مازالت العديد من الصحف العالمية تتعامى عن رؤية الحقيقة على الواقع، وتصر وصف الجماعة بالسلمية وغير المتورطة في العنف، ومشاعر الكراهية للمصريين المعتدلين حيال الجماعة، بأنها أقرب إلى الفاشية، ومتأثرة بالحملات الإعلامية، متجاهلة الروابط بين الإخوان والجماعات الإرهابية في مصر، وأن الجماعة لم تكن تستنجد بالجماهير في حالة الإطاحة بها ولكن على الجهاديين والمتطرفين، الذين لايزالون يشكلون سنداً قوياً للجماعة في مصر بنشر الفوضى والإرهاب، تناولت صحف أمريكية وبريطانية حكم القضاء بحظر أنشطة جماعة الإخوان ومصادرة أموالها بانتقاد، مقللة من أهميته لهيكل الجماعة، ومبالغة في تأثير حظرها سوءا على المجتمع المصري. رصدت صحيفة “,”كريستيان ساينس مونيتور“,” الأمريكية توابع الحكم بحظر أنشطة الإخوان، ومصادرة أموالها، مشيرة إلى أن الحكم يشل شبكة الإخوان الواسعة التي تقدم خدمات اجتماعية في جميع أنحاء البلاد. تقول الصحيفة، إن تهديد أنشطة الإخوان والجماعات التابعة لها ذو تأثير مدمر على العديد من المصريين الذين يعتمدون على خدماتها، بدءًا من المساعدات الغذائية والخدمات الطبية من مستشفيات تعالج الأمراض العرضية، سادة العجز الناجم عن نظام الرعاية الاجتماعية التابع للدولة، حيث عرفت جماعة الإخوان منذ أكثر من ثمانية عقود باعتبارها صاحبة أعمال خيرية للمجتمعات المهمشة اقتصاديًا في مصر، لكن السنة التي قضاها مرسي رئيسًا لمصر قوضت كل ذلك بشدة، حيث سحبت جماعة الإخوان إلى معارك سياسية قذرة، وانحدر الاقتصاد بشدة. ونقلت الصحيفة عن خبير في جماعة الإخوان وزميل في مركز أبحاث المصلحة الوطنية “,”ستيفن بروك“,” قوله إن المستشفيات الإخوانية عالجت أكثر من مليون حالة في عام 2011، وأكد أن المصريين سيشعرون بتوابع الحكم بحظر أنشطة الإخوان لاحقًا. ولفتت الصحيفة، إلى أن الإخوان والإسلاميين يواجهون حملة قمع غير مسبقة منذ الإطاحة بمرسي، مدعومة بمشاعر “,”كراهية شعبية“,” حيال طريقة حكم الإخوان التي وصفتها ب“,”الكارثية“,”، وتحول مؤيدوها إلى الإرهاب، لذا فإن الحكم الذي أصدرته محكمة القاهرة الإدارة تعطي غطاءً قانونيًا لتلك الحملة. بينما كتب مراسل الجارديان في القاهرة، أن حظر المحكمة للإخوان علامة على تصاعد الحملة ضد أنصار مرسي، ولكن “,”مأزق الحظر“,” اعتادت عليه الجماعة خلال تاريخها الذي يصل إلى 85 عامًا، وقد نجحت أمام كل محاولة تهدد وجودها، واستفاضت الصحيفة البريطانية في زعمها بأن الجماعة تتأثر إيجابيًا بسجن قادتها، حيث أصبح شبابها حراً في الحركة، ناقلة العديد من تصريحات شباب الإخوان تحمل حماسةً وإصرارًا. وتجاهلت التقارير الدولية غياب التضامن الشعبي حيال ما يحدث للجماعة، وأن العديد من المصريين باتوا أشد تطرفًا في مواجهة الجماعة من الإجراءات التي تتخذها السلطة، بسبب حرقهم للكنائس ومقار الشرطة، وقتل العديد من الجنود في الجيش والشرطة، مما جعلهم يربطون بين استقرارهم الاجتماعي ونموهم الاقتصادي بإخماد نشاطات الإخوان والخلاص من هذا التنظيم.