سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
انطلاق جولة جديدة من الحوار السياسي بين الفرقاء الليبيين.. توقعات بإعلان حكومة توافقية عقب انتهاء المباحثات.. الشويهدي: لا مجال للمحاصصة الحزبية بالحكومة الجديدة
تنطلق اليوم الخميس، جولة جديدة من الحوار السياسي بين الفرقاء الليبيين في مدينة الصخيرات المغربية، وحث المبعوث الأممي إلى ليبيا، برناردينو ليون، الحضور للمشاركة في الجولة الجديدة، معربا عن أمله في أن تهيئ هذه المباحثات للمراحل الأخيرة للحوار، وأكد ليون في جلسة استماع بمجلس الأمن، في تقرير له عن ليبيا أمس الأربعاء، أن عدد النازحين يزداد بسبب غياب الخدمات الطبية والأدوية، فضلا عن الانقطاعات الطويلة للكهرباء في مناطق كثيرة. ووصف المبعوث الأممي الوضع في ليبيا بأنه بات على حافة الانهيار، وطالب بوحدة كل الأطراف الليبية لمواجهة تنظيم "داعش" الذي تمكن، حسب قوله، من توسيع رقعة سيطرته في البلاد، قائلا، إن أي إستراتيجية لمحاربة "داعش" لن تكون قابلة للتنفيذ، إلا في إطار قوة تجمع كل القوى، في إشارة إلى حكومة الوحدة الوطنية. وأبلغ ليون، المؤتمر الوطني - المنتهية ولايته في رسالة بأن الجولة القادمة ستتسم بمباحثات مباشرة لتسريع عملية الحوار، والانتهاء من مناقشة الملاحق ومرشحي الحكومة قبل نهاية الشهر الجاري. لكن الشكوك لا زالت تحيط بمشاركة وفد المؤتمر الوطني من عدمه. من ناحيته، أكد رئيس لجنة الإعلام بمجلس النواب الليبي جلال الشويهدي، أن جلسة الحوار السياسي بين كل الأطراف الليبية والتي ستعقد غدا " الخميس " في مدينة الصخيرات المغربية، ستبحث تشكيل حكومة الوفاق الوطني تحت رعاية "ليون". وأضاف الشويهدي، في تصريحات صحفية مساء امس الأربعاء: أن وفد الحوار الوطني المشكل من قبل مجلس النواب الليبي توجه في وقت سابق الأربعاء، إلى تونس، ومنها إلى مدينة الصخيرات، لحضور جلسة الحوار التي وصفها ب" المهمة " غدا وتستمر يومين. وأشار إلى أنه بعد التوقيع على الاتفاق بالأحرف الأولى، فإن هناك 5 ملاحق تكمل المسودة سيتم مناقشتها خلال جولة الحوار، لافتا إلى أن الأولوية الآن تكمن في تشكيل حكومة الوفاق الوطني، وأنه سيتم بعد ذلك مناقشة باقي الملاحق وهي الترتيبات الأمنية والبناء المالي للدولة والمجلس الأعلى للدولة. وتوقع الشويهدي، أن يتم إعلان حكومة الوفاق الوطني مع نهاية جولة الحوار، مؤكدا أنه لا مكان للمحاصصة الحزبية في هذه الحكومة. من جانبه، دعا وزير الخارجية الفرنسي "لوران فابيوس" الأربعاء، الأطراف الليبية لاستئناف الحوار بروح من التوافق لتحقيق تطلعات وآمال الشعب الليبي. وحسب ما ذكر بيان للخارجية الفرنسية، فان وزير الخارجية الفرنسي، أعرب عن قلقه العميق إزاء استمرار تدهور الأوضاع في البلاد، مؤكدا أن التوصل إلى حل سياسي بات "أمرا ملحا وضروريا". كما أكد فابيوس، دعم بلاده لجهود رئيس بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا برناردينو ليون، من أجل الإسراع بتشكل حكومة توافق وطني في ليبيا. كما دعا وزير الخارجية الإيطالي، بأولو جينتيلوني، إلى عدم استغلال وجود تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في ليبيا، الذي وصفه بأنه "لحسن الحظ، لا يزال محدود" للتدخل العسكري في البلد العربي بشمال أفريقيا وحذر جينتيلوني، من أن فشل الفرقاء الليبيين في التوصل إلى اتفاق سياسي كامل، "سيجعل المشهد مختلف تماما"، وقال في مقابلة نشرتها صحيفة كوريري ديلا سيرا، امس الأربعاء، "في هذه الحالة، من الممكن أن أن تمتد تحركات التحالف الدولي ضد داعش إلى ليبيا"، في إشارة إلى فرضية تنفيذ غارات جوية للتحالف على مواقع التنظيم، كما هو الحال في سورية والعراق. وأعاد رئيس الدبلوماسية الإيطالية، التشديد على أهمية توصل الجولة المقبلة لمحادثات الصخيرات (اليوم الخميس وغدا الجمعة) إلى اتفاق سياسي شامل بين الليبيين. وقال "لا أريد التفكير في فرضية أن يختار المؤتمر الوطني العام (البرلمان المنتهية ولايته) البقاء خارج الاتفاق. أنه بالطبع سيكون من الخطأ"، إلا أنه أضاف "ولكن من الواضح أن لا وجود لاتفاقات مثالية تحظى على دعم بنسبة مائة في المائة" من كل الأطراف المعنية. وأردف وزير الخارجية الإيطالي "نحن لا نهدف إلى استبعاد أي شخص. فإن حظى الاتفاق على قبول ثمانين في المائة من الفرقاء الليبيين، سنكون وصلنا إلى نتيجة جيدة"، على حد تقديره. قدم صالح المخزوم، النائب الثاني لرئيس المؤتمر المنتهية ولايته، ورئيس فريق الحوار السياسي الممثل له، استقالته اليوم الأربعاء، من عضوية ورئاسة فريق الحوار، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الليبية التابعة للحكومة الموازية في طرابلس.ووفق ذات المصدر فقد قبل نوري ابوسهمين، رئيس المؤتمر المنهية ولايته،طلب الاستقالة الذي تقدم به المخزوم. هذا ويذكر أن المخزوم، يرأس الفريق المفاوض التابع لمؤتمر المنتهية ولايته في الحوار السياسي الليبي الذي ترعاه بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا. من جهة أخرى أكد عبدالله الثني، رئيس الحكومة الليبية في طبرق، أن سبب عرقلة الحوار من قبل حكومة طرابلس الموازية إصرارها على تحقيق كل مطالبها، رغم اعتراف العالم كله بالبرلمان، مشيرا إلى أنهم جلسوا معها للحوار مراعاة للمصلحة الوطنية. وأضاف الثني، في تصريحات صحفية امس الأربعاء، أن الخلاف حول دور اللواء خليفة حفتر، هو جزء من المشهد فقط، لكن المشكلة أن الطرف الآخر يريد السيطرة على المشهد السياسي الليبي كله. وتابع الثني: "كانت الهيمنة للتيار السياسي المتطرف، وللإخوان، وحين فقدوا هذه الكراسي في البرلمان الحالي أرادوا أن يصنعوا هذه المسرحية"، مؤكدًا أن حكومة طرابلس تريد العودة إلى المربع الأول، وإسقاط كل من البرلمان والمؤتمر والوطني، والعودة إلى ما قبل الانتخابات، وهو أمر مستحيل. وانتقد الثني، رفض حكومة طرابلس التوقيع بالأحرف الأولى على اتفاق الصخيرات، رغم توقيع كل الأطراف الأخرى، وطالب المجتمع الدولي بتحمل مسئوليته نحوها، وتنفيذ قرار جامعة الدول العربية الذي تم رفعه للأمم المتحدة برفع حظر السلاح عن ليبيا.