بدء العمل فى أكتوبر وستنجز فى الموعد الذى تحدده القوات المسلحة «السيسى» قال فى اجتماع مع العلماء: أعلم كافة مشكلات مصر ونمتلك الحلول ونسعى لتحقيقها نظرة الغرب للمصريين أصبحت أكثر ثقة بعد إنجاز مشروع القناة الجديدة العامل المصرى مميز وعلينا الاهتمام بالتعليم الفني يُلقبه الألمانيون بالفرعون «أمنحوتب»، أول مهندس عرفه الفراعنة، الرجل الذى لا يعرف المستحيل، يرى دائماً أن الإنجاز ثمرة الكفاح فقط، ومن أراد فعل المستحيل أدرك هدفه دون أدنى شك. هو هانى عازر، المهندس العالمى المصرى الألمانى، الذى أنشأ شبكة الأنفاق العالمية فى ألمانيا، عضو مجلس كبار العلماء، مستشار رئيس مجلس الوزراء لشئون النقل والمواصلات والأنفاق، المشرف على مشروع أنفاق محور قناة السويس، الذى يكشف للمرة الأولى عن كافة التفاصيل الخاصة بالمشروع فى حوار خاص مع «البوابة». عازر أكد أن نظرة العالم لمصر تغيرت بشكل كبير، بعد افتتاح قناة السويس الجديدة، وأن المصريين أصبحوا أكثر ثقة فى أنفسهم، وأوضح أن الرئيس عبدالفتاح السيسى يعرف هموم المصريين، وأنه لا يتوقف عن العمل من أجل حل كافة المشكلات، مشيرا إلى أن الشباب يمثلون أكثر من %45 من المصريين، هم ثروة مصر الحقيقية. ■ بعد إنجاز مشروع قناة السويس الجديدة.. ما هو رد الفعل الألمانى تجاه مصر؟ - كل الجرائد الألمانية قالت إن مشروع قناة السويس، يعتبر إنجازا مصريا عالميا أعاد مجد مصر، والمشروع من الناحية الفنية كان يصعب جداً تنفيذه فى 365 يوما، وكتبت الجرائد الألمانية فعلا إن الحكومة الألمانية نفسها لن تستطيع تنفيذ مشروع ضخم وعظيم مثل مشروع قناة السويس، فى هذا الوقت القياسى، وذلك هو الإنجاز الحقيقى الذى حققه الرئيس عبدالفتاح السيسى. ■ هل تغيرت نظرة الغرب للمصريين بعد مشروع القناة الجديدة؟ - الشعب المصرى عظيم، وألمانيا تعلم ذلك جيداً، لكن مشروع قناة السويس وإنجازه بتلك الصورة المشرفة، فى زمن قياسى، أحدث نقلة نوعية فى نظرة الغرب للمصريين، وليس الألمان وحدهم، لأننا أرسلنا للعالم كله رسالة مفادها أن المصريين عظماء بقدرتهم على الإنجاز ولا شك أن ثقتنا فى أنفسنا زادت بشكل غير مسبوق بعد إنجاز المشروع. والشباب المصرى ذكى ويمثل الثروة الحقيقية لمصر، إذ تزيد نسبته بين تعداد السكان على 45٪، والمصريون قادرون على صناعة المستحيل، إذا أرادوا ذلك، والدليل هو أننا استطعنا إنجاز مشروع القناة فى المدة التى حددناها له بالدقيقة، وأنا أرى أن الإنسان قادر على فعل أى شيء، والمصريون عظماء بإيمانهم وذكائهم وقدرتهم، والمشروع سيكون حافزا لنا جميعا، كل واحد يعمل فى مكانه ويبدع وينجز من أجل تنمية البلد والنهوض بها. ■ ذكرت أن الشباب ثروة مصر الحقيقية، كيف ترى دورهم وهل تتيح الدولة لهم الفرصة فى المناصب التنفيذية؟ - الرئيس عبدالفتاح السيسى يولى اهتماما خاصا بالشباب، وذكر ذلك فى أكثر من مناسبة، ويعتمد عليهم بشكل كبير فى عدد من المشروعات، وأنا أرى بالفعل أن ثروة مصر الحقيقية فى شبابها، ونحن فى مجلس كبار العلماء مستعدون لتقديم الدعم الكامل لهم فى مختلف المجالات، وباب العمل والجهد مفتوح أمام الجميع من أجل النهوض بمصر، وتلك هى فرصتنا الحقيقية للإنجاز. ■ ماهى تفاصيل مشروع حفر أنفاق محور قناة السويس الذى تشرف عليه؟ - بعد انتهاء مشروع قناة السويس، ستبدأ الهيئة الهندسية للقوات المسلحة فى إنشاء الأنفاق الخاصة بمحور قناة السويس، التى ستربط سيناء بالدلتا، وعددها ستة أنفاق، وأنا أشارك فى المشروع بالخبرة فقط، وإضافة إلى المشاركة فى عدة مشروعات أخرى، وفيما يخص أنفاق محور القناة فمنها 3 أنفاق فى الإسماعيلية، اثنان للسيارات وآخر للقطارات، و3 أنفاق سيتم تنفيذها أيضا فى بورسعيد، منها اثنان للسيارات وآخر للقطارات، وسيتم تنفيذ منشأ على عمق 47 مترا من سطح الماء، وتم الاتفاق مع شركة ألمانية ستورد 4 حفارات ضخمة، تم تنفيذها خصيصاً للمشروع، بعد دراسة التربة وتعمل بشكل إلكترونى متكامل، ويبلغ طول الواحدة منها 13 مترا، ستقوم بحفر الأنفاق تحت الماء ما يساعد على توفير الوقت والجهد وضمان دقة النتائج. ■ متى سيبدأ العمل على تنفيذ مشروع الأنفاق وما هى تكلفته والوقت الذى سيتسغرقه؟ - عقدت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة عدة اجتماعات مع الشركة الألمانية، حضرت معظمها، وتم الاتفاق على تنفيذ المشروع بدءاً من شهر أكتوبر القادم، لأن الماكينات ستصل فى هذا الموعد، ومن المفترض أن تستعين الشركة الألمانية بعدد صغير من المهندسين الألمان لإدارة معدات الحفر، لكن المنفذين الأساسيين هم المهندسون المصريون، وبالفعل تم الاتفاق مع المهندسين والمقاولين المصريين الذين سينفذون المشروع بشكل كامل، والمشروع سيحتاج إلى وقت لأن عملية الحفر والتنفيذ تحت الماء صعبة بشكل كبير، لكننا على أتم استعداد لفعل المستحيل من أجل إنجاز المشروع فى المدة التى سيتم الاتفاق عليها، والتى لم يتم تحديدها بعد، وبالنسبة للتكلفة فهذا أمر تعرفه الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وأنا لا أستطيع التحدث إلا فى مجال عملى وخبرتى فقط كمهندس مشرف على المشروع عملياً فقط. ■ ما رأيك فى كفاءة العامل المصري؟ - لم أتعامل مع العمال المصريين حتى الآن، لكن رأيتهم أثناء زيارة مشروع حفر قناة السويس، والعامل المصرى يمتلك قدرات عظيمة، إذا تم توجيهها بشكل جيد، ولا بد أن نركز بشكل كبير على التعليم الفنى، كما هو الحال فى ألمانيا، والاهتمام بالعمال بشكل أكبر، لأن المهندس مهما كانت كفاءته لن يستطيع إنجاز مشروع بمفرده، ودوره هو أن يحدد الإطار النظرى للمشروع، والعامل هو الذى ينفذه على الأرض، والمهندس يستفيد منه بشكل كبير. ■ أنت عضو بارز فى مجلس كبار العلماء، ما أهم الملفات على مائدة المجلس، وما الذى تم تنفيذه منها؟ - مجلس كبار العلماء، مهتم بشكل أساسى بملفات التعليم، فى مختلف مراحله، والصحة والتنمية الاقتصادية، ومجالات الطاقة، وكل عضو يقوم بدور كبير جدا فى مجال تخصصه، وهناك تواصل دائم واجتماعات متكررة مع رئاسة الجمهورية، يتم من خلالها متابعة المشروعات والأطروحات المهمة، وكل مواطن مصرى سواء عالم أو أستاذ جامعى أو مهندس أو طبيب، عليه دور وواجب وطنى تجاه بلده، لا بد أن يقوم به على أكمل وجه، وعندما ألتقى الشباب أو المواطنين فى الشارع أو فى المؤتمرات والندوات العلمية، فإنهم يعبرون عن آمالهم فى الرئيس والمشروعات المستقبلية، وأرى أن علينا جميعاً أن نعمل، كل فى مكانه، لنرى نتيجة عملنا حقيقة واقعة على الأرض. ■ تلتقى الرئيس عبدالفتاح السيسى بشكل دورى.. ما الملفات التى تشغل باله؟ - بالفعل، التقيت الرئيس عبدالفتاح السيسى فى اجتماعات عدة وناقشنا، بشكل مطول، المشكلات التى تمر بها مصر، خاصة الجانب الاقتصادى ومشكلات النقل والطاقة، والرئيس يعلمها كلها ولا يتوقف عن البحث عن حلول جذرية لها، لكن الإمكانيات ليست متاحة أمامه بشكل كامل، وذلك ما يجعل الموضوع صعبا، لكنه ليس مستحيلا، وقد ذكر السيسى فى اجتماع مع عدد من العلماء والأساتذة المصريين، أنه يضع يده على كافة المشكلات التى تواجه مصر وجميعها لها حل إن شاء الله، وأنا شخصياً أثق فى قدرته وقدرة المصريين على تخطى أى أزمة واستكمال مسيرة البناء والتنمية. ■ من أهم الاتفاقيات التى خرج بها المؤتمر الاقتصادى، الاتفاقية التى أبرمها الرئيس السيسى مع شركة «سيمنس» للكهرباء، كيف تراها وهل ستشهد الفترة المقبلة زيادة فى حجم التعاون الاقتصادى والعلمى مع ألمانيا؟ - حجم التعاون زاد بشكل كبير جدا خلال الفترة الماضية، والرئيس اتفق مع شركة «سيمنس» على بناء ثلاث محطات للطاقة بقوة 4400 ميجاوات، وذلك يعد إنجازا عظيما، وأريد أن أوضح أن «سيمنس» لا تعمل فقط فى مجال الكهرباء، لكن لديها مجموعات خاصة بالنقل والقطارات والأدوية، وتعمل مجالات أخرى، وأتوقع أن تعقد مصر معها اتفاقات فى غير مجال الكهرباء، والاتفاق الذى أبرمته الحكومة مع سيمنس كان له دور كبير فى دفع عدد من الشركات الألمانية للاستثمار فى مصر، بعد أن كانت خائفة فى البداية من عدم الاستقرار، لكنها الآن حريصة على ضخ استثمارات ضخمة فى مجالات مختلفة بمصر. وأعتقد أن هذه فرصة كبيرة للشباب المصريين، ورسالة تؤكد أن ألمانيا أصبحت تثق فى قدرة المصريين، لأن الشركات الألمانية التى تستثمر فى القاهرة لن تعتمد على عمالة ألمانية خالصة بنسبة 100٪، لكن ستستعين بعمالة مصرية من الشباب، وقد عرضت سيمنس على الرئيس إرسال 500 شاب من العمالة المصرية، لتدريبهم فى ألمانيا على أعلى مستوى ثم يعودون إلى القاهرة للعمل. ■ كيف ترى مستقبل التنمية فى مصر؟ - المستقبل مشرق جدا، ومسيرة التنمية فى مصر بدأت بالفعل، لكن على الشباب أن يواصلوا العمل بالأمل والاجتهاد، فلا توجد دولة فى العالم قام ببنائها رئيس بمفرده، فمن يبنى الدول هم الشعوب، والشباب خاصة، صحيح أن من يعطى إمكانيات وتوجهات هو الرئيس، لكن لا بد من العمل والاجتهاد، ومصر ليست فى حاجة لأن تمد يدها لأحد، لأن لديها كل الإمكانات من الشباب والقوة والإرادة، والأمل موجود، ويقع العبء الأكبر على الإعلام فى نشر الأمل والتفاؤل، وعرض المشكلات بوضوح وشفافية، بعيدا عن التشاؤم واليأس، فلا تنظروا للوراء لأن التفاؤل يحركنا ويدفعنا للأمام، أما اليأس فيعيدنا إلى الخلف، ولا يوجد فى القطار مرايات أمامية، مثل السيارات، لأن القطار لا ينظر إلى الخلف أبدا، وعلينا التعلم من ذلك بالتخطيط والنظر للمستقبل.