سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالفيديو والصور.. الربيع اللبناني في ثماني خطوات.. مطالب عادية.. احتجاجات وحركات شبابية.. مواجهة المتظاهرين بالقوة المفرطة.. غياب القائد والشعارات السياسية
على خطى ثورات الربيع العربي، علا سقف مطالب المتظاهرين بلبنان، وفي يومها الثاني تطالب حملة "طلعت ريحتكم" برحيل الحكومة ورئيسها تمام سلام، وواصلت الحملة تحركاتها في ساحة رياض الصلح، حيث نصب المعتصمون خيمهم في الساحة ليبدأوا اعتصام بسبب أزمة النفايات، مرددين هتافات ضد حكومة سلام، التي وصفوها بال"فاسدة" وطالبوها بالرحيل. الخطوة الأولى: مطالب وبدأت الخطوة الأولى في لبنان كما بدأت في دول الربيع العربي، بمطالب عادية، تنم عن حضارة ورقي الشعب اللبناني، الذي رفض مشهد القمامة، والذي عكس فشل الحكومة في أبسط شيئ تستطيع أن تقوم به وهو نظافة البلاد، لذلك دشن بعض الشباب حملة أطلقوا عليها "طلعت ريحتكم". الخطوة الثانية: احتجاجات وحركات شبابية دعت حملة "طلعت ريحتكم" التي تضم ناشطين من المجتمع المدني، إلى مظاهرة حاشدة استجاب لها أعداد كبيرة من اللبنانيين الذين تجمعوا في ساحة رياض الصلح قرب مبنى مجلس النواب حيث بدءوا يرددون شعارات مناهضة للحكومة، احتجاجا على عجزها عن إيجاد حل لأزمة النفايات المنزلية التي تغرق فيها شوارع بيروت ومنطقة جبل لبنان منذ أسابيع. الخطوة الثالثة: فض احتجاجات بالقوة المفرطة حاولت مجموعة من المعتصمين التقدم لرفع شريط شائك وضعته القوى الأمنية، فحدثت حالة تدافع بين الجانبين قبل أن يقدم عناصر الأمن على ضرب المعتصمين بالعصي وإطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص لتفريق المتظاهرين، ما تسبب بوقوع جرحى في صفوف المدنيين. وقال مصدر في الصليب الأحمر، إنه استقبل 16 جريحا ما بين عناصر الأمن والمواطنين المتظاهرين. وطلب وزير الداخلية نهاد المشنوق من رجال الأمن التوقف الفوري عن إطلاق النار، مؤكدا عبر وسائل الإعلام أنه ستتم ملاحقة كل من قام بذلك. وتحدثت قوات الأمن الداخلي عن سقوط 35 جريحا في صفوفها خلال الاشتباكات دون تحديد خطورة الإصابات. الخطوة الرابعة: اعتصام وتواصلت الاضطرابات في العاصمة اللبنانيةبيروت الأحد، لليوم الثاني على التوالي، وسط أنباء عن سقوط عدد غير معروف من الجرحى، وإضرام النيران في عدد من الخيام ودراجة نارية تابعة لقوى الأمن الداخلي. وأعلنت حملة "طلعت ريحتكم"، التي تقود الاحتجاجات، عن فك اعتصام عناصرها في ساحة "رياض الصلح"، ودعتهم إلى التوجه فورًا إلى ساحة "الشهداء"، وأكد منظمو الحملة انهم غير مسؤولين عن الموجودين داخل ساحة رياض الصلح.في اليوم الثاني من الاحتجاجات نزل المزيد من اللبنانيين الغاضبين إلى الساحة. أمر قدم دفعا معنويا كبيرا للمعتصمين الذين باتوا ليلتهم في الساحة. لم يقتصر الحضور على عنصر الشباب فحسب. بل أن بعض الأهالي اختار أن يمضي عطلة نهاية الأسبوع مع الأطفال في مكان الاعتصام، للمطالبة بالحق الطبيعي في التظاهر. الخطوة الخامسة: غياب القائد والشعارات السياسية لبنانيون صغار وكبار جاؤوا من مختلف المناطق ليعبروا عن سخطهم من الأوضاع القائمة، وما ميز تحركاتهم هذه المرة، هو غياب الشعارات الحزبية والطائفية، لم يتجرأ أي طرف سياسي على قطف ثمار التحركات أو استغلالها وتحريفها عن مسارها، إذ كان واضحا أن هناك اتجاها لدى المحتجين على عدم القبول ب "تسييس" تحركاتهم. وظهر ذلك من خلال الشعارات والهتافات التي رددها المعتصمون والتي لم تفرق بين أي أحد من السياسيين. وكان هناك إجماع بين المتظاهرين على أن كل السياسيين متشابهين وأنهم يتحملون المسئولية عما يجري. الخطوة السادسة: رد فعل حكومي غير مقبول خرج رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام غاضبا وهو يندد باستخدام الأمن ل"القوة المفرطة" ضد متظاهري حركة "ريحتكم طلعت " الذين خرجوا إلى شوارع العاصمة بيروت منددين بعجز الحكومة أمام ملف النفايات. أقر باستخدام القوى الأمنية "القوة المفرطة" في قمع آلاف المواطنين الذين اعتصموا ليلا في وسط بيروت احتجاجا على المماطلة في إيجاد حل لأزمة النفايات المستمرة منذ أكثر من شهر، داعيا إلى محاسبة المسؤولين. وقال سلام في مؤتمر صحفي "ما حصل أمس لا يمكن لأحد أن يهرب من تحمل مسؤوليته، وخصوصا ما يتعلق باستعمال القوة المفرطة مع هيئات المجتمع المدني". وأضاف سلام، الذي يعتبر الحاكم الوحيد للبنان لغياب رئيس الجمهورية "لن يمر الحدث بدون محاسبة وكل مسئول سيحاسب وأنا من موقعي لا أغطي أحدا". الخطوة السابعة: علو سقف المطالب بإقالة الحكومة ويطالب كثير من المتظاهرين باستقالة تمام، متهمين المسؤولين الحكوميين بالفساد وضعف الكفاءة، وطالب المتظاهرون بإقالة وزير البيئة، منددين باستخدام الأمن للقنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه والرصاص الحي ضدهم. الخطوة الثامنة: المصير مازال مجهولًا وتعد هذه أكبر احتجاجات يشهدها لبنان منذ أعوام، وبدأت بتظاهر اللبنانيين اعتراضا على تراكم القمامة في الشوارع، واعتبر رئيس الوزراء اللبناني أن بلده يمر ب"لحظات عصيبة"، مشيرا إلى أن ذلك نتيجة تراكمات من التعثر والغياب على الصعيد السياسي. وأشار إلى أن المشكلة الأكبر في لبنان هي أزمة "النفايات السياسية" محذرا من أن الحكومة لاتمتلك موارد مالية لدفع الرواتب لقطاع كبير من موظفي القطاع العام. ومازال مصير الاحتجاجات في لبنان مجهولًا، هل ستتخذ طريق مصر وتونس أم ستتخذ طريق سوريا، أم هناك طريق آخر لا يزال واضحًا.