من الصعب تصديق أن قرية هوموسيا الرومانية بمنازلها الصفراء والوردية والسماوية اللون والواقعة لدى سفح جبال كارباثيان معروفة على الأرجح بالتجارة غير الشرعية في لحوم الخيول. ففي عام 2010، اكتشفت السلطات هناك خطة عصابة من أربعة أفراد قامت بذبح عدد كبير من الخيول وبيع لحومها على أنها لحوم بقرية في المتاجر بالعاصمة بوخارست. وصدر حكم بالسجن لثلاث سنوات على كل افراد العصابة مع إيقاف التنفيذ عام 2012 ولم تتم إدانتهم بالتصنيف الخاطئ للحوم ولكن بسبب الاحتيال الضريبي. وعقب آخر فضيحة لحوم خيول تساءلت صحيفة زيارول دي فرانسيا المحلية ما إذا كانت هوموسيا مصدر تلك اللحوم. ومثل أغلب باقي أوروبا، لا يعتبر الرومانيون مولعون بلحوم الخيول التي هي أرخص من اللحوم البقرية. ولقرية هوموسيا الواقعة بمقاطعة فرانسيا، تاريخ طويل من ذبح الحيوانات بشكل غير قانوني. وغالبا ما كان الرومانيون يقومون برحلة إلى هنا أثناء سنوات الاحتياج الصعبة قبل سقوط الشيوعية، لشراء لحوم الخنزير والابقار والضأن في السوق السوداء من المزارعين المحليين. وقال الصحفي جابريل سافا: يبدو أن ذلك التقليد لا يزال قائما اليوم كما يتضح من الاعتقالات المنتظمة لأشخاص يديرون مجازر غير قانونية. وجرى اكتشاف عصابة للحوم خيول بالجانب الآخر من البلاد في اقليم البا الغربي، في أوضح إشارة الي أن هذه المافيا تعمل حاليا على مستوى وطني. وتزعم الحكومة ووكالات حماية المستهلك والشركات المتورطة في الفضيحة المتنامية بأنه تم استخدام لحوم الخيول الموثقة فقط في التصدير. وتعتبر كارموليمب واحدة من الشركات الرومانية التي تشتبه فيها فرنسا بأنها ورّدت لحوم الخيول على أنها لحوم بقرية إلى شركتي سبانجيرو وكومبيجل المحليتين اللتين انتهى بهما الحال في المتاجر البريطانية. ونفت الشركة بشدة المزاعم الفرنسية ووصفتها بأنها “,”مخزية“,”، وأكدت أنه ليس لديها عقود مع أي من الشركتين، وأنها لم تصدر أي لحوم بقرية عام 2012 كما لم يتم ذبح خيول في مجزرها وتصنف لحومها على أنها لحوم بقرية. وتشكل لحوم الخيول 1 % فقط من عائدات الشركة، ولكن كارموليمب صدرت 60 طنا من لحوم الخيول المصنفة وموثقة بشكل صحيح العام الماضي إلى هولندا وبلغاريا. وتذبح الخيول فقط بعد تلقي الطلبات حيث يتم شراء الخيول من المزارعين الذين يقومون ببيعها لاحتياجهم للمال. وأفادت إدارة الزراعة بأن عائدات صادرات لحوم الخيول خلال الثمانية أشهر الأولى من عام 2012 بلغت نحو 8.5 مليون يورو، بزيادة 9 في المئة عن صادرات نفس الفترة من عام 2011. وانخفضت أعداد الخيول في رومانيا بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية لتصل إلى 200 ألف بين عام 2008 وسبتمبر 2012، لتبلغ الآن نحو 600 ألف رأس خيل. ويتم تنظيم هذه الصناعة في إقليم مولدوفيا ككل بشكل جيد، ويقول دورو كاليسترو، نائب رئيس السلطة الوطنية للصحة البيطرية في العاصمة الإقليمية فوسكاني، إن جميع الخيول البالغ عددها 14 ألفًا و910 أحصنة مسجلة وموسومة بشرائح اليكترونية في الأذن يمكن تتبعها عن طريقها. وقال إنه تم ذبح أربعة خيول فقط في منطقته العام الماضي وجرى إحراقهم لأنها كانت مريضة. ولا يتفق الصحفي سافا مع الصورة الوردية التي رسمها كاليسترو. ويقول: “,”إن العصابات منظمة للغاية“,”. (د ب أ)