تعدد التحذيرات يضع علامات استفهام حول علاقة واشنطن بالتنظيمات المتطرفة.. وصحيفتا «واشنطن»و«نيويورك» تواصلان الترويج للجماعات الإرهابية جددت السفارة الأمريكيةبالقاهرة تحذيرها لمواطنيها من زيارة مصر، كما طالبت رعاياها المتواجدين فى القاهرة باتخاذ احتياطات أمنية وتوخى الحذر وعدم التحرك بعيدًا عن المدن السياحية المؤمنة جيدًا. وأثار التحذير، الذى نشرته السفارة على موقعها، كما نشرته وزارة الخارجية الأمريكية أيضًا، الكثير من التساؤلات حول توقيته ودوافعه وإذا ما كانت المخابرات الأمريكية لديها معلومات محددة عن خطط تنظيمات إرهابية لمهاجمة مصر مستقبلًا. وجاء التحذير بعد يوم واحد من إصابة ستة جنود من قوات حفظ السلام الدولية فى سيناء فى تفجيرين منفصلين، بينهم أربعة جنود أمريكيين، ونشرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية تقريرًا فى الثالث من أغسطس الماضي، تحذر فيه من هجمات إرهابية فى مصر. وطالبت السفارة رعاياها بعدم الابتعاد عن المناطق الحضرية الكبرى فى القاهرة والإسكندرية، وعدم السفر إلى الصحراء الغربية أو أى مكان فى شبه جزيرة سيناء خارج شرم الشيخ، والالتزام بالبقاء فى المدن الكبرى أو المنتجعات السياحية المؤمنة جيدًا فى سيناء والبحر الأحمر. وقال متحدث باسم السفارة الأمريكية فى القاهرة، إن التحذير الأخير يأتى انطلاقًا من تحمل السفارة مسئوليتها تجاه مواطنيها بالخارج، مشيرًا إلى أنه لا توجد هناك أى دوافع أخرى. ودأبت السفارة على إصدار مثل هذه التحذيرات، كلما كانت هناك تهديدات أو بيانات من التنظيمات الإرهابية فى مصر تهدد الحكومة والمواطنين بمزيد من العمليات الإرهابية، كما أنها كانت تصدرها أيضًا مع اقتراب الذكرى السنوية لبعض الأحداث المهمة التى مرت بها البلاد خلال الأعوام الماضية، مثل ثورتى 25 يناير و30 يونيو. ونشرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية تقريرا أثار جدلًا كبيرًا حول احتمالية تعرض مصر لهجمات إرهابية مستقبلًا، ووجود تنافس بين تنظيمات متعددة لتجنيد إرهابيين. وقالت الصحيفة إن صراعًا قد ينشأ بين هذه الجماعات حول النفوذ، والسيطرة على الشباب المتطرف فى البلاد، وهو ما ينذر بزيادة العمليات الإرهابية فى مصر خلال الفترة المقبلة، بحسب الصحيفة. وأشارت الصحيفة إلى أنه منذ عزل محمد مرسي، وانخرط أبناء التيارات الإسلامية وأعضاء الإخوان ضمن خلايا إرهابية فى جماعات مسلحة، وليس جماعة واحدة، موضحة أن أخطر تلك الجماعات التى لها صلة بتنظيمى «القاعدة» و«داعش» الإرهابيين. وحذرت أيضًا صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، فى وقت سابق، من اتجاه جماعة الإخوان إلى العنف وانضمام شبابها إلى التنظيمات الإرهابية، بسبب تدهور الأوضاع داخل الجماعة، مع وجود انقسام وصراع بين الأجيال ورفض القواعد الشبابية تنفيذ أوامر القيادات. ولفتت الصحيفة، فى تقرير الشهر الماضي، إلى أن شباب الإخوان هم وقود العنف والأكثر رغبة فى التحول إلى إرهابيين، ولم تعد السلمية هى الأسلوب الذى تنتهجه الجماعة، وأن جميع العمليات الإرهابية من زرع قنابل واستهداف المناطق السكنية والمنشآت الحيوية وأبراج الكهرباء يقف وراءها أعضاء تنظيم الإخوان.