سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«البوابة نيوز» تسأل الخبراء وتفتح الملف الشائك..هل الزوجة المصرية «نكدية بطبعها؟» أم أن زوجها «ظالم بطبعه؟».. عزالدين: النساء مخلوقات رقيقة يمكن إرضاؤها بمجرد ابتسامة.. وفايد للرجال: رفقا بالقوارير
"بكرة النكد بكرة" مقولة لا يعرف الكثيرون مصدرها، ولكنها ترجع إلى طرفة قديمة حيث يحكي أن زوجا كان يعانى من نكد زوجته الدائم، فتوصل إلى فكرة ظن أنها الحل الأمثل لراحته، فاقترح على زوجته تقسيم أيام الأسبوع إلى يوم نكد ويوم خال من النكد، وبعد موافقتها طار الزوج فرحا لنجاحه في إقناعها بهذا الاتفاق، فهكذا يكون قد حصل على نصف حياة زوجية بدون نكد، فالتزمت الزوجة بعدم التنكيد على زوجها في أول يوم، وفي اليوم التالي تحمل الزوج كل أشكال النكد وبمجيء اليوم التالي- الذي من المفترض أن يأتي بدون نكد- وجد زوجته تقول له هيا نستعد ليوم النكد وهى تغنى" بكره النكد بكرة". فالنكد في الأسرة المصرية يأخذ المرتبة الأولى كأحد أسباب الطلاق، فهو السرطان المدمر لاستقرار الأسرة وسعادتها، فعادة ما يتهم الرجل المصري زوجته بحبها للنكد، وأنها السبب في ما تصل إليه حياتهم الزوجية من مشاكل ورتابة وملل، وكثيرا ما تؤدي إلى الطلاق، فكثرت شكاوى الرجل من نكد زوجته دون النظر إلى حجم الأعباء التي تقع على كتفيها دون تقديم أي مساعدة لها داخل المنزل، رغم أن الرجل والمرأة يكمل كل منهما الآخر وليس كل منهما كاملا أو يستطيع العيش بمفرده. لذلك استطلعت "البوابة نيوز" آراء اساتذة النفس والاجتماع للتعرف على أسباب النكد في الأسرة المصرية وهل حقا الزوجة المصرية نكدية بطبعها؟ فيرى البعض أن السبب يرجع إلى الرجل وعدم مراعاته لحساسية وأعباء زوجته والبعض يرى أن المرأة تعبر عن ما بداخلها بطريقة خاطئة من خلال النكد. في البداية أكد إبراهيم عزالدين، أستاذ علم النفس والاجتماع بجامعة 6 أكتوبر أن هناك اختلافا كبيرا في التكوين الفسيولوجي لكل من الرجل والمرأة، إضافة إلى وجود فوارق فردية في تكوين شخصية كل منهما، وتعد هذه الفروق السبب الرئيسي في عدم فهم كل منهما للآخر فالرجل يتهم المرأة بالنكد والمرأة تتهم الرجل بعدم الإحساس بها. وأشار عز الدين إلى أن كلا من الرجل والمرأة يرسم في خياله صورة نموذجية للزواج، فالمرأة تحلم بالرجل الرومانسي الذي يغازلها طوال الوقت والرجل يحلم بزوجة تهيئ له بيتا مليئا بالراحة والهدوء وتحقيق احتياجاته دون المشاركة في تحقيق ذلك، ومن هنا يأتي التصادم بين الواقع والحقيقة، لذلك يتم في الخارج تأهيل كل من الرجل والمرأة قبل الزواج بمراكز متخصصة في ذلك،تجنبا لهذا التصادم، ومن أجل فهم كل منهما لطبيعة الجنس الآخر. وقال عزالدين إن المرأة مخلوق رقيق وحساس، فهي أضعف من الرجل تتأثر بأبسط الأشياء وتحتاج إلى الكلام الطيب الذي لا يجيده كثير من الرجال، فهي تستطيع أن تنسى كل حزنها في مقابل ابتسامة الزوج لها أو باقة من الزهور على عكس طبيعة الرجل الأكثر صلابة الذي يعبر عن حبه لها من خلال تقديم احتياجاتها ظنا منه أن الطعام والملبس أكثر تعبيرا عن الحب من باقة زهور. بينما أكدت هبة العيسوي، أستاذ الطب النفسي بكلية الطب جامعة عين شمس أن اتهام الرجل للمرأة المصرية بأنها نكدية بطبعها ظلم كبير لها ولطبيعتها الحساسة، موضحا أن نعت المرأة المصرية بالنكد يرجع إلى أنها تلجأ إلى الحديث عن مشاكلها لكي تلفت انتباه زوجها الذي لا ينتبه إلى حديثها عن أمورها الخاصة ولكنها لم تجد التواصل المطلوب، وأشارت إلى أن المرأة تتمتع بالقدرات اللغوية أكثر من تمتعها بالقدرات الأدائية على عكس الرجل لذلك فهي تعبر عن مشاكلها بالكلام. وأوضحت العيسوي أن المرأة عادة لا تقصد أن تثير المشاكل ولكنها ترغب في إثارة انتباه الزوج والحديث معه ظننا منها أنها بهذه الطريقة تتقرب منه وتشاركه في مشاكلها، ولكنه يرى حديثها عن المشاكل البسيطة أو المعقدةقصدا منها لإزعاجه، فهو بمثابة عدوان لفظي عليه، ونابع من شخصيتها المليئة بالنكد دون مراعاة له، لاختلاف تكوينها ومشاعرها عن تكوينه الصلبة. وأشارت العيسوي إلى أن النساء كائنات عاطفية فعند رؤيتها فيلما مؤثرا تعبر عن تأثرها بالبكاء، ولكن الرجل المصري يترجم ذلك على أنه نكد وتضخيم للموضوعات، بدلا من توجيه بعض الكلمات التي تحتاجها في هذه اللحظة ونعتها بالرقة والإحساس بدلا من النكد، مؤكدة أن المرأة المصرية "سبع صنايع" في تحمل أمور المنزل اليومية إضافة إلى عملها الخاص، فهي تعمل كسباك وكهربائي في المنزل دون تقدير هذه الجهود من قبل الزوجة. كما رأى علماء الاجتماع أن الخطأ يقع على الرجل، حيث أكدت سوسن فايد، أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية أن الرجل الذي يتهم المرأة بأنها مخلوق يتصف بالنكد بطبعه هو من تربى على الرفاهية وعدم تحمل المسئولية، فهو غير قادر على العطاء وكل ما في استطاعته أن يتهم المرأة في لحظة غضبها بالنكد. وأشارت إلى أن الرجل يرى أبسط طلبات المرأة على أنه نكد وذلك يرجع إلى عدم فهمه الجيد للزواج، فهو لم يع بأن الزواج مودة، رحمة، عطاء، وتسامح، موضحة أنه ينعتها بالنكد دون الوعي بكم الأعباء التي تقع على المرأة خاصة المرأة المصرية، ما يجعلها منزعجة في كثير من الأحيان. ونوهت "فايد" أن الرجل عادة ما يضغط على المرأة بمطالبتها بالمساواة وهى تسعى إلى تحقيقها على مستوى الجانب العملي، وفي المنزل، ولكنها تتشتت بين الجانبين فتصبح منزعجة من أبسط الأشياء، مطالبة الرجل بالرفق بالمرأة وعدم الضغط عليها قائلة: "رفقا بالقوارير".