قال الروائي الكبير يوسف القعيد، إنه يقضي إجازة عيد الفطر في قريته بمحافظة البحيرة، وهناك عادة يقوم به الناس في العيد، وهي زيارة المقابر، ويقوم بقراءة القرآن على روح والديه. وأضاف القعيد ل"البوابة نيوز": عادة زيارة المقابر تذكرني بقصيدة للشاعر الراحل صلاح عبدالصبور: (زرنا موتانا في يوم العيد وقرأنا فاتحة القرآن، وللمنا أهداب الذكرى. وبسطناها في حضن المقبرة الريفية وجلسنا، كسرنا خبزًا وشجونًا وتساقينا دمعًا وأنينًا وتصافحنا، وتواعدنا، وذوي قربانا أن نلقى موتانا في يوم العيد القادم. يا موتانا كانت أطيافكم تأتينا عبر حقول القمح الممتدة ما بين تلال القرية حيث ينام الموتى والبيت الواطئ في سفح الأجران كانت نسمات الليل تعيركم ريشًا سحريًا موعدكم كنا نترقبه في شوق هدهده الاطمئنان حين الأصوات تموت، ويجمد ظل المصباح الزيتي على الجدران سنشم طراوة أنفاسكم حول الموقد وسنسمع طقطقة الأصوات كمشي ملاك وسنان هل جئتم تأنسون بنا؟ هل نعطيكم طرفًا من مرقدنا؟ هل ندفئكم فينا من برد الليل؟ نتدفأ فيكم من خوف الوحده حتى يدنو ضوء الفجر، ويعلو الديك سقوف البلدة فنقول لكم في صوت مختلج بالعرفان عودوا يا موتانا سندبر في منحنيات الساعات هنيهات نلقاكم فيها، قد لا تشبع جوعًان أو تروي ظمأ لكن لقم من تذكار، حتى نلقاكم في ليل آت. مرت أيام يا موتانا، مرت أعوام يا شمس الحاضرة الجرداء الصلدة يا قاسية القلب النار لم أنضجت الأيام ذوائبنا بلهيبك حتى صرنا أحطاب محترقات حتى جف الدمع الديان على خد الورق العطشان حتى جف الدمع المستخفي في أغوار الأجفان عفوًا يا موتانا أصبحنا لا نلقاكم إلا يوم العيد لما أدركتم انا صرنا أحطابًا في صخر الشارع ملقاة أصبحتم لا تأتون إلينا رغم الحب الظمآن قد نذكركم مرات عبر العام كما نذاكر حلمًا لم يتمهل في العين لكن ضجيج الحاضرة الصخرية لا يعفنا حتى أن نقرأ فاتحة القرآن أو نطبع أوجهكم في أنفسنا، ونلم ملامحكم ونخبئها طي الجفن. يا موتانا ذكراكم قوت القلب في أيام عزت فيها الأقوات لا تنسونا.. حتى نلقاكم لا تنسونا.. حتى نلقاكم