لم يكن غريبا أن ينحاز كريم عبد العزيز فى مسلسله «وش تأنى» إلى القيم والمبادئ التى تربى عليها وآمن بها، فهى عادته دائما فى جميع الأعمال التى قدمها، سواء فى السينما أو الدراما، تلك المبادئ التى جعلته قريبا من الناس، وأوجاعهم، وآلامهم. كريم بالنسبة لجمهوره هو ابن البلد الذى يجسدهم، ويعبر عنهم ويقدمهم بشكل حقيقى، بعيدا عن الافتعال والمزايدات، حتى لو تم ذلك فى إطار كوميدى، فهم ينتظرونه دائما، وينصرونه دائما، لذلك قرر عدم الابتعاد عنهم، وأن تكون أعماله موجهة لهم، فكان حريصا على أن يطرح مشاكلهم، وأن يحاول تقديم علاج لها بشكل يتسم بالسهولة، ويغلب عليها طابع الكوميديا، خاصة أنه أصبح «كيف» الناس الغلابة فى التمثيل، وهم صدقوه وتابعوه، والدليل على ذلك حرص القنوات الفضائية فى أن تستحوذ على صاحب الوجه البشوش والقبول الربانى، على أن يكون هو حصان طروادة الذى يخوضون به ماراثون رمضان الدرامى، فهم يعلمون جيدا أن الحظ سيكون بجانبهم، سواء من ناحية جلب الإعلانات أو نسبة المشاهدة. فى «وش تأنى»، قدم كريم دراما اجتماعية كوميدية، تعتمد على الإيفيهات الخفيفة التى كتبها ببراعة السيناريست وليد يوسف، فعلى مدار الشهر وجدنا مباراة تمثيلية عالية اتسمت بالكر والفر بين سيد بشرية، البودى جارد الذى يجسد شخصيته كريم عبد العزيز، ومديره المباشر منتصر الذى يجسده محمد أبو داود، لم يتعال كريم فى أدائه لتلك الشخصية، ولم يسحب الكاميرا من أى ممثل أمامه، فهو يعرف جيدا أنه لن ينجح بدون الآخرين، بل ساعد الجميع فى أن يخرج مشهده على أفضل حال، وكانت النتيجة جرعة درامية مكثفة ومتميزة جدا مليئة بالكوميديا والتراجيديا، وكذلك الرسائل الموجهة المحترمة، وتلقائيته وذهنه الحاضر، كل ذلك كان سببا فى أن يغير مشواره فى المسلسل، ليكون الرجل الأول المعاون ل«سالم» صاحب القرية الذى يجسد شخصيته حسين فهمى. وكان ذلك سببا أيضا فى أن يكون كريم عبد العزيز هو الأول عند جمهوره، تلك المرتبة التى جعلته يدقق فى اختياراته، ويهتم بكل تفاصيل العمل من البداية إلى النهاية، فاختار كريم أن ينحاز إلى جمهور «الترسو» فى أعماله.