سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إلى أين يتجه حوار الأطراف الليبية بجنيف غدًا؟.. "القويري": الحوار مبني على أسس غير صحيحة.. و"الثني": الخيار العسكري واجتياح طرابلس هو البديل.. وناشط: هناك من يرغب في إدخالنا حالة فراغ سياسي
من "غدامس" إلى جنيف، ثم الصخيرات والجزائر وتونس، ثم العودة إلى جنيف مجددا، يدور الحوار الليبي بين الفرقاء، في حلقة مفرغة، فعلى مدى أكثر من عام لم تستطع الأممالمتحدة الوصول إلى تسوية عادلة للأزمة التي تعيشها ليبيا منذ أربع سنوات مضت. مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة الدعم التابعة للمنظمة في ليبيا برناردينو ليون، أعلن عن جولة جديدة من الحوار الليبي بجنيف غدا الإثنين تستمر لمدة يومين من أجل الوصول إلى اتفاق نهائي يرضي كل الأطراف السياسية وتشكيل حكومة وطنية تمارس عملا انتقاليا لمدة عامين بعدها تكون الدعوة لانتخابات رئاسية وتشريعية. العديد من المراقبين قالوا انهم غير متفائلين بالجولة الجديدة من الحوار الليبي، حيث أكد رئيس الهيئة العامة للإعلام والثقافة والآثار بالحكومة المؤقتة عمر القويري أن الحوار الليبي الذي ترعاه الأممالمتحدة لن ينجح. وأضاف القويري، في تصريحات صحفية امس الإثنين، أن أسباب الفشل برأيه تعود إلى أن الحوار مبني على أسس غير صحيحة حيث يعتبر أن الأزمة الدائرة في ليبيا أزمة سياسية وهذا ليس صحيحا فالأزمة في ليبيا أزمة أمنية بامتياز، كما أن المبعوث الأممي برنادينو ليون يحاول مد فترة مجلس النواب لمدة عامين وهذا مخالف للإعلان الدستوري. وقال إن أمريكا وبريطانيا هما اللتان تتحكمان في الحوار وليس الأممالمتحدة.. واعتبر القويري أن رفض أعضاء من المؤتمر الوطني التوقيع على المسودة الرابعة، عائد إلى أنهم "لا يملكون القرار، والقرار الحقيقي في يد الميليشيات المسلحة وأي طرف يقوم بالتوقيع دون الرجوع إليهم يتم تصفيته فورا. من جهته دعا عضو مجلس النواب الليبي المنتخب والمشارك في الحوار السياسي الذي ترعاه الأممالمتحدة، أبوبكر بعيرة، الليبيين إلى إنصاف المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة برناندينو ليون، قائلا خلال مقابلة تليفزيونية مع فضائية ليبيا أولا "لم نر من السيد ليون أي تفريط في السيادة الليبية، وعلينا أن نعي أن المشكل الليبي معقد وأن الليبيين لم يعودوا اللاعب الوحيد على أرضهم". وأضاف: "لقد دعونا الأممالمتحدة للتدخل في الشأن الليبي بعد أن عجزنا كليبيين أن نجلس ونحل مشاكلنا دون قتال، لهذا من الإجحاف أن نحمل السيد ليون مسئولية تقصيرنا تجاه بلدنا بالدرجة الأولى". وفي تعليقه على رفض المؤتمر الوطني الليبي منتهي الشرعية التوقيع على المسودة الرابعة المعدلة والمقترحة من قبل الأممالمتحدة لتسوية الأزمة الليبية اتهم عبدالله الثني رئيس الحكومة الليبية الشرعية جماعة الإخوان بأنها تقف وراء الفوضى وحالة الانفلات الأمني التي تعيشها ليبيا.. واتهم الثني في تصريحات صحفية الأربعاء الماضي إخوان ليبيا بتقديم الدعم المالي والسلاح ل"مجلس شورى الثوار" ببنغازي وأنصار الشريعة في عملياتها الإرهابية ضد الجيش الليبي، ومساعدة الإرهابيين للحصول على الأسلحة. ووصف الثني: ما تسمى حكومة الإنقاذ في طرابلس بأنها غير شرعية وغير معترف بها دوليا، قائلا إنها جماعة خارجة عن القانون حسب وصفه. وتوعد الثني المؤتمر الوطني منتهي الشرعية باجتياح الجيش الليبي للعاصمة الليبية طرابلس في حال عدم توقيعه على مسودة الاتفاق النهائي. وقد عقد المؤتمر الوطني منتهي الشرعية اليوم الأحد جلسة طارئة لتحديد موقفه من الحوار السياسي الذي عزمت الاممالمتحدة على استئنافه غدا بجنيف.. ولم يعلن المؤتمر موقفه حتى كتابة هذا التقرير وبحسب مراقبين فإن المؤتمر منتهي الشرعية قد يعلن عن رغبته الاستمرار في الحوار دون القبول بمسودة الاتفاق الرابعة التي سبق وأن وقعت عليها الاطراف المشاركة في الحوار في مدينة الصخيرات المغربية. من جهة أخرى، أعلن عضو مجلس النواب الليبي "عبدالسلام نصية" أن المجلس في حراك سياسي مكثف لاختيار رئيس الوزراء ونائبيه في حكومة التوافق الوطني، بالرغم من عدم الاتفاق على آلية الاختيار بعد.. وبحسب "نصية" فإن بعض الأعضاء يرى أن يتم اختيار الرئيس والنائبين فقط وإرسالهم للجنة الحوار وذلك وفقا لقرار سابق من المجلس عند اعتماد التعديلات على المسودة الرابعة في حين يرى البعض الاخر أن يتم اختيار تسعة اسماء ثلاثة عن كل اقليم وإرسالهم للجنة الحوار، ومن المتوقع أن يتم حسم الأمر في جلسة يوم غد الإثنين. وأوضح "نصية" في تصريحات صحفية اليوم الأحد: أن هناك بعض الأعضاء من يطالب بإجراء تعديل وزاري كبير على الحكومة المؤقتة تشمل نائب رئيس الوزراء وعددا من الوزراء في حين يرى البعض الاخر أن هذا الإجراء سابق لاوانه وانه يجب الانتظار لحين اتضاح الرؤية بشأن حكومة التوافق.. وبيّن "نصية" أنه تم استدعاء الحكومة لجلسة استماع من المحتمل أن تكون في نهاية الأسبوع الحالي أو الأسبوع القادم، كذلك سيتم التصويت على وزيري الدفاع والداخلية حسب ما انتهت اليه الجلسة الماضية، كما أنه سيتم الاستماع إلى رئيس الاركان والقائد العام بناء على طلب بعض الأعضاء. ويقول أشرف القطعاني، الناشط الحقوقي الليبي: إنه غير متفائل بالجولة الجديدة من الحوار بين الأطراف الليبية والمقرر عقدها بجنيف الإثنين المقبل.. وأوضح القطعاني في تصريح خاص ل"البوابة نيوز": أن هناك من يريد الوصول بالبلاد إلى حالة من الفراغ السياسي ومن ثم المماطلة حتى 23 أكتوبر، حيث تنتهي المدة الشرعية للبرلمان الشرعي شرق ليبيا. وأضاف القطعاني أن هناك من يسعى لأن تدخل البلاد في حالة من الفراغ السياسي المتوازن ليفرض أمرا واقعا جديدا، وأعتقد أن هذا الأمر إن حدث فسيلوح في الأفق نظام دولتين جديدتين تحاربان بعضهما البعض على مصادر الثروات.