وقفت ممسكة بزمارة بين الجماهير، تهتف بأعلى صوتها بحماس شديد، وصوت التشجيع يهز أرجاء المدرجات، تغنى أغانى رابطة المشجعين، تتفاعل مع كل هجمة لفريقها، تقفز فرحا بهدف فى مرمى الخصم، ويتلقى فريقها هدفا، فتحزن، ثم تهتف لمؤازرة ورفع معنويات لاعبيه، تهتف غضبا ضد الحكم لإلغائه هدفا لصالح فريقها، وتشعل شمروخا تلهب به حماس المدرجات. «ندى كريم» فتاة جامعية، وإحدى مشجعات فريق الزمالك، تحضر تدريبات الفريق باستمرار لتشجيع اللاعبين وتحفيزهم، كانت تحضر المباريات، إلى أن تم منع الجمهور من الحضور بسبب الأحداث الأخيرة، تحكى عن رحلتها فى تشجيع فريقها المفضل: «على عكس معظم البنات أنا من زمان بحب أتفرج على ماتشات الكورة، وخصوصا ماتشات الزمالك لأنى بحبه، أخويا أهلاوى، وبنتفرج على الماتشات ونغيظ بعض، واكتشفت أن فيه بنات كتير بتحب الكورة ومتعصبين لفرقهم كمان». حب «ندى» لفريقها دفعها لحضور تدريبات ومباريات الزمالك فى أوقات الإجازات: «عرفت مجموعة من مشجعات الزمالك عن طريق جروب على الفيس بوك، وبقينا نحضر الماتشات ونجيب أعلام وزمامير وطبلة ونختار مكان لوحدنا فى المدرجات بعيد عن المشجعين، ونبدأ فى التشجيع»، مضيفة أنها وزميلاتها لهن أغان خاصة بهن: «بنألف شعارات زينا زى شباب الألتراس، ونزلنا وشجعنا فريقنا لما كسب الدورى واحتفلنا مع الجماهير وغنينا: «زملكاوية والفخر ليا.. فريقى كبير فى الدنيا ديا، قولناها زمان.. وفى أى مكان.. نادى ملوك ووراه فرسان، اسمه يتشاف.. غيره يخاف.. يقف قصاده فى أى مكان، بنشجعه.. فى التالتة يمين.. احميه يا رب العالمين، قلعة الكورة... وراكى إحنا جينا.. دايما هنغنى ونقول... الزمالك نادينا». والدا «ندى» انتقداها فى البداية خوفا عليها من وجودها فى المدرجات وسط أعداد غفيرة من الشباب، لكنهما استسلما أمام إصرار ابنتهما على الذهاب إلى الاستاد لمؤازرة فريقها بالطريقة التى تشبه طرق رابطة المشجعين باستخدام الشماريخ والهتاف بصوت عال، واستخدام البوق و«الطرومبيطة»، وتنظيم استعراضات تشجيعية، وغيرها من وسائل التشجيع المختلفة: «البنات تقدر تشجع بالشماريخ والصوت العالى والأهازيج، وصوتنا ممكن يبقى أعلى منهم لو أعدادنا كبيرة». «حطينا شروط وقواعد ماشيين عليها وبنطبقها علينا، زى عدم التعرض للأندية المنافسة بألفاظ غير لائقة، لأننا فى النهاية برضو بنات»، حسبما توضح «ندى» عن مجموعة المشجعات، مضيفة: «لو شتمنا هيتقال علينا مش متربيين، ومكناش بنحضر ماتشات الأهلى والزمالك عشان بيبقى فيه ألفاظ خارجة ومناوشات بين الجماهير، عشان كدا مبنروحش حفاظا على سلامتنا، ونفسنا يبقى لينا مكان مخصص لينا فى الاستاد لما الجمهور يرجع يحضر الماتشات، ونشجع ونبقى رابطة مشجعات بنات».