«عذراء فلاديمير» الأيقونة الأشهر فى العالم ورسمها القديس «لوقا» نصيف: «الثقافة» الفرنسية أدرجت أحد أعمالى وهى جدارية للعائلة المقدسة ضمن التراث السياحى ل«باريس» أيقونة «الميلاد» الأبرز عالميًا ومصر تشتهر ب«العائلة المقدسة» يقول عادل نصيف، الفنان العالمى القبطى إن أيقونة وجه العذراء يختلف رسمها حسب كنائس العالم، موضحًا أن هناك خطأ شائعًا برسمها بملامح أوروبية فى حين أنها «ابنة الشرق الأوسط»، مؤكدًا أن العذراء ترسم حسب ثقافات الشعوب، فأحيانًا نجدها بملامح إفريقية وآسيوية. وعن أبرز رسماته أكد نصيف ل«البوابة» أنه لا توجد صعوبة فى رسم ملامح وجه العذراء، لكن الصعوبة تكمن فى توصيل الإحساس ب«بهاء روحها»، وجمالها الروحى الداخلى.. وإلى نص الحوار: ■ كيف نعرف وجه العذراء مريم الحقيقى.. ومن أول من رسم لها أيقونات وصورا؟ - استخدام فن الأيقونة، كلمة أيقونة يونانية تعنى صورا مدشنة بالزيت المقدس، هو للتعبير عن روحانية الشخصية، وليست للتسجيل الواقعى ولكن بخصوص وجه السيدة العذراء، فإنه معروف أن لوقا الرسول - وهو من رسل السيد المسيح وواحد من كتبة الأناجيل وسفر أعمال الرسل - كان فنانًا ورسم صورًا للسيدة العذراء ويسوع المسيح طفلًا، والمعروف لنا أنه توجد أيقونة للسيدة العذراء محفوظة بروسيا وهى من رسم القديس لوقا الطبيب، وتشتهر بعذراء فلاديمير نسبة للمدينة التى وضعت بها، وتحدث منها المعجزات ولها شهرة واسعة. ■ فنيًا بماذا يوصف وجه العذراء مريم؟ - السيدة العذراء يعبر عنها كمثال للطهارة والوداعة والروحانية، وترسم دائما كوجه ملائكى وديع وأيضا يتجاوز الفنانون عامل الزمن، ويجمع الفنانون علي رسمها فى سن صغيرة يشع منه الجمال والروحانية. ■ وهل توجد صعوبة فى رسم وجه العذراء؟ - الصعوبة ليست فى ملامح وجه العذراء، لكن فى توصيل الإحساس ب«بهاء روحها» وجمالها الروحى الداخلى، وهذا يتطلب براعة الفنان وتعايشه مع شخصية العذراء حتى يصل الحس والجمال الروحى. ■ العذراء تنتمى إلى منطقة الشرق الأوسط، فلماذا نجدها دائما ذات ملامح أوروبية فى معظم الرسومات؟ - هذا خطأ شائع يجب أن يتوقف، فالفن الدينى والتعبير عن الروحانية واستخدام الأيقونات لشرح الإيمان، يتم باستخدام ملامح الشخصيات من البيئة والمكان، بمعنى أننا نجد ملامح العذراء فى إفريقيا سمراء، فى الصين بملامح الصينيين، وبأوروبا بملامح أوروبية، المصيبة لدينا أن تلك الملامح انتشرت بالكنيسة القبطية، بسبب نسخ ملامح غربية، وأيضا عدم المعرفة بخصوصية وجمال فننا القبطى، والأهم أن ملامح الرسل والمسيح والسيدة العذراء هى ملامح شرقية، وبالتالى إن كنا صادقين ومدققين فلابد من رسم ملامح شرقية. ■ لماذا لا نجد رسومات للعذراء مريم السمراء؟ - توجد رسوم كثيرة للعذراء بملامح سمراء وبشكل كبير فى الأيقونة البيزنطية القديمة وأيضا فى إفريقيا. ■ ما أول ملمح ترسمه فى وجه العذراء مريم؟ - أهتم جدا بنظرة عيني السيدة العذراء، ودائما أرسم عينيها حانيتين وتنظر للمصلى مباشرة، وتكاد تكلمه وتطمئنه إن هو تكلم معها وتشفع بها. ■ هل تذكر كم أيقونة رسمتها للعذراء مريم؟ - لا أتذكر العدد ولكنى فى كل مرة أرسمها بإحساس جديد وكأنى أرسمها لأول مرة، فلا أكرر أعمالى السابقة، لأن الفن هو خصوصية دائمة حتى لو تكرر الموضوع. ■ كم أيقونة توجد للعذراء مريم فى كل كنيسة تقريبًا؟ - من الممكن أن توجد أيقونة العذراء داخل الكنيسة أكثر من مرة، لكن العدد المؤكد فى كل كنيسة هى العذراء الملكة، والعذراء مع الملاك غبريال فى لحظة البشارة بميلاد المسيح، ومن المؤكد أنه توجد العذراء فى مقصورة فى مدخل الكنيسة، وهى التى توضع أمامها الشموع، تستقبل المصلى ويشعل الشمع أمامها للبركة. ■ «الظهور والأمومة والميلاد والعائلة المقدسة» أى تلك الأيقونات أكثر شهرة؟ - الأيقونة بالكنيسة القبطية لها مواصفات وتتعامل مع أيقونة العذراء والمسيح وهو طفل بمفهوم التجسد، بمعنى أن الاهتمام بالمصلى وليس بتسجيل لحظة حنان بين أم وطفلها، وأتذكر من سنوات أن انتشرت صورة لأم تحمل طفلها واشتهرت وقتها ولما بحثت عنها وجدت الفنان رسمها باسم الأمومة فقط، وتعتبر أيقونة الميلاد هى الأشهر، ولكن بمصر تشتهر أيقونة العائلة المقدسة خاصة فى مشهد زيارتها لأرض مصر. ■ ما أشهر الأيقونات التى رسمتها للعذراء فى مختلف كنائس العالم؟ - أشهر وأهم الأيقونات توجد بكنائس هولندا وخاصة بمدن أمستردام وليدن وآسن وإيندهوفن، وأمريكا واليونان والإمارات العربية واليونان، وأيضا بكنيسة الملاك ميخائيل بحى فيلجوييف بباريس وبها أعمال ضخمة من الموزاييك، مثل جدارية العائلة المقدسة بمساحة 35 مترا مربعا على واجهه الكنيسة، وقد أدرجتها وزارة الثقافة الفرنسية كتراث يستحق الزيارة السياحية عام 2012، وذلك فور انتهاء العمل بها.