أفكار سيد قطب خلقت جيلاً من الإرهابيين والتكفيريين د. محمد عفيفي: جماعة الإخوان أصبحت “,”قطبية سلفية“,” متشددة تضم جناحًا سلفيًا خطيرًا “,” بدأت جماعة الإخوان المسلمين كجماعة دعوية.. حاولت تجنب السياسة، لكن بعد تولي سيد قطب أمور الجماعة، تحولت من السلمية إلى العنف، وبدأت الأفكار المتطرفة في الظهور على السطح، وما بين السلمية والعنف في تاريخ الجماعة، كانت الصراعات دائمة في داخلها، وأفرزت الجماعة العديد من التنظيمات الإرهابية خلال السنوات الأخيرة، حتي تمكن التيار القطبي في الجماعة من السيطرة على التنظيم. “,” يعتبر سيد قطب، المؤسس الثاني أو المجدد لفكر جماعة الإخوان المسلمين، بعد مصرع مؤسسها حسن البنا، وأعاد وصاغ لنفسه نظرية جديدة للحركة الإسلامية، تخالف نظرية الإخوان، طرحها من خلال كتابيه: “,”في ظلال القرآن“,” و“,”معالم في الطريق“,”. وتركز أفكار الدعوة القطبية في أن المجتمعات المعاصرة مجتمعات جاهلية، بما فيها المجتمعات الإسلامية، وكفر الحكومات القائمة في بلاد المسلمين، وعدم جواز المشاركة في الحكم، وممارسة العمل السياسي في ظل الحكومات الكافرة، ووجوب جهاد الحكومات الكافرة، ورفض الدعوة العلنية، وتفضيل نهج التنظيم المغلق. ويعتبر قطب بهذه الأفكار المرجع الأول لفكر تكفير الحكام وإحياء الجهاد في هذا العصر وتكفير حب الوطن، ونستعرض في التحقيق التالي رجال سيد قطب، وأفكارهم الإرهابية. “,” التكفير والهجرة كان شكري مصطفى منضمًا للإخوان المسلمين، حينما ناله تعذيب شديد في سجون عبدالناصر، دفعه للتفكير بشكل نقدي في فكر الإخوان المسلمين وموقفهم الفقهي من السلطة والمجتمع، وساعده في ذلك أن أحد زملائه من المعتقلين الأكبر سنًا والأقدم في الدعوة، قد تبنى فكرًا يرتكز على تكفير كل من يخالف النسق العقيدي والفقهي الذي يتبناه، وقد ساق هذا الشيخ نسقًا فقهيًا وعقيديًا يتطابق في معظم جزئياته مع مذهب الخوارج، وهم الفرقة الإسلامية التي ظهرت ابتداء من خلافة الإمام علي بن أبي طالب (رضي الله عنه). وبناء على هذه الأفكار رفضت جماعة شكري مصطفى علماء السلف وأقوالهم وكتبهم، بل كانوا ينتقون من الأحاديث ما يؤيد مذهبهم، ويرفضون ما لا يؤيده بلا ضابط أو قاعدة محددة، ويكفرون علماء السلف جميعًا، من أول صحابة النبي وحتى الآن، كما أنهم يفسرون القرآن برأيهم ووفق أفكارهم ويرفضون أي تفسير يخالف رأيهم، كما أنهم لا يرتكزون على كتب تفسير ولا حديث ولا غيره، بل الذي كان يقرأ الكتب ويشرحها لهم شكري، وسجلوا ودونوا ما قاله، وكل اعتمادهم عليه حتى الآن، والمجموعة التي كانت تقرأ في الكتب كان مصير أغلبها إما الإعدام وإما ترك الجماعة وفكرها. ومن هذه الأسس، انطلق شكري مصطفى ليكون رؤيته عن الواقع السياسي وطريقة تغييره، فكان شكري يرى أنه لابد من إقامة دولة إسلامية وفق منهجه الفكري، وخلص من تحليله السياسي للواقع الدولي والإقليمي، إلى أن القوى الكبرى ستسعى بمعاونة إسرائيل إلى تفتيت العالم العربي إلى دويلات صغيرة لتسهيل عملية إضعاف الأمة الإسلامية، ومن ثم اعتقد شكري مصطفى أن هذه الحالة سوف تمثل ظرفًا مواتيًا له لإقامة دويلة إسلامية على جزء من مصر، واعتقد أن القوى الكبرى قد تدعمه في ذلك، أو تغض الطرف عنه، باعتبار أن عمله هذا سيساهم في تحقيق مخططها الاستعماري في التفتيت، على أن يسعى بعد ذلك إلى توحيد هذه الدويلات، بالتغلب عليها واحدة بعد الأخرى، بعدما تقوى شوكته ليتمكن من إعادة توحيد العالم الإسلامي كله في دولة واحدة. وتورطت جماعة شكري مصطفى في خطف واغتيال وزير الأوقاف حينذاك الدكتور محمد حسين الذهبي، بعد أن انتقد في إحدى المناسبات فكر جماعة شكري مصطفى، بسبب إحساسه بخطورة هذا الفكر وعظم مخالفته للعقيدة الاسلامية. “,” تنظيم القاعدة انخرط أيمن الظواهري في نشاطات حركات الإسلام السياسي في سن مبكرة، وهو لا يزال في المدرسة، وقد اعتقل في سن الخامسة عشر، لانضمامه لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة وقتها، والتحق بجماعة الجهاد الإسلامي المصرية منذ تأسيسها في العام 1973. وفي العام 1981، اعتقل ضمن المتهمين باغتيال الرئيس المصري آنذاك أنور السادات، وكان السادات قد أثار غضب الناشطين الإسلاميين من خلال التوقيع على اتفاق سلام مع إسرائيل، واعتقال المئات من منتقديه في حملة أمنية آنذاك. وقد أدين بحيازة الأسلحة بصورة غير مشروعة، وحكم عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات تعرض فيها للتعذيب بصورة منتظمة قبل السلطات خلال الفترة التي قضاها في السجن في مصر، وهي التجربة التي يقال إنها حولته إلى التطرف وعقب الإفراج عنه في العام 1985، غادر إلى السعودية. وبعد خروجه من السجن بوقت قصير توجه إلى بيشاور في باكستانوأفغانستان المجاورة في وقت لاحق، حيث أسس فصيلاً لحركة الجهاد الإسلامي، وعمل طبيبًا أيضًا في البلاد خلال فترة الاحتلال السوفيتي. وتولى الظواهري قيادة جماعة الجهاد بعد عودتها للظهور عام 1993، وكان الشخصية الرئيسية وراء سلسلة من الهجمات داخل مصر، بما فيها محاولة اغتيال رئيس الوزراء آنذاك عاطف صدقي. وتسببت سلسلة الهجمات التي شنتها تلك المجموعة للإطاحة بالحكومة المصرية، وفي عام 1997 قالت وزارة الخارجية الأميركية إن زعيم جماعة “,”طلائع الفتح“,”، وهو فصيل من فصائل حركة الجهاد الإسلامي، يقف وراء المذبحة التي تعرض لها السياح الأجانب في مدينة الأقصر في العام نفسه. تولى الظواهري قيادة التنظيم في أعقاب مقتل بن لادن على يد قوات أمريكية في الثاني من مايو عام 2011. وكان غالبًا يشار إليه بالساعد الأيمن لأسامة بن لادن، والمنظر الرئيسي لتنظيم القاعدة، ويشير بعض الخبراء إلى أن تنظيم الجهاد المصري، سيطر على تنظيم القاعدة حين تحالفا نهاية التسعينيات من القرن الماضي. وكان الظواهري قد شوهد آخر مرة في بلدة خوست شرقي أفغانستان في أكتوبر 2001، حين بدأت الولاياتالمتحدة حملة عسكرية للإطاحة بحكومة طالبان. “,” تنظيم الجهاد يعتبر عبود الزمر من رجال سيد قطب، ومن مؤسسي تنظيم الجهاد والجماعة الإسلامية في مصر، كان مقدم سابق في الجيش المصري مُدان بمشاركته وتنفيذه اغتيال الرئيس المصري أنور السادات في 6 أكتوبر 1981 خلال عرض عسكري بعد توقيع السادات معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل “,”اتفاقية كامب ديفيد“,”. بعد ساعات من الإفراج عنه طالب بعمل ائتلاف حزبي يضم أكتر التيارات الإسلامية الموجودة فى مصر، من تنظيم الجهاد والجماعة الإسلامية والسلفيين، وساند ودعم بدوره حكم محمد مرسي، لكنه تراجع بعد فض الاعتصام ويأس الاسلاميين من رجوع مرسي، قائلا :إن الرئيس المعزول مرسي لم يستمع لآراء المعارضين له، مشيرا إلي أن أداء الإخوان الفترة الماضية هو ما أدي إلي الوضع الراهن. وأضاف أن فشل التجربة الإخوانية لا يعني فشل التجربة الإسلامية. الجماعة الإسلامية كان عاصم عبدالماجد من تلامذة الفكر القطبي وشارك مع مجموعة منها عمر عبد الرحمن، عبود الزمر، طارق الزمر، خالد الإسلامبولي وغيرهم في تأسيس الجماعة الإسلامية في مصر التي انتشرت بشكل خاص في محافظات الصعيد، وبالتحديد أسيوط والمنيا وسوهاج. وشارك عاصم مجلس شورى الجماعة في كل قراراته، ومنها أعمال العنف من قبل عام 1981 حتى نهاية العنف والصراع بمبادرة وقف العنف الصادرة في عام 1997. كان المتهم رقم 9 في قضية اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات عام 1981، وصدر ضده في مارس 1982 حكما بالسجن 15 عامًا أشغال شاقة، واتهم في قضية تنظيم الجهاد، وبمحاولة قلب نظام الحكم بالقوة وتغيير الدستور ومهاجمة قوات الأمن في أسيوط في8 أكتوبر 1981،حيث كان على رأس القوة المقتحمة لمديرية الأمن التي احتلت المديرية لأربع ساعات، وأسفرت المواجهات في هذه الحادثة الشهيرة عن مصرع 118 شخصًا، وأصيب أثناء عملية الاقتحام بثلاثة أعيرة نارية في ركبته اليسرى والساق اليمنى، فعجز عن الحركة مما أدى إلى نقله إلى المستشفى، حيث تم القبض عليه ونقله إلى القاهرة، وصدر ضده حكم بالأشغال الشاقة المؤبدة في عام 1984 . ساند عبدالماجد حكم الرئيس الإخواني محمد مرسي، وكان من المدافعين باستماته عنه بعد عزله عقب الموجة الثورية في 30 يونيه، وظهر قبلها مع الإعلامي وائل الإبراشي، معترفًا بأنه غير نادم على أعمال العنف التي ارتكبها في حق المصريين، بل قاد الجماعات المسلحة في أسيوط يوم 30 يونيو لترهيب المتظاهرين وقتلوا ثلاثة مصريين، بعدها ظهر عبد الماجد على منصة رابعة يدعو المتظاهرين للجهاد ضد مؤسسات الدولة قبل فض الاعتصام. العودة لحضن الجماعة الأم “,” ويقول د. محمد عفيفي، رئيس قسم التاريخ الحديث بجامعة القاهرة، أن جماعة الإخوان بدأت عام 1928 كجماعة دعوية بل حاولت تجنب السياسة، وأضاف أن تطرقهم للسياسة بدأ عام 1938، وأكد أن المشكلة بدأت مع إنشاء التنظيم الخاص أو السري، وكان الغرض منه وقتها تهديد لإنجلترا واليهود واسرائيل، ويتابع عفيفي أن التنظيم خرج من تحت سيطرة حسن البنا، وبدأ الفصل يتم بين العمل الدعوي والتنظيم المسلح، وبدأت مجموعة من الاغتيالات، منها النقراشي ومحاولة اغتيال جمال عبد الناصر، ويتابع عفيفي أنه بعد عام 1954 عمل الإخوان تحت الأرض، وظهرت الأفكار المتطرفة والارهابية، وبدأ يسيطر تيار سيد قطب عام 1965 وكان من أبرزهم محمد بديع ومهدي عاكف. ويتابع عفيفي أن فترة السبعينات شهدت إحلال تام للجماعة على يد عمر التلمساني، ولكن بعد خروج أقطاب تيار سيد قطب، بدأوا في السيطرة التامة على الجماعة بأفكارهم المتطرفة، ونحوا تيار التلمساني جانبا، وأضاف أن التيار المتشدد كان يضم كل قيادات الجماعة الحاليين بمن فيهم محمد مرسي ومحمود عزت وبديع والبلتاجي والعريان، وأضاف بعد ذلك انضمت بعض التيارات السلفية للجماعة وعلى رأسهم خيرت الشاطر، ويؤكد عفيفي أن الإخوان بتركيبتها الأخيرة أصبحت تركيبة “,”قطبية سلفية“,” متشددة تضم جناح سلفي خطير، وبعد نجاحهم في الانتخابات الرئاسية تحالفوا مع التنظيمات الإرهابية من تنظيمات القاعدة والجهاد، وكلهم التفوا حول الإخوان باعتبارهم الفصيل الإسلامي الأكبر. “,”