سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عشش السودان.. الإصرار على العشوائية تحت شعار "اتعودنا".. الأهالي يشكون البرد والموت صعقًا بالكهرباء ومياه المطر ويرفضون شقق الحكومة في آن واحد.. وآخرون: نرفض صدقة البهوات ولن نترك بيوتنا
عشش السودان.. عندما يستمع الكثيرون لتلك الكلمات قد يعتبرونها مكانًا مهجورًا، أو كما تظهر في الأفلام وكرًا للمخدرات بعيدًا عن العمران، ولكن الحقيقة تقول إن عشش السودان هي تلك المنطقة الواقعة بالقرب من كوبري همفرس المؤدي إلى بولاق الدكرور من ناحية شارع السودان بالدقي، تلك المنطقة التي عانى أهلها كثيرًا في الشتاء من موت العديد منهم بسبب البرد وصعق الكهرباء بسبب مياه المطر، والغريب أن نفس الأشخاص رفضوا الانتقال إلى الشقق التي حددتها المحافظة كبدائل للعشش غير الآدمية التي يعيشون فيها – على حد وصف كل من رآها- خاصة مع شكواهم في كل شتاء مما يحدث لهم، والحالة المزرية التي تناسب الإنسان في العصور الوسطى، فالحياة كرامة أولًا. بدأت فصول القصة بعزم محافظة الجيزة هدم كل العشش في محاولة لتحسين أوضاع أهالي المنطقة، والمحافظة على الشكل العام للمنطقة، وتسليمهم شققًا كبديل آدمي لهم، في الوقت الذي أكد فيه اللواء علاء الهراس نائب محافظ الجيزة لشئون الأحياء قيام مجموعة من أهالي منطقة عشش السودان بالدقى بالاعتراض على إخلاء العشش التي يسكنون فيها وتسليمهم الوحدات التي انتهت المحافظة من تجهيزها لهم ضمن مشروع تطوير منطقة عشش السودان. وأضاف الهراس، في تصريحات صحفية، أن أهالي المنطقة قاموا بإلقاء الحجارة وفوارغ الزجاج على المسئولين من محافظة الجيزة ورفضوا استلام الشقق وتسليم العشش التي يقطنونها، مطالبين بتوفير وحدات سكنية لأبنائهم وذويهم. وقال نائب المحافظ: "أبناؤهم وقت الحصر كانوا أطفالًا والآن يطالبون بشقق ليتزوجوا فيها، وإلا امتنعوا عن الخروج، وهناك من حصل على 7 وحدات سكنية ويطالب بالمزيد". وأضاف نائب المحافظ أن قوات الأمن ستقوم بالتعامل مع أهالي المنطقة ودراسة كيفية إخلاء العشش التي حصل أصحابها على وحدات سكنية لإقامة المرحلة الثالثة على أرضها، مشيرًا إلى أن هجوم الأهالي على المسئولين أدى إلى إصابة عدد منهم بالحجارة ومنهم مقاول المشروع. وكانت "البوابة نيوز" قد التقت الأهالي بالمنطقة بتاريخ 15-12-2013، وقال وقتها محمد عواد، أحد سكان المنطقة: أنا ولدت هنا، وأبي وجدي يعيشان هنا، حياتي عادية، لأني ليس لدى أي بديل، فأنا هنا أعيش وسط الطين والعشش منذ طفولتي، وبالتالي فالعيشة هنا "عادي" والمنطقة ملكنا، ولو لم تساوي الحكومة بيننا وبين الذين استلموا العقارات، سنبني هنا، ولن نخرج أبدًا. وقال فهد السوام، نحن هنا منذ 40 عامًا، وبالتالي المطر والبرد لا يشكلان أي عائق لنا، ولكن المشكلة الكبرى في الأطفال والشيوخ، فهم لا يتحملون البرد، وللأسف تسقط المياه على الأسقف لتجعل من البيوت كلها شحنة من الكهرباء، وبالتالي دائمًا ما يتعرض الأطفال خاصة ل"صعقة الكهرباء"، لكن البرد والمطر لا يؤثر فينا لأن "جتتنا أخدت على كده" على حد قوله.