سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"السلاح الروسي" يداعب العرب.. صواريخ إسكندر والميج تقهر أمريكا وتفقدها حلفاءها الأقوى بالشرق الأوسط.. القاهرة تعيد علاقاتها التاريخية بموسكو.. والسعودية والإمارات على الخط
يبدو أن منطقة الشرق الأوسط ستشهد تغيرا كبيرا في الخارطة السياسية والإستراتيجية، بل والعسكرية أيضا، بعد تخلي الثلاثي العربي: مصر، السعودية والإمارات- عن الحليف الأمريكي وسلاحه خلال الأيام الماضية واتجهوا ناحية الشرق. تجديد علاقات "قديمة": شهدت العلاقات المصرية الروسية منذ القدم، وتحديدًا إبان الاتحاد السوفيتي قوة في مجالات عدة وخاصة في مجال التسليح والمجال العسكري، فقد بدأت العلاقات السياسية بين مصر والاتحاد السوفيتي تحديدًا في عام 1943 وتطورت أكثر فأكثر من الجانب المصري في عام 1948. واتسمت العلاقات المصرية الروسية على مر التاريخ بالتعاون المشترك بين البلدين، ولكن بعد انقطاع فترة طويلة جاءت زيارات الرئيس عبدالفتاح السيسي لتسفر عن تعاون روسي جديد على مدى واسع، يعيد إلى الأذهان أيامه الذهبية في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، والتي امتدت إلى السلاح الروسي كعنصر أساسي في جميع مجالات التعاون. تجاهل مصري لأمريكا واللجوء للسلاح الروسي: أدى الموقف الأمريكي من ثورة الشعب المصري ضد نظام حكم الإخوان في 30 يونيو إلى ضعف العلاقات بين البلدين، ونتج عن ذلك اتجاه مصر إلى الشرق لتجديد العهد مع الحليف القديم الدب الروسي. وتخلت مصر عن السلاح الأمريكي ولجأت إلى السلاح الروسي الذي أثبت تفوقه على مدى العقود الماضية، رغم السلاح الأمريكي التي كانت توفره الولاياتالمتحدة لمصر. وبدأت مصر في عقد عدة صفقات أبرزها المروحيات الهجومية من طراز "روستفيرتول إم أي 35" و/أو طائرات الهليوكوبتر من طراز "إم أي 17" متعددة الأغراض إلى جانب مروحيات "إم أي 8" الأقدم التي تعود للحقبة السوفيتية، والتي تشتمل على إمكانيات لنقل القوات والشحنات وأجهزة إشارة واستخبارات فضلًا عن طائرات هجومية، ومروحيات ام أي 8 مجهزة بمدافع من عيار 23 مم وقادرة على حمل قنابل سعة 500 كجم وصواريخ موجهة مضادة للدبابات. وأفادت تقارير عسكرية بأن القاهرة تسعى للحصول على أنظمة دفاع جوي من موسكو، يحتمل أن تشمل صواريخ متطورة من نوع S-300 التي حصلت عليها إيران، وكذلك طائرات مقاتلة من طراز ميج وأسلحة مضادة للدبابات من نوع كورنيت. وأبرزت التقارير ما قاله نائب مدير عام الشركة الروسية لشئون التعاون العسكري التقني فياتشيسلاف دزيركالين، إن "موسكو سلمت القاهرة منظومة صواريخ إس-300 بي إم، وأن خبراء الجيش في البلدين قيموا مواصفات هذه المنظومة تقييمًا عاليًا". وأفادت مصادر عسكرية لروسيا اليوم، أن تلك الصفقة ستمكن الجيش المصري من اكتساب قوى دفاعية كبيرة، وهي صواريخ مخصصة لحماية المواقع والمؤسسات الصناعية والإدارية والقواعد العسكرية ومراكز المراقبة والإدارة من ضربات وسائل الهجوم الجوي الفضائي للعدو، وتتمتع أيضا بالقدرة على تدمير الأهداف الباليستية، مضيفا أن تلك الصواريخ لها القدرة أيضا على التصدي للطائرات القتالية المهاجمة، والصواريخ الهجومية طويلة المدى. كما تمتاز منظومة صواريخ s-300 بمواصفات تكتيكية، فمدى تدمير الأهداف 5-195 كم، واحتمالية تدمير الطائرات 90%، كما أنها لديها القدرة على الانتشار ومراقبة الأهداف وتوسيع مدى الاشتباك، ويمكن لهذه المنظومة التصدي للطائرات المهاجمة من مسافات بعيدة قد تصل إلى 100 كيلومتر، فالصاروخ مجهز برادارات قادرة على تتبع 100 هدف والاشتباك مع 12 هدفًا في نفس الوقت، والنظام يحتاج 5 دقائق فقط ليكون جاهزًا للإطلاق وصواريخه لا تحتاج أى صيانة على مدى الحياة. وفي السياق، ذكرت وكالة "إنترفاكس" عن مصدر عسكري دبلوماسي روسي، أن روسيا ومصر وقعتا على مستوى الحكومتين عقدا لتوريد مقاتلات "ميغ-29". وأضافت الوكالة عن مصادر في قطاع الصناعة الحربية الروسي، أن البلدين نسقا مشروع عقد خاص بتزويد مصر ب46 مقاتلة من طراز "ميغ-29". ورجحت المصادر أن تبلغ قيمة العقد مليارى دولار. السعودية على خطى مصر: أكد موقع "سبوتنك" أن هناك رغبة من المملكة العربية السعودية في الحصول على أنظمة صواريخ "إسكندر" الروسية الفتاكة، مشيرة إلى أن وزارة الدفاع السعودية بحثت إمكانية شراء الأسلحة الروسية بما فيها صواريخ "إسكندر".، بسبب قوتها وقدرتها على حمل رءوس نووية. وقالت الشركة المسئولة عن تصنيع إسكندر: إن منظومة "إسكندر" لن تباع إلى الخارج حتى عام 2016، لكنها أدرجت في قائمة المنتجات المسموح بيعها في الخارج. ووفقا للمصادر الروسية فإن تلك الصواريخ تعادل في قوتها قنبلة نووية ويمكنها تدمير كل أنظمة الدفاع الجوي المضادة للطائرات والصواريخ والمطارات العسكرية ومراكز القيادة ومراكز الاتصالات. ويعد "إسكندر-إم" هو السلاح الأكثر فعالية من نوعه في العالم، ويستطيع ضرب هدفين في وقت واحد، إذ لا يتجاوز الفاصل الزمني بين الضربتين الدقيقة الواحدة، ويندفع هذا النوع من الصواريخ الذي يمكن أن يصل مداه إلى 500 كيلومتر إلى هدفه متبعًا مسارًا يتعذر توقعه، ويتم التحكم فيه منذ الانطلاق وحتى إصابة الهدف. تعاون روسي إماراتي في المجال العسكري: أبرزت وكالة "سبوتنك" الروسية العلاقات الروسية الإماراتية في مجال الأسلحة، كاشفة عن اتفاقيات لشراء صفقات أسلحة بين البلدين. وأبرزت الوكالة الروسية ما قاله دينيس مانتوروف، وزير الصناعة والتجارة الروسي: إن التعاون العسكري الفني بين روسيا ودولة الإمارات العربية المتحدة يركز على تأسيس مؤسسات مشتركة للتصنيع العسكري. وفي السياق، قال على الظاهري، مدير شركة "أدكوم سيستمز" الإماراتية: إن وزارة الدفاع الروسية تنوي شراء دفعة من الطائرات من دون طيار من طراز "يونايتد-40" الإماراتية، مشيرا إلى أن الجانب الروسي كان قد أعرب أواخر العام 2013 عن رغبته في إجراء تجارب لهذه الطائرات. ويبلغ طول هذه الطائرة 11.3 متر، وباع جناحها 17.53 متر، وارتفاعها 4.38 متر. وبإمكانها الطيران بسرعة تصل إلى 200 كيلومتر في الساعة لمدة حتى 100 ساعة، وعلى ارتفاعات حتى 7.9 ألف متر.