احتفل المسلمون في الصين أمس بأول أيام عيد الفطر المبارك، وأدوا صلاة العيد في المساجد المنتشرة في أنحاء البلاد، حيث يوجد نحو 35 ألف مسجد. يذكر أن عيد الفطر قد بدأ أمس في مناطق بكين، وتشينغهاى، وقانسو بشمال غرب الصين، فيما سيبدأ اليوم في شينجيانغ ونينغشيا، حيث تعتمد كل منطقة في تلك البلاد مترامية الأطراف على رؤيتها للهلال. وتوافد المسلمون على المساجد، منذ الصباح، أمس واليوم، مرتدين ملابس العيد الجديدة، وتبادلوا التهانى مع بعضهم البعض في جو بهجة، ثم توجهوا إلى الأسواق لشراء ما ينقصهم من احتياجات العيد، فيما حرصت الحكومات المحلية التي يوجد بها أعداد كبيرة من المسلمين، إعطاء قاطنيها من المسلمين يومًا "إجازة"، وقاموا بفرض خصومات على أسعار اللحوم الحلال وزيادة المعروض منها في الأسواق خلال الأسبوع الماضى. ويبلغ عدد المسلمين في الصين نحو 20 مليون نسمة يشكلون تقريبا 1.5 في المائة من تعداد البلاد. ويوجد في أماكن كثيرة بالصين بعض الأحياء الإسلامية ولكن أكبر تجمعات للمسلمين، التي توجد في شمال غرب البلاد، خاصة في إقليم نينغشيا ذاتي الحكم لقومية هوى ومنطقة شينجيانغ ذاتية الحكم لقومية الويغور. والمعروف أن الصين بها 56 قومية معترف بها رسميا من الدولة منها 10 قوميات تدين بالإسلام، وهى، الهوى والويغور والقازاق والقرغيز والاوزبك والتتار والطاجيك ودونغشيانغ وسالار وبونان. وبحسب تقرير لصحيفة "الشعب" اليومية الصينية الواسعة الانتشار فقد قدم الإسلام إلى الصين في أواسط القرن السابع الميلادى، وبدأ مبعوثون وتجار عرب يفدون إلى الصين حاملين معهم الإسلام إلى المملكة الوسطى، ووصل التجار العرب والفرس إلى جنوب وجنوب غرب الصين عبر البحر ووصلوا إلى تشانغآن (سيآن الحالية) عبر طريق الحرير القديم والذي كان يعتبر من أشهر طرق التجارة العالمية في الزمن القديم. وبموافقة أسرة تانغ الملكية ( 618 -907 ) واسرة سونغ الملكية (960 - 1127 ) أنشأ العرب والفرس أحياء في مدن قوانغتشو ويانغتشو وتشيوانتشو وهانغنشو وتشانغآن وكايفنغ ولويانغ، وقد حافظوا على ديانتهم وتزاوجوا مع الصينيين مع التزامهم بالقوانين الصينية. وفي عهد أسرة يوان ( 1271 -1368 ) انتقل إلى الصين مئات الآلاف من الجند والحرفيين وعلماء الدين من غرب ووسط آسيا ما ساعد أكثر في انتشار الإسلام في الصين. وفى عهد اسرة مينغ (1368 _ 1644 ) ظهر أول سجل مدون لأداء المسلمين الصينيين لفريضة الحج في مكةالمكرمة، حتى أن هناك وصفًا للمؤرخين حول كيف قام البحار والدبلوماسى المسلم الصيني الشهير تشنغ خه (1371 -1433 ) بالحج في خلال رحلاته إلى بلاد العرب وبعد تأسيس الصين الجديدة في عام 1949، تأسست الجمعية الإسلامية الصينية عام 1953.