بعد بيان "منير" المتلفز على يوتيوب.. فضائيات الإخوان المحرمة على القيادات.. "بان": مؤشر على عمق الأزمة والجزيرة تحاول تجاهل الخلاف بين "الصقور والشباب".. و"أبو السعد": نحن أمام جماعتين

جاءت الساعة التي أطل من خلالها إبراهيم منير، الأمين العام للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان، أمس الجمعة، على شباب الجماعة، حاملة لرسائل كثيرة، في أغلبها كانت صريحة والقليل منها ضمني، وأول ما يلفت النظر هو أنها جاءت من رجل لطالما ما عرف ب"الغامض" لتفضيله الاختفاء عن الأنظار، محتميًا بغموض الحياة في لندن، فيما يأتي ظهوره عبر "اليوتيوب" موضع سؤال.. هل حرمت قنوات الإخوان على القيادات التاريخية؟!. وجاءت الإطلالة المتلفزة عبر مقطع فيديو رفعه القيادي الإخواني، محمد سودان، على قناته الخاصة على يوتيوب.
ونفى "سودان" أن يكون السبب في عدم إذاعة الفيديو عبر قنوات الإخوان، وجود تعليمات بمنع ظهور "منير"، أو خلافات على الأبواق الإعلامية للإخوان، وأكد في تصريحات صحفية، إن السبب هو رغبة إبراهيم منير نفسه، الذي رأى في "اليوتيوب" وسيلة أسرع من القنوات.
من جانبها تجاهلت قنوات الإخوان، بدون استثناء، حديث "منير"، متحفظة حتى في التنويه عنه، ما يؤكد أن المنابر الإعلامية للإخوان باتت في يد الشباب الرافضين لدعوات القيادات للسلمية، وهو ما جاء به "منير" في حديثه، حيث حذر من الاندفاع إلى استخدام العنف، مؤكدًا أن الجماعة بهذا الشكل تسير في نفس الخط الذي كانت تسير فيه حركات الإسلام السياسي في الجزائر، وأدت لعنف واسع أودى بحياة ربع مليون جزائري.
وشدد "منير" على أن "السلمية" هي الخط الأسلم للجماعة، منتقدًا إعلام الإخوان، الذي حمله مسئولية الدفع بالجماعة إلى الهاوية.
ومن جانبه علق أحمد بان، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، على حديث "منير" مؤكدًا أن الأزمة الإخوانية خرجت فعليًا عن حدود الكتمان وباتت علنية.
وأشار إلى أن صراحة "منير" مؤشر على عمق الأزمة وعدم وجود سبيل للتقريب بين وجهات النظر.
ولفت إلى أن خروج "منير" عبر "اليوتيوب" يؤكد أن الأزمة وصلت إلى المنابر الإعلامية، حيث السيطرة عليها باتت في يد الشباب ومن ثم منع ظهور القيادات التاريخية عليها.
ولفت إلى أن الأمر يختلف مع قناة الجزيرة، التي أشار إلى أنها عاكسة للسياسات القطرية، مؤكدًا أن القناة تحاول تجاهل الخلاف بين القيادات والشباب، وتسعى لتصدير صورة متماسكة عن الجماعة.
وشدد على أنها تخدم على المساعي القطرية التي تحاول التقريب بين وجهات النظر والموازنة بين الشباب والقيادات.
من جانبه، قال طارق أبو السعد، القيادي الإخواني المنشق، إن الأزمة الإخوانية وصلت إلى مرحلة لم تمر بها الجماعة من قبل، واستبعد أن يكون هناك سبيل لتقريب وجهات النظر أو مخرج آمن، مؤكدًا أن الجماعة ستنتهى خلال فترة قصيرة إلى كيانين، كل منهما يدعي الصواب.
ولفت إلى أن الفترة القادمة ستشهد إنشطارا إخوانيا، مشيرًا إلى أن الغلبة ستكون للطرف الذي تدعمه دولتا قطر وتركيا، ورجح أن تدعم الدولتان فصيل الشباب الذي يضمن لهما استمرار التوتر على الساحة المصرية.