القارئة: س. ع – حلوان، متزوجة وأبلغ من العمر 40 سنة، ولدي ثلاثة أطفال، مشكلتي أن زوجي دائما خارج المنزل، إما في العمل أو مع أصدقائه يوميًا على المقهى وهو الأمر الذي أصابني بالضجر لأنه لا يشاركنا حياتنا ويرى أن دوره يقتصر فقط على الإنفاق، بينما على أنا تحمل مسئولية تربية الأولاد ومشاركتهم كل صغيرة وكبيرة، وعندما صارحته بذلك وأهمية وجوده في المنزل لما له من تأثير كبير على شخصية أطفالنا وسلوكياتهم وأن الأب ليست وظيفته أن يكون أداة لجلب المال فقط، استقبل الأمر بعصبيه شديدة، معللا قضاءه وقتا طويلا خارج المنزل لشعوره بالملل وحاجته للترفيه عن نفسه من ضغط العمل ومشاكل الحياة. فهل أنا مخطئة أم على صواب؟! لقد بدأت أشعر بأن زوجي تزوج المقهى وتركني أنا وأطفالي.. أفيدوني؟ ريح قلبك – هدى زكي عزيزتي صاحبة الرسالة الرجل لم يخلق للجلوس في المنزل؛ لكنه خلق للسعي والعمل من أجل الرزق لذلك فإن حرص زوجك الشديد على توفير احتياجات المنزل خير دليل على حبه واهتمامه بكم وسعيه من أجل توفير حياة كريمة لكِ ولأطفالك، لذلك لا مانع ولا حرج من تخصيص جزء من وقته للخروج مع زملائه والترفيه عن نفسه ولا أرى ضررا في ذلك. واعلمي، سيدتي، أن وجود مساحة من الحرية الشخصية في حياة كل إنسان أمر هام للصحة النفسية واستمرارية العطاء، فليس من المنطقي تضيق الخناق على الزوج حتى وإن كان ذلك بدافع المحبة ولكن احرصي على تفاهمك مع زوجك بهدوء ولطف وتهيئة الجو المناسب له في المنزل، فقد يكون سبب قضائه معظم وقته خارج المنزل نتيجة لكثرة متطلباتك أنت وأطفالك أو نتيجة لفقدانه لغة الحوار المشتركة بينكما أو لملاحقتك له دائما والتضييق عليه بالأسئلة المعتادة: أين ذهبت أو ماذا فعلت؟ فحياة المرأة الأسرية دائمًا على قائمة اهتماماتها عكس الرجل، الذي قد ينسحب إلى مجتمع الأصدقاء لمشاركتهم تجاربهم وخبراتهم، إذا ازدادت عليه الضغوط كرغبة في التنفيس مما يعانيه لذا تحلي بالصبر والمرونة للتكيف مع الوضع القائم واحرصي على أساسيات الحوار الناجح مع الزوج ولا تهملي مظهرك واهتمي بجمالكِ وأناقتكِ وأنوثتك دائما. لا تعاتبي زوجك كثيرًا وتنتقديه فمن صفات الزوجة العاقلة أن تعالج تصرفات زوجها التي لا تعجبها بشكل غير مباشر وتتغاضى عن الهفوات في سبيل استمرار الحياة، وتفهمي طبيعة زوجك وشاركيه اهتماماته وهواياته المفضلة، لا تبدي غضبك وتسألي عن سبب تأخره بالخارج لكن اجعليه يتلهف دائما للعودة إلى البيت لما فيه من راحة وسكينة وسعادة، وليس فقط لسماع الشكاوى والمتطلبات. للراغبين في مراسلة "ريح قلبك" يمكنكم عرض مشكلاتكم وتلقي الردود عليها من قبل المختصين عن طريق التواصل على البريد الإلكتروني التالي: [email protected]