعاون في نهاية المطاف، وتصدير الغاز إلى أوربا وأجزاء أخرى من العالم، وربما في شكل للنقل الغاز الطبيعي المسال. ويلاحظ أن قبرص المجاورة تم العثور فيها على حقل غاز بحري آخر، قد يكون هو آلاخر مرشحًا لشراكة إقليمية. وقال وزير البترول طارق الملا للصحيفة إن مصر مؤهلة للعب دور إستراتيجي هام فيما يتعلق اكتشافات الغاز في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط. وذكرت الصحيفة أنه مع زيادة كمية الإنتاج المصري من الغاز، قد تكون مصر قادرة على وقف حرق النفط لتوليد الكهرباء وبدء تصدير البترول بدلا من ذلك. ولفتت إلى أن أن الامدادات الجديدة من الغاز الطبيعي تساعد في حفظ الموارد من العملات الأجنبية الشحيحة، وربما تحفز الاستثمار في المصانع التي تعمل بالغاز ومحطات توليد الطاقة الكهربائية. ومن ثم استئناف صادرات الغاز الطبيعي. وقال مارتن مورفي، المحلل في شركة "وود ماكينزي" لاستشارات الطاقة أن التحول الملحوظ في الثروات المصرية من الطاقة قد يدفع القطاع للعودة مرة أخرى إلى مساره الصحيح". وقالت الصحيفة إن نوبل إنرجي، وهي شركة أمريكية تعمل على تشغيل "تمار" للحكومة الإسرائيلية، اكتشفت حقل "ليفياثان" أكبر حقل في المياه الإسرائيلية في عام 2010، والذي يمتلك احتياطيات محتملة تتجاوز بكثير احتياجات إسرائيل. وتابعت الصحيفة " بتشجيع من إدارة أوباما، توصلت "نوبل انرجي" لاتفاقات مبدئية العام الماضي لتصدير الغاز إلى كل من مصر والأردن، وهي خطوة وافق نتنياهو باعتبارها وسيلة لكسب المال وتعزيز العلاقات مع الأعداء السابقين". وبيّنت الصحيفة أنه سيتم تحويل جزء كبير من الغاز الإسرائيلي للتصدير إلى الغاز الطبيعي المسال في منشأتين مصريتين التي هي بالفعل على ساحل البحر الأبيض المتوسط. وأشارت الصحيفة إلى أن تلك المفاوضات تعثرت، إلا إن ذلك يرجع إلى أن مفوضية مكافحة الاحتكار إلاسرائيلية اوقفت تطوير حقل ليفياثان بسبب مخاوف حول هيمنة شركة نوبل دورًا مبالغ فيه في صناعة الغاز في البلاد. وذكرت أن هناك مخاوف عديدة من الإسرائيليين – بما في ذلك وزير الطاقة في البلاد من أن بلادهم قد ترددت طويلا مع الحقل المصري الجديد، والذي سيجعل مصر تستغني عن حاجتها للغاز المنمتج من حقل ليفياثان. وأضاف وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينت، أن المماطلة ستؤدي لغياب الحاجة إلى الغاز الإسرائيلي في مصر والأردن. ومنذ عدة اشهر كان نتنياهو يعمل على تمهيد الطريق لنوبل وشركائها من مجموعة ديليك، وهو تكتل إسرائيلي، لتطوير حقل ليفياثان مقابل تنازلات أثناء التفاوض إلا إن جهوده لم تنجح. وحذر مسئولون تنفيذيون من "نوبل" من خيار اللجوء إلى التحكيم الدولي لحماية اصولها. وقال محللون أن الغاز الإسرائيلي لا يزال ضمن الخطط المصرية الا أن المشاركين في المحادثات بشأن صادرات الغاز الإسرائيلية لمصر اكّدوا أن المسؤولين المصريين، مدعومين باكتشاف ايني، قد تكون المفاوضات معهم ليست بالهينة. ونفى وزير البترول المخاوف بشأن المفاوضات المصرية مع الشركات العالمية العاملة في مصر وتلك المنتجة للغاز بفعل الكشف الغازى الأخير. وابدى أميت مور، الرئيس التنفيذي لشركة ايكو للطاقةوهي شركة استشارات الإسرائيلية، قلقه من مرور الوقت دون أن تحرك إسرائيل ساكنًا ما قد يفقدها فرصًا في مصر.