«وقفت جنبه وساعدته كتير، بس هو نسى كل ده، وحرمنا من كل شيء، عشت معه حياة صعبة وكان مبيصرفش علينا»، هكذا بدأت «أم هناء»، 50 عاما، حديثها بكلمات خرجت بطيئة مرتعشة أمام موظفة التسوية بمقر محكمة الأسرة بمنطقة «الكيت كات». تقول «أم هناء»: البداية كانت فى بيت أهلى الذى رأيت فيه من الشقاء والتعب ما دفعنى للتفكير فى الزواج، لأنه الحل الوحيد للهروب من جحيم البيت، ومع قدوم أول شخص وافقت على الفور، فكل أحلامى كانت تتلخص فى منزل صغير وحياة هادئة. وتتابع «أم هناء»: بالفعل تزوجت منذ 20 عاما واعتقدت أن الحياة ابتسمت لى، ولكن زوجى البخيل حول حياتى لجحيم، الأشهر الأولى من الزواج مرت بسلام، وفى أحد الأيام شعرت ببعض التعب وتوجهت إلى الوحدة الصحية للكشف، فأخبرنى الطبيب بأننى حامل فى الشهر الثالث، شعرت بفرحة شديدة وذهبت للمنزل لإخبار زوجى بالبشرى، فى البداية فرح، ولكن ظهرت علامات الانزعاج على وجهه وبسؤاله عن السبب قال «هنأكله منين ده اللى جى على قد اللى رايح». تعجبت من رد فعله، فنحن لا ننفق الكثير من المال، بالإضافة إلى أنه يعمل «حداد» ويربح الكثير، مرت الأيام ووضعت طفلتى، وبعد ثلاثة أعوام أنجبت توأما، وكاد أن يطلقنى لولا الأهل الذين أخبروه أن هذه إرادة الله، تقبل الأمر ولكن رفض الإنفاق علينا. تقول «أم هناء»: مرت السنون ووصلت ابنتى لعامها ال19، وبدأت صحتها فى التدهور وبعد الكشف عليها تبين إصابتها ب«سرطان الرحم»، أخبرت والدها وشرحت له أهمية علاجها دون جدوى. حاولت البحث عن عمل أنفق منه على أبنائى ولم أجد، طلبت المساعدة من الجميع ولم أستطع توفير نفقات علاج ابنتى، فما كان أمامى من سبيل سوى التوجه إلى محكمة الأسرة، ورفع دعوي نفقة، حتى أتمكن من الحصول على مستحقات أطفالى، وأستطيع علاج ابنتى.