أم الرضيع ل«البوابة»: هددتنى بقتل «ضنايا» ولم أهتم فجرت أم الرضيع، الذى قتلته زوجة أبيه بالسم، مفاجأة حين أكدت أنها تلقت أكثر من تهديد بقتل ابنها، لكنها لم تأخذ الأمر على محمل الجد. وروت الأم المكلومة التى التقتها «البوابة»، تفاصيل الجريمة البشعة، التى نفذتها «ضرتها»، بسبب الغيرة لأنها لم تنجب الولد، على الرغم من أن الله رزقها بفتاة. بداية الغيرة، وملامح الجريمة، ظهرتا حين قرر «فران» أن يتزوج من جديد، وأنجب طفلا، وهو ما أشعل قلب زوجته الأولى، فقررت الانتقام، لكنه كان انتقاما شيطانيا، واستعانت «الضرة» بصبى فران لتنفيذ الجريمة، فقد ادعى أنه سيصحب الطفل كى يشترى له عصيرا، ثم سلمه لزوجة الأب التى نفذت الجريمة. لم يرق قلب زوجة الأب للرضيع الذى لم يتجاوز عمره 8 شهور، أعمتها الغيرة وسيطرت عليها مشاعر الانتقام، وبدلا من أن تطعم الطفل الذى أخذ فى البكاء، قررت أن ترضعه السم، ولم تكتف بذلك بل استخدمت مبيدا حشريا إمعانا فى القتل. وتقول أم الرضيع التى تقطن فى شارع الشافعى بصفط اللبن: «تزوجت بعصام منذ عام ونصف العام، أنا زوجته الثانية، ومنذ الزواج وأتلقى تهديدات من الزوجة الأولى، فبعد أن أنجبت «محمد»، هددت بشكل واضح أنها ستقتل ابنى، ولم أكن أصغى لها أو لتهديداتها، لكنى تحدثت لزوجى فى الأمر، وكان دائم القول: يا ستى ما تخفيش دى بتقول كده وخلاص، ومتقدرش تعمل حاجة. لكننا لم نتصور أنها ستنفذ تهديدها». وأضافت أم محمد: «قبل الواقعة بيوم، حذرتنى ضرتى من الذهاب إلى فرن زوجي، وهددتنى قائلة: لو شفتك هناك تانى هحزنك، ونفذت كلامها، ففى اليوم التالى ذهبت إلى زوجى فى الفرن، ومعى محمد، كانت معى الرضاعة، لكن اللبن خلص، وقلت لزوجى إنى سأذهب لإحضار اللبن لإرضاع الطفل، لكن جاء صبيه عبد الرحمن، وطلب أن يصطحب محمد لشراء العصير له بدلا من اللبن، ووافق زوجى، وأوصاه بأن يحرص عليه، ولم نشك لحظة به، فزوجى هو الذى رباه، ولم يحرمه من شيء، كان ينفق عليه، ويعتبره مثل ابنه، وكان يجهز له شقة ليتزوج»، بدأت الأم فى البكاء، ثم أضافت: «محمد كان كويس وعمال يضحك، والله أول ما خده ومشى بيه فضل يبكى زى ما يكون حاسس باللى هيحصله». وتابعت ألام: «لم يغب عبد الرحمن أكثر من 10 دقائق، وبعد أن رجع وجدت محمد فى حالة إعياء شديدة، وحالة قيء، ولونه أزرق، واللبن يخرج من أنفه، وقال زوجى قد يكون أصيب بحالة برد، وأسرعنا إلى أحد الأطباء الذى طلب منا أن نذهب به إلى المستشفى، فذهبنا إلى مستشفى بولاق الذى أجرى الإسعافات اللازمة، ثم حولنا إلى مستشفى قصر العيني، الذى وضعه تحت جهاز للملاحظة، وبعد ذلك جاءت ضرتى لزيارتنا فى المستشفى، وظلت تلاعب الطفل، وبعد ذلك ذهبت لزوجى وقالت له: إنت فاكر إن ابنك هيخرج من المستشفى.. ابنك مش هيقوم ولا هيخرج من هنا.. وعلى الفور طلقها زوجى بالثلاثة، وبالفعل مات محمد، وفقدت ضنايا، بعدها ذهبنا للقسم، وحررنا محضرا، وألقى القبض على عبد الرحمن الذى اعترف بالتفاصيل». الاعترافات والتفاصيل الأخرى ترويها المحاضر، فقد تلقى مأمور مركز شرطة بولاق الدكرور بلاغا من الأب عصام، 55 عاما، بتعرض طفله لحالة من التسمم، وتوفى فى المستشفى متأثرا بحالة تسمم، بعد أن أخذه عبد الرحمن، ويعمل صبى فران، وتم تشكيل قوة من مباحث القسم، بقيادة الرائد هانى الحسيني، ومعاونه النقيب، هشام سليم، وبالكشف عن هوية المجنى عليه تبين أنه بعد عرضه على الطب الشرعى ظهر أن بجسده مادة مسممة، وبعد البحث والتحريات وسماع أقوال شهود العيان، وسؤال والد وأم الطفل، تبين أن صبى الفرن اتفق مع زوجة الأب الأولى على أن يحضر لها الطفل، وبالفعل أخذ المتهم الرضيع من والده، وادعى أنه سوف يشترى له عصيرا، وذهب به إلى المتهمة التى وضعت السم فى العصير ليشربه الطفل، ثم وضعت مبيدا حشريا فى فمه، وبعد ذلك أخذه المتهم مرة أخرى وسلمه لأهله، كأن شيئا لم يكن». وتمكنت القوات من ملاحقة المتهم الأول، وبمواجهته، اعترف بالواقعة، وأقر أنه اتفق مع الزوجة الأولى لصاحب الفرن بإحضار ابن زوجها الثانى حتى تقتله مقابل منحه مبالغ مالية، واعترف بأنه التقى المتهة فى أحد الشوارع الجانبية لتنفذ جريمتها. وحرر المحضر رقم 7568 لسنة 2015، وأحيلت القضية للنيابة.