قالت حركة طالبان، إنها تنسحب من مدينة قندوز بشمال افغانستان، اليوم الثلاثاء، لحماية المدنيين؛ لكن القتال استمر في أجزاء أخرى من البلاد بينما تسعى القوات الحكومية جاهدة لإعادة فتح الطريق السريع الرئيسي إلى الجنوب من العاصمة كابول. وصعدت طالبان من هجماتها في كابول وخارجها منذ انسحاب معظم القوات الأجنبية العام الماضي وبلغ التصعيد ذروته بسيطرة الحركة المتشددة على قندوز في هجوم منسق نهاية الشهر الماضي. ورغم أن سيطرة طالبان على المدينة لم تستمر سوى ثلاثة أيام فإن القتال بين المتشددين وقوات الأمن الأفغانية استمر لأسبوعين مما اضطر عشرات الآلاف من السكان للانتقال إلى أقاليم مجاورة. وفي حين استعادت القوات الحكومية السيطرة على قندوز تدريجيا اشتد القتال في مدينة غزنة التي تقع إلى الجنوب من كابول على الطريق السريع الرئيسي الذي يربط العاصمة في مدينة قندهار في الجنوب. وصدت قوات الأمن هجوما شنه مئات من مقاتلي طالبان في غزنة امس الإثنين لكن الاشتباكات استمرت في قرى مجاورة وأغلق الطريق السريع مما أدى إلى حصار كثيرين من السكان في العراء. وقال سيد عبد الله الذي تحدث بالهاتف من المنطقة "هناك مئات السيارات والحافلات العالقة بمنطقة ناوراك في زابل منذ صباح امس." وأضاف "نتوسل إلى الحكومة والى طالبان بالسماح لنا بالعودة اما إلى قندهار أو غزنة. هناك الكثير من النساء والأطفال." وقالت طالبان التي أطاح تدخل عسكري بقيادة الولاياتالمتحدة بحكمها في أفغانستان عام 2001 إن انسحابها من قندوز ليس مؤشرا على الهزيمة. وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان في بيان "نطمئن شعبنا والعالم بأننا قادرون على انتزاع المدينة. "الانسحاب من قندوز ومبان حكومية جاء بناء على الشورى لحماية المدنيين من القصف وإطالة أمد البقاء مضيعة للبشر والذخيرة." وقال قائد الشرطة في قندوز محمد قاسم جنكلباغ إنه تم تطهير وسط المدينة وبدأ السكان في العودة. وأضاف "تزيل قوات الحكومة الأفغانية السيارات المحطمة وحواجز الطرق من المدينة في سبيل إعادة المدينة إلى حالتها الطبيعية." وفي غزنة كانت الأوضاع أهدأ مما كانت عليه امس الإثنين فأعادت متاجر كثيرة فتح أبوابها وكان هناك المزيد من السكان في الشوارع. وقال محمد على أحمدي نائب المحافط إن المتشددين أطلقوا ثمانية صواريخ سقطت على المدينة فقتلت امرأة وأصابت خمسة أطفال.