مباراة القمة، ليست مباراة عادية بين فريقين كبيرين لكنها مباراة تحمل في طياتها تاريخ ناديين كبيرين ويهتم بها ملايين المشجعين في كل أنحاء الوطن العربي. ولهذا اللقاء مكانه خاصه في قلب عشاق كل فريق على حده، فهو اللقاء الوحيد الذي لا يريد فيه عشاق أي من الفريقين الخساره من الفريق الاخر وذلك نظرا لمرارتها في هذه الحالة. وكان من الطبيعي أن يحمل جماهير الفريق المهزوم حكم اللقاء مسؤوليه الهزيمة من العدو اللدود ويقال أنه انحاز للفريق الاخر على حساب فريقه. وهذا شعور ينتاب أي من جماهير الفريقين وعلي الرغم من عدم مسؤوليه الحكام في كثير من اللقاءات إلا إنهم كانوا ينحازون بشكل أو باخر للفريق الذي ينتمى اليه حكم اللقاء بقصد أو بغير قصد. وهو ما دعا إلى المطالبة بالاستعانة بحكام اجانب لإدارة تلك اللقاءات الحساسة وهو ما رضخت له اتحادات الكرة منذ زمن بعيد وحتى الآن. يلتقي الأهلي مع الزمالك الثلاثاء المقبل على ملعب برج العرب في الجولة 37 من مسابقة الدوري الممتاز، ويقود تلك المباراة تحكيميًا طاقم صربي بقيادة الحكم الدولي ميلوراد مازيتش، وهي أول مرة في التاريخ يتولى فيها حكم صربي مهمة إدارة مباراة القمة. وقد شارك ميلوراد في نهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل وأدار مباراتي المانيا والبرتغال، والأرجنتين وإيران. ميلوراد مازيتش من مواليد عام 1973 ويبلغ من العمر 42 عامًا، وأدار مباراة الديربي بين ريال مدريد وأتليتكو مدريد في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوربا للموسم المنقضي. الاتحاد المصري كان دائم الاستعانة بالحكام الإيطاليين والإنجليزين لمثل تلك المباريات. كان الحكم الانجليزي ماكميلان أول حكم اجنبي يدير لقاء القمه في الدوري المصري بين الأهلي والزمالك وذلك في عام 1955 وانتهت المباراة بالتعادل الإيجابي 1-1 وحتى عام 1966 كان ماكميلان الحكم الاجنبي الوحيد الذي ادار لقاء القمه في هذه الآونة. لكن بعد الشغب الذي اندلع في مباراة الفريقين على ملعب الزمالك والغاها الحكم صبحي نصير واعتمدت النتيجة لصالح الزمالك بهدفين دون رد، بدأت فكره الاستعانة بحكم اجنبي لإدارة المباراة وبالفعل ادار لقاء الفريقين عام 1966 في الدور الثاني الحكم اليوناني خوسيلوس. وبرغم اسناد المباراة للحكام المصريين في بعض السنوات إلا إن قرار الاستعانة بالأجانب ترسخ بعد انسحاب الزمالك من لقاء الفريقين عام 1996، التي انتهت بفوز الأهلي 2-0 وإدارةا الحكم المصري قدري عبد العظيم وذلك بعد شعور لاعبي الزمالك بالظلم، وهذه المباراة بالتحديد غيرت معالم التحكيم في لقاءات القمه على الإطلاق، نظرا لما احدثته من ردود افعال في الشارع الكروي المصري، بعدها ازداد تواجد الحكام الأجانب في مصر بشكل كبير، حتى بدأت الجبلاية في إسناد تلك المهمة إلى حكام مصريين أبرزهم إبراهيم نور الدين.