مازالت كافة أجهزة الدولة المصرية صامتة ولم نسمع عن تحرك أجهزة التحقيق لاستجواب رئيس البعثة المصرية للحج وأعضائها كل فى مجال تخصصه حيال ما أشيع حول ما حدث من تخبط وتقصير من جانب البعثة بعد حادث التدافع فى مشعر "منى "الذى راح ضحيته نحو مائتى وخمسين حاجا مابين شهيد ومفقود والتى يبدو أن أعضائها أهملواالقيام بالمهمة الأساسية والجليلة التى اختارتهم الدولة من اجلها وهى حماية الحجاج المصريين والحفاظ على أرواحهم والوقوف على خدماتهم وتذليل كافة العقبات أمامهم ولهذا لابد من التحقيق حتى يعرف الشعب حقيقة ماحدث وهل هو تقصير أم اهمال أم قامت البعثة بدورها . ولقد تابعت اتهامات أهالى المتوفين والمفقودين للبعثة وتصريحات الشيخ محمد البسطويسي نقيب الدعاة لاحدى الفضائيات واتهامه لبعثة الحج بالتقصير فى الحفاظ على أرواح الحجيج ومطالبته بفتح تحقيق فوري مع أعضاء البعثة حول وفيات المصريين فى حادث التدافع بمني وتقصيرهم فى حماية أرواح الحجاج علاوة على الإهمال فى تحمل المسئولية المكلفين بها من الدولة. وأشاد الرجل بدور الجالية المصرية بالسعودية التى قامت بمساعدة الحجاج المصابين فى ظل تخبط أعضاء البعثة الرسمية وغياب للشفافية فى الكشف عن أعداد الحجاج المتوفين بالحادث مطالبا بضرورة وجود خطة للأزمات لبعثة الحج لتطبيقها حال وجود أي عارض او حادث لاقدر الله خلال السنوات المقبلة . وعلى الرغم من الجهد الكبير الذي تبذله السعودية لتسهيل أداء شعائر الحج والعمرة والمشاريع الضخمة التي بدأتها المملكة لانجاح هذه المشاعر والتى يرعاها خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز لكن من سوء الطالع أن موسم حج 1436 هجرية صادفه حادثين دمويين أليمين الأول في الحرم المكي بعد سقوط الرافعة على رؤوس الحجيج فى حادث اهمال كما قال المسؤولون فى المملكة والثانى فى أول يوم من أيام التشريق وهو يوم العيد وهو حادث التدافع فى مشعر "منى" والذى تقوم جهات التحقيق فى السعودية باجراء التحقيقات اللازمة حول أسبابه وما اذا كان هناك مؤامرة أم لا خاصة وأن الكثير من الأمور مازالت غير واضحة فى ظل التناول الاعلامى للحادث ووصفه بأنه مدبر وتقف وراءه أجهزة مخابرات عالمية ودولية. ووسط كل هذه الظروف التقت مصالح تركيا وإيران مع مصالح جماعة الاخوان المسلمين فى تأجيج مشاعر الدول الاسلامية التى فقدت حجاجا فى حادث "منى " لبث الفتنة وعدم الثقة فى قدرة السعودية على تنظيم الحج بشكل آمن سعيا نحو احياء دعوة قديمة لوضع تنظيم موسم الحج تحت إشراف منظمة المؤتمر الإسلامي . وعلى أية حال فمن المؤكد أن كل هذا الهراء لن يلتفت اليه أحد ويكفى أن مصر جددت على لسان رئيسها عبد الفتاح السيسى ثقتها فى قدرة المملكة على تنظيم موسم الحج كما اعتادت فى كل عام وتقديم كل الرعاية للحجيج لكن هذا الحادث المفجع والكارثة الكبيرة التى راح ضحيتها نحو ألف حاج من مختلف الجنسيات علاوة على المصابين لابد من التحقيق فى أسبابها والوقوف أمامها واستخلاص الدروس والتعلم منها حتى لاتتكرر فى المواسم القادمة .