سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعد "رافعة الحرم" و"تدافع مِنى".. رفض اتهام السعودية بالمسئولية عن الحادثتين.. إدريس: بعض الحجاج "همج وغير ملتزمين".. وفرج: المملكة لم تتخاذل عن حماية ضيوف الرحمن
منذ عام 1990م وموسم الحج يحصد الكثير من الأرواح في حوادث اختلفت أشكالها، ففي أواخر التسعينات لقي 1426 حاجا مصرعهم في أحد الأنفاق التي تؤدي للحرم، لكن الموسم الحالي بدا مختلفا بعد وقوع حادثتين في موسم واحد، هما "رافعة الحرم" و"تدافع منى". وبسبب الحادثتين اللتين راح ضحيتهما مئات الحجاج، توجهت أصابع الاتهام إلى المملكة السعودية محملة إياها المسئولية عن أرواح الضحايا وجروح المصابين، وهو ما تنفيه المملكة، ويؤكد شيوخها أن هذه الحوادث، خصوصا التدافع، "قضاء وقدر". وكانت آلة رافعة قد سقطت في الحرم المكي مساء يوم الجمعة 11 سبتمبر الجاري في مشروع توسعة المسجد الحرام في مكةالمكرمة، وخلفت الحادثة أكثر من مئة قتيلً وعشرات المصابين. ويوم الخميس الماضي، حدث تدافع بين الحجاج في مشعر مِنى، أودى بحياة 769 حاجا وإصابة مئات آخرون، حسبما أعلن وزير الصحة السعودي. ورفض عدد من السياسيين والعلماء الاتهامات الموجهة للملكة بالمسئولية عن هذه الحوادث، قائلين إنه السعودية تبذل كل ما في وسعها لخدمة الحجيج. وقال عبد الفتاح إدريس، أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة جامعة الأزهر، إن الحوادث التي جرت في السعودية يحدث مثلها آلاف المرات في البلاد المختلفة، مضيفا أن هذا لا يقتضي من اعداء الإسلام والمسلمين أن يروجوا لشائعات مغرضة هدفها اثارة البلبلة حول أمور الحجيج، على حد قوله. وتابع إدريس أن السعودية لم تقصر يوما في حماية الحجيج أو الزائرين للحرمين الشريفين بل تبذل قصارى جهدها لتوفير الأمن، لافتا إلى أن الذين يذهبون لأداء النسك يعلمون جيدا أن بعض الحجاج والعمار لديهم من "الهمجية وعدم الالتزام" ما هو معروف للجميع مما يتسبب في العديد من الحوادث والمشكلات. وقال إدريس إن الاتهامات الموجهة للسعودية لا تقف على ارض صلبة، "فالتوسعات التي تتم في الحرمين وهذه العناية الفائقة للحجيج والتعليمات التي تقدم اليهم قبل دخول الاراضي كفيلة بمنع هذه الكوارث التي تحدث بسبب عدم النظام من قبل الحجاج انفسهم". وبخصوص حادثة رافعة الحرم، قلل إدريس من حجمها، وقال "إنه أمر طبيعي يحدث في كثير من بلدان العالم الإسلامي وغيرها ولم يكن هذا تقصير من أحد، والا كان ينبغي أن نلقي باللائمة على البلد التي انفجرت بها المفاعلات النووية أو التي حدثت بها كوارث قضت على كثير من الناس"، على حد قوله. وشدد إدريس على أن تلك الأحداث بعيدة كل البعد عن الشأن المدبر "لكنه قضاء الله تعالى وقدره"، وطالب بطبع كتيبات لتوعية الناس بما يجب ولا يجب فعله والقيام به أثناء زيارة السعودية للحج أو العمرة. أما السفير محمود فرج، رئيس مكتب رعاية المصالح المصرية في إيران سابقا، فرفض توجيه الاتهام للسعودية عن هذه الحوادث، وقال إن الممكية تقوم بتيسير أمور الحجاج جميعا وتحميهم وتوفر لهم الأمن وسبل الراحة ولم تتخاذل في ذلك الأمر يوما، على حد قوله. وتساءل فرج مستنكرا: "الحوادث دي هتدبر من مين ضد مين"، معبرا عن استيائه مما سماه الحملة المغرضة على السعودية بهدف التهويل من الأمور واثارة البلبلة في المنطقة، خصصوصا أن المملكة لها اعداء كثر في منطقة الشرق الأوسط. وأضاف: "تلك الحوادث يمكن أن تكون محاولة لتعكير الجو أو ممارسة الضغط على السعودية حتى ترضخ لبعض الأمور التي يرغب بها البعض". وقال فرج أن اتهامات إيران للسعودية بالمسؤوولية عن هذه الحوادث فيها تضخيم، مشددا على أنه حتى إذا كانت الحوادث مدبرة، فإن إيران ليست بالجهة التي يمكن الاعتماد عليها في تنظيم أمن الحجاج. وتابع فرج: "هذا الأمر يمكن أن يكون محاولة للضغط على السعودية سياسيا في اتجاهات معينة، كما تطمح إيران في تحقيق مكاسب، خصوصا وانها أثارت من قبل العديد من المشاكل حول عدد الحجاج الايرانيين".