سجادة صمت تفترش المكان، بعض الهمسات تتعالى في حياء، ظلام مؤقت يسدل بستاره، نقطة بيضاء تظهر في الأفق، في انتظار دقدقات الأقدام لتروي بخفتها صحراء السكوت، يغمض عينيه للحظة، دقات قلب تتزايد، شهيق يلي زفير في سباق نحو اللا هدف، زحام أفكار تتعالى في أعماقه، ثورة داخلية تقتل الدوشة بدم بارد، في محاولة لنيل قسط من الهدوء النفسي، بؤبؤ يرتمي في حضن السكون المطلق، نفس أخير، كلمات تشجيعية صامتة، ثم لحظة ثقة تهزم التردد في آخر ثانية من شوط الاستكانة، يسير بخطوات متزايدة نحو الضوء، يتمركز في بؤرة النور، لا يؤنسه سوى "مايك" يتوسط المسرح، تتحرك شفتاه في تخبط مؤقت، حتى تتحرر من قيود الخوف، ترتسم السعادة المصطنعة على تفاصيل وجهه، يرمي بتحية أولية تكسر جدار الصمت، يرمي بنظراته في الأفق، يلمح أعين تخترق برؤيتها إسدال الظلام، يبدأ في سرد "قلشاته" واحدة تلو الأخرى، بعد "فرش" مجهد لتفاصيل حكاية موقف حقيقة في بعضها وخيالية في مطلقها، ها هي تأتي، حانت اللحظة الأولى التي ستحدد مسار الدقائق المقبلة، والتي تسير كالدهر في عمرها، يرمي سنارة "إفيه"، في محاولة لصيد ضي أسنان تصحبها "قهقهة" تبدأ بابتسامة، وتنمو تدريجيًا لضحكة تتعالى، ترسم البهجة في ملامح من يحاصرونه بنظراتهم، تتلاشى في بطء مع مخيلة سماع دوى اللاشيء، تعلو في داخله جملة "الإفيه مجبش صحرا".