الراديكالية هي تعريب للكلمة الإنجليزية Radicalism وأصلها كلمة “,”Radical“,” ينبع من الكلمة اللاتينية Radis وتقابلها باللغة العربية حسب المعني الحرفي للكلمة “,”أصل“,” أو “,”جذر“,”، ويقصد بها عموما (مثل كلمة “,”أصولية“,”) العودة إلى الأصول والجذور والتمسك بها والتصرف أو التكلم وفقها، ويصفها قاموس لاروس الكبير بأنها “,”كل مذهب محافظ متصلب في موضوع المعتقد السياسي “,” . هي فلسفة سياسية تؤكد الحاجة للبحث عن مظاهر الجور والظلم في المجتمع واجتثاثها. ومصدر كلمة الراديكالية، Radis ، وتعني الجذر أو الأصل. فالراديكاليون يبحثون عما يعتبرونه جذور الأخطاء الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في المجتمع ويطالبون بالتغييرات الفورية لإزالتها. يختلف معنى كلمة راديكالي من بلد لآخر ومن وقت لآخر. ففي بلدان الغرب، غالبًا ما يساند الراديكاليون، بعض المفاهيم الاشتراكية، بينما كان الراديكاليون في بلدان أوروبا الشرقية يعارضون وجود الأنظمة الاشتراكية القائمة. إضافة لذلك، فإن من يعدهم جيل من الأجيال راديكاليين، قد يختلفون بقدر كبير في وجهات نظرهم عن الراديكاليين من الجيل السابق لهم، أو الذي يأتي من بعدهم . وقد ظهرت في بداية الأمر للإشارة إلى تصلب رجال الكنيسة الغربية في مواجهة التحرر السياسي والفكري والعلمي في أوروبا، وللدلالة على تصلب رجال الكنيسة و“,”راديكاليتهم“,” أي تعصبهم وتصلبهم وإصرارهم على الأصول القديمة دون تجديد. ولكنها أصبحت تشير فيما بعد إلى العكس وإلى التغيير، ليس بمعنى “,”العودة للجذور“,” فقط، ولكن “,”التغيير عموما بشكل جذري“,”؛ حيث أصبحت تنسب إلى جذور الشيء، ويقال إن “,”الجذريون“,” أو “,”الراديكاليون“,” هم الذين يريدون تغيير النظام الاجتماعي والسياسي من جذوره، ولهذا فسرها البعض على أنها تعبر عن الإصلاح الأساسي “,” حسب نظرة هؤلاء “,” من الأعماق أو الجذور. جذور مفهوم التطرف تعود إلى نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر أثناء الثورة الصناعية، كل ذلك بدأ بسلوك يعقوبي لبعض الجماعات التي كانت تدعو إلى إجراء تغيير في الهياكل الاجتماعية، من خلال الإصلاحات المطلقة . لكن العالم اليوم صبغ مصطلح “,”الراديكالية“,” بمعنى آخر هو التطرف، وأضاف إليه معنى العنف والإرهاب، وكثيرا ما أشير به الي بعض المسلمين في العصر الحديث، ولهذا قال المستشرق البريطاني “,”هومي بابا“,” (أستاذ الأدب في إحدى الجامعات البريطانية) إن: “,”الراديكالية كلمة ذات دلالات سلبية تلصق بالعالم الإسلامي، مع أن الظاهرة عالمية ولا تقتصر على ما كان يسمى دول العالم الثالث مثل الهند ومصر، بل وجدت طريقها إلى العالم الأول حيث الراديكالية الإنجيلية على أشدها في الولاياتالمتحدةالأمريكية مثلاً “,”. وقد أصبحت الكلمة مرادفة للحياة السياسية عموما بحيث أصبحت هناك “,”أحزاب راديكالية“,” و“,”سياسة راديكالية“,”، و“,”توجه راديكالي“,”، و“,”زعيم راديكالي“,”. ومع انحسار استخدام الكلمة في العالم الغربي تدريجيا بدأت الصحف الغربية ومراكز الدراسات تتحدث عن العالم العربي والإسلامي بهذا المصطلح، مثل وصف الثورة بأنها راديكالية، والفكر الثوري بأنه راديكالي . وغالبا ما ترتبط الكلمة بالتيارات الماركسية أو الاشتراكية أو اليمينية المتطرفة، وإن كانت أصبحت أكثر ارتباطا في الوقت الراهن بالتيارات الإسلامية.