قال الدكتور عبدالله عثامنة، السياسي الليبي ورئيس مؤسسة تمدن للتطوير والتدريب والإعلام، ومقرها لندن، إن بعثة الأممالمتحدة إلى ليبيا ارتكبت 15 خطأ جوهريًا، وهو ما انعكس على طبيعة الحوار بين الأطراف الليبية. وأوضح عثامنة، في تصريح ل"البوابة نيوز"، اليوم الأربعاء، أن بعثة الأممالمتحدة والتي تسير الحوار بين الأطراف الليبية برئاسة المبعوث الأممي إلى ليبيا برناردينو ليون، ارتكزت إلى خلفية خاطئة وتصورات مسبقة عن المجتمع الليبي، ومن ثم منحت حق التفاوض لأطراف لا ينبغي أن تكون على طاولة التفاوض في الوقت الذي تجاهلت فيه طرفًا مهمًا جدًا يمثل عددًا كبيرًا من أبناء الشعب الليبي ويتمثل في أنصار سبتمبر والنظام السابق. وأضاف عثامنة: البعثة الدولية تعاملت مع منظمات مجتمع مدني حديثة الولادة نشأت على أساس أنها منظمات ذات خبرة وكفاءة لتساهم في حل المشكلة الليبية وأهملت المكون الاجتماعي الحقيقي ألا وهو القبائل الليبية، وحاولت الدخول في لعبة مشينة في التعامل مع مكون قبلي غير معتمد خارج ليبيا، ناهيك عن إهمالها المكونات الثقافية والأقليات والفئات المهمشة، كما لم تطرح البعثة الدولية في جميع بياناتها الرغبة في إدارة الحوار بالداخل. وتابع عثامنة: أن البعثة الدولية للأمم المتحدة في ليبيا أعطت لنفسها حق ممارسة دور الوصاية على الشعب الليبي ومارست سياسة الجماعات الإرهابية في استبعاد واستقصاء جميع المهاجرين الليبيين في الخارج وحرمانهم من ممارسة حقوقهم السياسية كمواطنين ليبيين، مشيرًا إلى البعثة الأممية بدت منحازة لجماعات الإسلام الراديكالي ونجحت في تكوين قاعدة بيانات جيدة عن مكونات الإسلام الأصولي في ليبيا، وأن هذا الانحياز فضح جوانب الضعف في نتائج العملية السياسية داخل البلاد، كما أكد مؤامرة الإسلاميين ونيتهم المبيتة للاستحواذ على السلطة في ليبيا. وقد أكد ذلك تجاهل الأممالمتحدة لدور الجيش الليبي في محاربة الإرهاب وعدم الاعتراف بالنتائج التي حققها الجيش والقوة المساندة له رغم التفاف الشعب الليبي ووقوفه خلف جيشه الوطني، وقال إن الثمرة الوحيدة التي من الممكن أن تتحق من الحوار الذي تشرف عليه بعثة الأممالمتحدة أنها الحوار أكد بما لا يدع مجالًا للشك أن الصراع لن ينتهي إلا بمشاركة جميع الأطراف وأن يدار الحوار بالداخل وألا يكون هناك تدخل للأجنبي.