د حذر رئيس وزراء النمسا من خطورة عدم توصل الاتحاد الأوروبي إلى سياسة موحدة لتوزيع اللاجئين بشكل عادل على جميع الدول الأوروبية، وطلب إقامة مركز لتجميع اللاجئين القادمين في الدول التي تمثل الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي في اليونان وإيطاليا والمجر على أن يتم توزيع اللاجئين بشكل عادل على بقية الدول الأوروبية، وطالب رئيس وزراء النمسا بتوحيد معايير التعامل مع اللاجئين بشكل موحد يتفق مع المعايير الأوروبية والدولية، وكذلك بالنسبة للإجراءات الخاصة بمنح حق اللجوء في جميع الدول الأوروبية. ولفت إلى أن تعمد سوء معاملة اللاجئين في بعض الدول، في إشارة إلى المجر، يؤدي إلى عزوف اللاجئين عن البقاء في هذه الدول أو التقدم بحق اللجوء فيها، ويؤدي في المقابل إلى حدوث إقبال شديد على دول أخرى مثل ألمانيا والسويد ورفض اللاجئين البقاء في دول أخرى مثل المجر، سلوفاكيا، التشيك. وانتقد فايمن قيام الحكومة المجرية بإنشاء سياج شائك على الحدود الصربية لمنع دخول اللاجئين، مؤكداً أنه قرار فردي لن يؤدي إلى حل مشكلة اللاجئين، كما انتقد قيام المجر بسوء معاملة اللاجئين واستخدام العنف معهم والكذب عليهم ونقلهم إلى معسكرات لاجئين بدلاً من السماح لهم بالسفر إلى النمسا، وكذلك نقل اللاجئين بحافلات في اتجاه الحدود المجرية النمساوية واجبارهم على قطع المسافة المتبقية، التي تبلغ نحو كيلومتر، إلى المعبر الحدودي النمساوي سيراً على الأقدام تحت المطر، وانعدام التنسيق مع الجانب النمساوي لإدارة المعبر الحدودي بين البلدين. وبدوره ، دافع فايمن عن القرار الذي اتخذه بالتنسيق مع رئيسة وزراء ألمانيا، بفتح الطريق أمام اللاجئين إلى كل من النمساوألمانيا، ورفض في المقابل محاولة البعض إثناؤه عن هذا القرار، محذرين من وصول نحو 3 آلاف لاجئ يومياً إلى مقدونيا في طريقهم إلى النمساوألمانيا، وأكد المستشار النمساوي في معرض الدفاع عن قراره، موضحاً أن هذا الوضع كان قائماً أيضاً أثناء غلق الحدود أمام اللاجئين، ودلل على هذه الحقيقة بوصول نحو 50 ألف لاجئ خلال العام الجاري إلى النمسا على الرغم من غلق الحدود أمام اللاجئين، لافتاً في المقابل أن هذا القرار يحمي أرواح المهاجرين من أنشطة مهربي البشر. وكشف فايمن النقاب عن الاتفاق مع نظيرته الألمانية، انجيلا ميركل، على تحريك ملف اللاجئين على مستوى دول الاتحاد الأوروبي، والدعوة لعقد قمة أوروبية عاجلة خلال شهر سبتمبر الجاري، بدلاً من شهر أكتوبر المقبل، وذلك لوضع سياسة أوروبية موحدة إزاء التعامل مع أزمة تدفق اللاجئين، لافتاً إلى وجود عدة مقترحات تتضمن إقامة مراكز لتجميع اللاجئين في الدول التي تمثل الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي مثل ايطاليا، واليونان والمجر، استعداداً لإعادة توزيعهم بشكل عادل على جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.