فنانون كثيرون شرقيون وغربيون، أبدعوا لوحات رسموا فيها السيد المسيح وأمه البتول السيدة مريم. اليابانيون والصينيون والأفارقة وغيرهم رسموه كل يرسم ويتخيله من هيئتهم فى الكنائس الأفريقية يرسم وتوضع صور المسيح وفق معايير الجمال الافريقى فهو ذو بشرة سوداء داكنة وأنف افطس ومجعد الشعر وتزعم الكنيسة الأثيوبية أنه كان بتلك الملامح انطلاقا من كون أصول المسيح منحدرة من قبائل إفريقية كانت مستقرة فى إفريقيا الوسطى لكنها هاجرت منها واستقرت فى فلسطين وأنهم -اى الكنيسة الاثيوبية- أقدم وجودا ونشأة عن كنائس أوروبا وأمريكا وبالتالى لديهم الرأى والتخيل الاقرب والادق للصحة، بينما ترسمه كنائس الهند وفقا لمعايير الجمال الهندية ببشرة لا بيضاء ولا سوداء وبشعر أسود ناعم وطويل وعينان سوداوين وكذلك ترسم السيدة العذراء بملامح هندية بحتة ، وتقوم كنائس الصين واليابان برسم المسيح والعذراء ببشرة بيضاء جدا وعينان سوداوين وشعر أسود ناعم وطويل بملامح دقيقة جدا فالأنف والفم صغيرين جدا وفقا لملامح الجمال لديهم . أما فى أوروبا وأمريكا الشمالية فقد صوروا للمسيح ببشرة ناصعة البياض وشعر أصفر ناعم جدا وطويل وعينان زرقاوين . وتقوم كنائس الشرق الأوسط وشمال إفريقيا برسمه وفقا لمعايير الجمال فى منطقتهما حيث يرسمونه ويصورونه خمرى البشرة عسلى العيون وبشعر أكرت كثيف ليس مجعدا. عشاء «دافنشى» الأخير أسلوب الرسام الإيطالى الشهير ليوناردو دافنشى المبدع كان ظاهرا فى لوحة العشاء الأخير حيث قام بتمثيل مشهد تقليدى بطريقة جديدة كليا فبدلا من إظهار الحواريين الإثنى عشر كأشكال فردية قام بجمعهم فى مشهد ديناميكى متفاعل . لوحة العشاء الأخير رسمت عام 8941وأخذت منه جهدا جبارا وهى عبارة عن لوحة زيتية جدارية فى حجرة طعام دير القديسة «ماريا ديليه غراتسيه ميلانو». كيف صوّره العرب؟ لم يغفل الفنانين العرب والمصريين أن يقوموا برسم لوحات خاصة للسيد المسيح فقد قام الفنان بهنام بولس داوود إينا برسم لوحة«عذراء والطفل» على جدار بيته وهى بطول مترين وبعرض 04سم وعلى رأس مريم العذراء تاج ، رسمت اللوحة لغرض التجربة لمعرفة مدى بقاء الألوان الزيتية على الجدار الكونكريتى واللوحة رسمت عام 8891. غزوان توما بنى كرش يعتبر الفنان العراقى من الفنانين المتميزين عن أقرانه على الساحة الفنية وهو من مواليد 6791 ودرس فى معهد الفنون الجميلة، أما اللوحة التى رسمها فقد اسماها «يسوع ترك الكنيسة بدل الصليب» توحى هذه اللوحة كامل الإيحاء عن قصة قنطرة كانت يوماً ما فى قرة قوش - بخديدا التى كان يتفيأ فيها الناس أيام زمان ويظهر الشال الملون عليه رسوما منمنمة ونقوشات حيوانية دلالة على الحاجة التراثية التى كانت المرأة القرة قوشية تستخدمها وأيضاً تظهر اللوحة عجائب المسيح، وعن الغفران وعن كنيسة الطاهرة وهى بحلتها الجديدة بعد التعمير والتجديد كما تبين اللوحة بعض الرسومات الآدمية والحيوانية وآلام المسيح بحمل الصليب. صوره فى القرن الأول القش إكرام لمعى أستاذ مقارنة الآديان بالكلية الاكليريكية للإنجليين يرى أن هناك أقوالا كثيرة فى صور المسيح والعذراء، حيث يقال إن هناك صورة رسمها القديس لوقا الطبيب من تلاميذ السيد المسيح للعذراء مريم وأيضا طبعت صورة وجه المسيح على منديل مسحت سيدة وجهه به أثناء رحلة الصلب ولكن كلها أقاويل غير مؤكدة لا يعتمد عليها تاريخيا، لكن الصورة الأولى للسيدة العذراء والسيد المسيح ظهرت فى القرن الأول عندما دخلت المسيحية مصر، وبدأ رسم مفتاح الحياة الفرعونى وصور على جدران المعابد، واخذوا الملامح من ايزيس وحورس، وفى البداية لم تكن هناك كنائس بسبب اضطهاد الرومان للمسيحيين المصريين، فكان المسيحيون يعبدون الله ويؤدون صلواتهم داخل السراديب التى كانت تدفن فيها الموتى تحت الأرض، واحيانا كان المسيحيون وهم يصلون فى هذه الأماكن المختفية عن الأنظار يرسمون صوراً للمسيح على الجدران إما بالرسم أو بالحفر ومن أجل هذه الصور على الحجر وجدت فى كنائس النوبة وأجمل الصور التى رسمت كانت فى القرون الوسطى لمايكل انجلو عندما رسم سقف كنيسة سانت بيتر بروما وهو نائم على ظهره على سقالات خشبية واستغرق رسمها 12 عاماً تقريبا. ويضيف د. اكرام لمعى أن صورة المسيح ذات العيون الزرقاء والشعر الأصفر صورة غربية وليست شرقية، وعندنا كإنجليين نحترم هذه الصور كفن وكتعبير عن شخصيات الإنجيل، ولم نكن نعلقها فى كنائسنا ولكن حديثا بدأنا نضعها فى الكنائس كشكل جمالى وليس للتبرك، ولا نجد صورة واحدة تعبر عن المسيح بكل ابعادة وشخصيته. أما القمص بولس عويضة استاذ القانون الكنسى فيرى أن صور المسيح بدأت تنتشر فى القرن الأول فى عصر الرسل وهناك القديس لوقا وكان طبيبا ورساماً، وتحتل صورة المسيح وهو طفل وهذه الصورة موجود نسخة منها أصلية فى دير وادى النطرون، وباقى الرسامين فى عصر النهضة اخذوا من هذه الصورة وتخيلوا ملامح المسيح مشيراً إلى أنه ليس هناك اعتراض على صور المسيح من الكنيسة الأرثوذكسية والمطابع فى الكنائس حريصة على طباعة صور المسيح مادامت معتمدة من رئاسة الكنيسة، ومطابقة للعقيدة الأرثوذكسية. النبى يصف المسيح روى الإمام البخارى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «وأرانى الليلة عند الكعبة فى المنام فإذا رجل آدم كأحسن ما يرى من آدم الرجال، تضرب كلمته بين منكبين رجل الشعر يقطر رأسه ماء واضعاً يديه على منكبى رجلين وهو يطوف بالبيت فقلت: من هذا؟ فقالوا: هذا المسيح ابن مريم ثم رأيت رجلاً وراءه جعداً قططاً أعور العين اليمنى كأشبه ما رأيت بابن قطنى يديه على منكبى رجل يطوف بالبيت فقلت: من هذا؟ قالوا: المسيح الدجال». صحيح البخارى.