حذر خبراء اقتصاديون من أن العالم على أبواب أزمة اقتصادية جديدة على غرار ما حدث فى عام 2008، نتيجة الانهيار الذى شهدته البورصات العربية والدولية على مدار 7 جلسات متتالية فيما عرف ب«الأسبوع الأسود». «البوابة» ترصد أسرار الهبوط الحاد والخسائر الكبيرة للبورصات العالمية، حيث أكد خبراء اقتصاديون، أن الانهيار الحالى جاء بسبب اتجاه المستثمرين الدوليين للمضاربة فى سوق العملات مما جعل أغلبهم يسحبون استثماراتهم من البورصة، لتحقيق أرباح كبيرة فى المضاربة بالعملات. وسجلت الأسواق العالمية تراجعات كبيرة، كما هبطت أسعار السلع إلى مستويات قياسية جديدة، وذلك على خلفية تراجع سوق الأسهم الصينية والمخاوف من انعكاسات تباطؤ ثانى أكبر اقتصاد فى العالم.كما واصلت مؤشرات البورصة المصرية، تراجعها الحاد الأيام الماضية، متأثرة باستمرار موجات الهبوط فى أسواق المال العالمية، على خلفية بوادر أزمة ركود اقتصادى عالمى وهبوط أسعار النفط. وقال سامح غريب رئيس قسم التحليل الفنى بشركة الجذور لتداول الأوراق المالية، ل«البوابة» إن أسواق المال العالمية لا تزال تلقى بظلالها على أداء الأسهم المصرية، بعد الهبوط الحاد الذى أصاب البورصات الصينية، لتهبط بورصة الصين بنسبة 8.5 ٪، فيما تراوحت نسب هبوط بقية البورصات الآسيوية والأوروبية ما بين 3 و6 ٪. وأضاف أن الهبوط امتد للأسواق العربية على خلفية هبوط أسعار النفط دون مستوى 40 دولارًا لأول مرة منذ 6 سنوات حيث خسر مؤشر الأسهم السعودية قرابة 7 فى المائة خلال التعاملات. وأشار إلى أن مؤشرات البورصة المصرية سجلت هبوطًا حادًا استكمالًا لموجة الهبوط التى بدأتها قبل 7 جلسات، مشيرًا إلى أن تماسك أداء سهم البنك التجارى الدولى الأكبر وزنًا بالسوق كبح جماح الهبوط بالمؤشر الرئيسى للسوق. ورأى غريب أن القدرة على توقع أداء السوق فى الجلسات المقبلة أمر صعب، نظرًا لأنه مرتبط ارتباطًا مباشرًا بأداء أسواق المال العالمية، مؤكدًا أن السوق تحتاج إلى الثبات والهدوء والاستقرار عند قاع محدد تمهيدًا لمرحلة تجميع قبل أن يشهد أى صعود. وأصيبت مؤشرات البورصات الخليجية فى ختام تعاملات الإثنين الماضي بخسائر فادحة، متأثرة بالهبوط الحاد فى أسعار النفط. وكشف الخبير المصرفى أحمد آدم، أن الأزمة التى تواجه البورصات العالمية حاليًا، والانخفاضات الحادة التى شهدتها أغلب الأسواق العالمية، جاءت بسبب خروج أغلب المستثمرين الدوليين بأموالهم من البورصة للمضاربة فى سوق العملات الدولية. وقال ل«البوابة» إن التغيير فى سوق العملات والهبوط التى تعمدت الدول إجراءه فى المرحلة الحالية جعل أصحاب رؤوس الأموال يتجهون للمضاربة فى سوق العملات والذهب لتحقيق أرباح ضخمة موضحًا أن ما تم خسارته فى البورصة تم تعويضه فى قطاع العملات. وأكد أن هناك موجة تصحيحية للأسواق العالمية، سوف تشهدها البورصات الدولية خلال أسبوعين تقريبًا بعد رجوع رؤوس الأموال إلى مقرها الطبيعى فى البورصات، مشيرًا أن الحديث عن أزمة مالية عالمية كلام مبالغ فيه. فى السعودية، هبط مؤشر السوق الرئيسية «تداول» قبيل الإغلاق الاثنين بنسبة بلغت 5.66 ٪، مقلصًا خسائره من 7.5 ٪، ليصل إلى 7040 نقطة، كما أغلق مؤشر البورصة العمانية«مسقط 30 «منخفضًا بنسبة 2.96 ٪، بما يعادل174.7 نقطة، ليصل عند مستوى 5736 نقطة. وانخفض مؤشر سوق دبى المالى بنسبة0.14 ٪ ليفقد 49 نقطة ليصل إلى مستوى 3401 نقطة، متأثرًا بقطاع البنوك والعقارات. وانخفض المؤشر الرئيسى للبورصة القطرية، بنسبة1.65 ٪ فاقدًا 177 نقطة لينخفض إلى مستوى 10572 نقطة. وسجل مؤشر بورصة عمان الرئيسى تراجعًا، بلغت نسبته 1.2 ٪ ليصل عند مستوى 2103 نقطة، كما انخفض مؤشر بورصة البحرين الرئيسى بنسبة بلغت 0.80٪ ليفقد10.55 نقطة ليصل عند مستوى 1304 نقطة. وأنهى المؤشر العام لسوق أبوظبى المالى جلسته منخفضًا بنسبة 0.51 ٪ خاسرًا 21.69 نقطة ليغلق عند مستوى 4264 نقطة وانخفضت المؤشرات الثلاثة لسوق الكويت للأوراق المالية بواقع 93.8 نقطة للسعرى ليصل إلى 5815. من جانبها انخفضت مؤشرات الأسهم الأمريكية، خلال تداولات الاثنين السود، بفعل مخاوف النمو الاقتصادى العالمي، بعد جلسة متذبذبة قلصت خلالها الخسائر القوية التى سجلتها فى البداية، ولكنها عاودت تعزيز التراجع مرة أخرى. وأغلقت بورصة شنغهاى فى بداية جلسة تداولات، أمس الثلاثاء، بأكثر من 6٪ وذلك وسط مخاوف المستثمرين من التباطؤ المستمر للاقتصاد الصينى واحتمال تدخل السلطات. وتلقى هذه الخسائر المتفاقمة بظلالها على الحالة النفسية للمستثمرين وسط مخاوف من دخول الإقتصاد العالمى فى أزمة مالية جديدة. ويوم الإثنين الماضي، تدهورت سوق الأسهم الصينية بوتيرة أدت إلى ضياع مكاسب عام بأكمله بعدما كانت بلغت ذروتها فى منتصف يونيو. وهوت الأسهم الصينية أكثر من ثمانية فى المئة وسجلت أكبر خسارة يومية منذ ذروة الأزمة المالية العالمية فى 2007 مع تدافع المستثمرين لبيع الأسهم بعدما أحجمت بكين عن تبنى إجراءات مثلما كان متوقعًا مطلع الأسبوع إثر هبوط البورصة 11 ٪ الأسبوع الماضي. ومحت أحدث خسائر ما تبقى من مكاسب ضخمة حققتها السوق منذ بداية العام، ونزل مؤشر الأسهم القيادية سي.اس.آي-300 بنسبة 8.8 ٪ ليغلق على 3275.53 نقطة. وقال إليكس كووك المحلل فى تشاينا انفستمنت سيكيوريتيز فى هونج كونج، إنه من الصعب الحكم على ما إذا كان رد فعل المستثمرين مبالغًا فيه مشيرًا إلى أن العوامل الاقتصادية لا تزال ضعيفة. وتابع «هذه بالفعل كارثة فى بورصة الأسهم، ولكن على نطاق صغير أى انتعاش -إذا حدث- سيكون فنيًا فحسب». من جانه قال الدكتور محمد عمران، رئيس البورصة المصرية، ل«البوابة» إن الخسائر المتتالية التى لحقت بالبورصة خلال الأيام الماضية كانت بسبب التراجع الحاد الذى أصاب البورصات العالمية. وأضاف عمران، أن الأداء السلبى للبورصات العالمية انعكس على البورصة المصرية وأدى إلى إلحاق الخسائر بها، مستطردًا: « نحن جزء لا يتجزأ من هذه البورصات ولا نعمل بمعزل عنها». واختتمت البورصات الأوروبية تعاملات الاثنين، على انخفاض كبير نتيجة تراجع السوق الصينية وانخفاض مؤشر «شنغهاي» الرئيسى بنسبة 8.49٪، مما عزز المخاوف بشأن وضع الاقتصاد الصيني. وخسرت المؤشرات الأوروبية أكثر من 500 مليار يورو فى تعاملات الاثنين ووصلت بعض المؤشرات لأقل مستوى لها منذ أشهر، وانخفضت بورصتى فرانكفورت وباريس لأكثر من 5٪ خلال التعاملات فيما انخفضت البورصة اليونانية بنحو 10٪. وانخفض مؤشر «يورو ستوكس 600» فى ختام تعاملات الاثنين بواقع 19 ، أو ما يوازى 5.34٪، ليصل إلى مستوى 342 نقطة، وهو أدنى مستوى له منذ أكتوبر 2008. كما انخفض مؤشر «داكس» الألمانى 478 نقطة، أو ما يوازى 4.72٪، ليصل إلى مستوى 9647 نقطة، وفى باريس انخفض مؤشر «كاك 40» بواقع 248 نقطة، أو ما يوازى 5.36٪، ليصل إلى مستوى 4383 نقطة، كما انخفض مؤشر «إيبكس 35» الإسبانى 535 نقطة، أو ما يوازى 5.21٪، ليصل إلى مستوى 9737 نقطة. فيما انخفض مؤشر «فوتسى إم آى بي» فى إيطاليا 1216 نقطة، أو ما يوازى 5.59٪ ليصل إلى مستوى 20530 نقطة، كما تراجع مؤشر «فوتسى 100» البريطانى 284 نقطة، أو ما يوازى 4.58 ٪، ليصل إلى مستوى 5904 نقطة. وخسر أغنى 400 شخص حول العالم، نحو 182 مليار دولار، من مجموع ثرواتهم خلال الأسبوع الماضى فقط بعد التراجع الحاد فى الأسواق العالمية بحسب مؤشر بلومبرج. وذكر المؤشر ، أن هذا التراجع الأسبوعى هو الأضخم فى قائمة بلومبرج لأثرياء العالم منذ سبتمبر 2014، بعدما تم توسيعها. ووفقًا لمؤشر بلومبرج فإن أثرياء العالم فقدوا فى عام 2015 أكثر من 74 مليار دولار حتى الآن ، ليصل مجموع ثرواتهم حاليًا 3.98 تريليون دولار. وكان يوم الجمعة الماضية هو الأكثر فداحة بالنسبة للأثرياء الذين فقدوا فى هذا اليوم فقط 76 مليار دولار، مع إغلاق مؤشر «إس. بى 500» للأسهم الأمريكية على أسوأ أسبوع له منذ 2011.وكان مؤسس فيسبوك مارك زوكيربرج هو الأكثر تعرضًا للخسارة بعدما فقد من 1.9 مليار دولار من ثروته ، لتنخفض إلى 37.8 مليار دولار. واستطاع 11 ثريًا حول العالم أن يزيدوا من ثرواتهم خلال الأسبوع «الأسود»، وكان أكثرهم استفادة الثرى الهندى «ديليب شانجافى» رقم 39 عالميًا، حيث تمكن من زيادة ثروته 467 مليون دولار، بإجمالى ثورة 18.9 مليار دولار. فيما خسر أغنى رجل فى آسيا ورئيس مجلس إدارة «واندا جروب» «وانج جيان لين» 3.6 مليار دولار والإثنين - وهى الخسارة الأكبر بين مليارديرات العالم - مع تسجيل الأسهم الصينية أكبر تراجع منذ عام 2007 وموجة بيعية اجتاحت العالم. وتراجعت قيمة حصة «وانج جيان لين» فى «داليان واندا كومرشيال بروبرتيز» بقيمة 2 مليار دولار، وفقًا لمؤشر «بلومبرج» للمليارديرات، بعدما تراجعت شركة التطوير العقارى المدرجة فى بورصة هونج كونج 17٪ لأدنى مستوياتها منذ الاكتتاب العام فى ديسمبر/كانون الأول. كما خسر «وانج» أيضًا حوالى مليار دولار من شركته التى تتداول فى بورصة شنتشن «واندا سينما لاين» التى تراجعت 10٪ أمس، وبعد تلك التراجعات بلغت قيمة ثروته 31.2 مليار دولار.