أكد خبير الآثار، الدكتور عبدالرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحرى، أن آثار الإنسان الأول بسيناء، تنتشر في أماكن عديدة بها، ومنها منطقة وادى الشجيراء عند الكيلو 25 طريق نويبع - كاترين، وهى عبارة عن مبان تتكون من دوائر من الأحجار الزلطية الكبيرة، والمنطقة حولها مفروشة بهذه الصخور ذات البلاطات العريضة، وقطر هذه الدوائر ما بين متر إلى ثلاثة أمتار، وطريقة بنائها كانت عن طريق رص الأحجار بطريقة بدائية، دون استخدام مونة. وتأخذ الدوائر شكل التجمعات الفردية، وإن كل مجموعة تتكون من أربع إلى خمس دوائر، وهي لحياة الإنسان البدائي، وتشبه مباني لإنسان ما قبل التاريخ في إسبانيا. وأضاف ريحان، في تصريح خاص ل"البوابة نيوز"، اليوم الإثنين، أن منطقة المرحا طريق نويبع - كاترين، تضم مبانى متطورة عن السابقة، حيث وجدت مجموعة من المبانى، بينها مساحة متسعة، وهى أكثر ارتفاعًا واتساعًا من الدوائر السابقة، ويطلق عليها النواميس، مدخلها بسيط وضيق، لا يتسع إلا لشخص واحد، وارتفاع هذا المدخل 50سم فقط، يعلوها عتب، ما يدل على أن الأفراد كانوا يدخلونها زحفًا، والحوائط مبنية بانحراف للداخل، وهى مسقوفة بقبة ضحلة (غير عميقة). وتعتبر النواميس مرحلة بداية تكوين القبيلة، حيث كانوا يعيشون في مجموعات على هيئة دوائر، ووسطهم أماكن الحيوانات، وأعيد استخدام هذه النواميس أيام العرب الأنباط، لاكتشاف العديد منها على الطريق التجارى للأنباط بسيناء، ثم استخدمت في الفترة المسيحية قلايا للمتوحدين الأوائل بسيناء. ونوه ريحان إلى دراسات لهذه النواميس تمت في عام 1869- 1870 وفى عام 1904 بواسطة علماء أجانب، منهم الأثري الإنجليزي "بالمر"، والأثري "بتري"، وتضم منطقة عين حضرة العديد من النواميس. وتأرجحت الدراسات في تحديد وظيفة النواميس، بين وصفها مباني سكنية، أو مقابر، حيث ذكر بالمر أنها مساكن لقوم يعتمدون على الرعى والزراعة، واتضح ذلك من الحدائق التي شاهدها حولها، ثم تحولت هذه المباني إلى مقابر بواسطة شعوب أخرى، وهم الذين أغلقوا أبوابها، وأزالوا الأسقف، واضعين الرفات بطولها والرأس جهة الغرب، ثم غطوها بالتراب.