بسهولة يمكنك فتح كتاب عن الفكر الإخواني والسلفي، لتكتشف نقاطًا اشتركوا فيها وأخرى افترقوا عندها، إلا إنه مهما كان الاختلاف فلا يصل أبدًا لدرجة السب والتخوين أو أحيانًا التكفير، وهو الأمر الذي أحدثه خبر المنحة التي حصل عليها نائب رئيس حزب النور، نادر بكار من جامعة هارفارد. الأزمة بدأت عندما استقبلت جماعة الإخوان الخبر وكأنها تتويج للاتهامات التي كانت توجهها الجماعة للدعوة السلفية وحزبها النور بالخيانة والعمالة، خاصة وأنه جاء بعد أزمة الأنباء التي ترددت خلال الأشهر الأخيرة حول لقاءات جمعت قيادات النور بمسئولين أمريكان، ونفاها الحزب. وفي سياق النفي الذي اعتاده الحزب، رفض "النور" اتهامات الإخوان بالعمالة مع أزمة "بكار" مستخدمين في ردهم السيرة الذاتية لنائب رئيس الحزب لشئون الإعلام، للتدليل على كفاءته وأحقيته في المنحة، وتنوعت مستويات الأزمة بداية من نشر أنباء عن تخلى "بكار" عن لحيته فور وصوله أمريكا، ورد عليه "النور" بنشر صورة حديثة ل"بكار" بجوار اسم الجامعة بلحيته، تطورت بعد ذلك بنشر أنباء عن تقدير "بكار" الضعيف في شهادة البكالوريوس، ورد أيضًا عليه الحزب بنشر صورة من شهادته ومسجل فيها تقديره العام وهو جيد، بما يعني أحقيته في المنحة على حد اعتبار الحزب. الأزمة في الأمر لم تكن في الاختلاف حول المنحة فقط، بل في التعصب الذي تعاملت به الأطراف المعنية، سواء من قبل الإخوان أو السلفيين، للدرجة التي طالب فيها سامح عبدالحميد، القيادي بالدعوة، شباب السلفية بالهدوء خلال ردودهم، أو عدم الرد مطلقًا، قائلًا إن بكار لم يكن الموهبة الوحيدة في الدعوة السلفية، ومثلما ظهر فسيظهر غيره. وشدد على إن السلفيين كانوا متحمسين في الردود لدرجة التعصب، مطالبًا الشباب بالهدوء، ووصف حالة الجدل الدائرة بالمهاترات، مشددًا على أن حصول "بكار" على المنحة لا يحتاج لافتعال أزمة كل يوم أو يومين. في نفس السياق كان دفاع أحمد الشريف، عضو الهيئة العليا لحزب النور، الذي قال في تصريحات صحفية، إن "بكار" هو أصغر سياسي على الساحة، حيث خاض العمل العام وهو 28 عامًا، علاوة على اجتياز درجة الدكتوراه من جامعة هارفارد العالمية بعد اجتيازه الاختبارات التي وضعتها الجامعة "الدكتوراه في الإدارة الدولية"، ولديه ماجستير الاقتصاد الإسلامى من ماليزيا، ودورات متخصصة في الإدارة بجانب دورات متخصصة في التنمية البشرية ودورات في العمل البرلماني. ووجه رسالة إلى "بكار"، قائلًا: "أخى نادر بكار، موفق ومسدد ولا تبالى بالذم والغمز واللعن والطعن، كن رسول خير لأمتك، وكن قدوة خير بأخلاقك، وكن أسوة بأدبك في غربتك واستعن بربك". وفي ظل هذه الضجة طالب القيادي المنشق عن الجماعة الإسلامية، اليوم السبت، الجهات المعنية في الدولة بفتح تحقيق في المنحة التي حصل عليها نادر بكار من جامعة هارفارد الأمريكية. وأوضح "فراويلة" في تصريحات خاصة ل"البوابة نيوز" أن توقيت المنحة، عقب الأنباء المنتشرة حول لقاءات جمعت قيادات من النور بمسئولين أمريكان يطرح مجموعة من التساؤلات حول ما إذا كانت المنحة تؤكد صحة هذه الأنباء. ولفت إلى أن هذه التساؤلات يتم الإجابة عليها من خلال تحقيقات تبحث حول سؤال: لماذا بكار بالتحديد؟! وتابع: إذا كانت الدولة تحارب الإرهاب فعليها أن تفهم أن الإرهاب ليس إخوانيًّا فقط. وعلق خالد الزعفراني، المنشق عن جماعة الإخوان، قائلًا إن النور هو الحزب الأكثر تنظيمًا على الساحة، مطالبًا مهاجميه بالانتباه إلى أنفسهم وتقليده، دون شغل نفسهم بما فعل أو سيفعل، وأوضح أن النور حزب نظم نفسه، ويقيم دورات تدريبية للأعضاء للارتقاء بمستوى عملهم السياسي، متوقعًا أن يحصد الحزب هذه النتائج خلال الفترة القادمة.