ناقش رئيس مجلس النواب العراقي د. سليم الجبوري مع المدير التنفيذي لمركز العدالة والمصالحة في جنوب إفريقيا د.ستيفانوس دي كوينو ومدير برنامج الأممالمتحدة الإنمائي بالعراق د. آدم عبد المولى، جهود البرلمان والحكومة في تشريع القوانين التي تسهم في تعزيز ملف المصالحة الوطنية. وأكد الجبوري -خلال لقائه الوفد الدولي في بغداد اليوم الأربعاء- على ضرورة القيام بخطوات عملية من أجل تفعيل ملف المصالحة من خلال تشريع قوانين تساهم بتحويل الأفكار إلى حلول تنفذ على أرض الواقع. وقال "إن هناك رغبة كبيرة في تحقيق المصالحة وهو أمر نسعى إليه جاهدين من أجل حل جميع المشكلات وتذليل العراقيل التي تعيق تحركات البرلمان في هذا الجانب". ونوه رئيس البرلمان العراقي بدور المجتمع الدولي ممثلاً ببرنامج الأممالمتحدة في دعم ومساندة العراق عبر تجارب وخبرات الدول الأخرى.. فيما أكد الوفد استعداده لتقديم الخبرات التي تسهم في إعداد تقرير يمهد لصياغة قوانين تصب في مصلحة مشروع المصالحة الوطنية في العراق. وعلى صعيد متصل، دعا الجبوري -في كلمة بالمؤتمر الدولي لحقوق الاقليات الدينية وحمايتها بالعراق الذي عقدته المفوضية العليا لحقوق الانسان برعاية البرلمان اليوم ببغداد- إلى حوار وطني شامل لا استثناء ولا استبعاد فيه لأى مكون أو شريحة أو فئة، تكون قاعدته الأساسية وحدة الشعب وحماية الوطن. وقال الجبوري إننا نتحسس عمق هذه الفاجعة في أعماقنا يتعين علينا كمؤسسات تشريعية وتنفيذية واجب تنفيذي إغاثي إعتباري يتضمن قيام الحكومة باتخاذ الإجراءات المناسبة العاجلة لحماية المدن والقرى التي يسكنها المسيحيون والايزيديون والأقليات الأخرى وتعويض ضحايا الكوارث بشكل مناسب. وأضاف: علينا أيضا واجب تشريعي يتضمن الشروع الفوري في وضع لوائح قانونية تستمد روحها وجوهرها من الدستور وتمنع التمييز بين مواطن ومواطن على أساس الدين أو المذهب أو الطائفة أو المعتقد وتحاسب بشدة كل جماعة أو فرد يقترف فعلا تمييزيا ضد جماعة أو فرد آخر. ولفت إلى أن الشعب العراقي يواجه بصبر نادر وشجاعة حربا ضروسا في ظروف بالغة الدقة والتعقيد سياسيا واقتصاديا، دوليا ومحليا، مما يفرض علينا كمسئولين أن نرقى بتفكيرنا إلى مستوى التحديات وأن نواجهها بالعقل المتدبر المرن، وقال: "علينا أن نجعل التسامح هدفا ووسيلة للم شمل شعبنا ومنع فرقته وشتاته، وإعادة بناءه بروح الفريق الواحد".