«توفى أبى وأنا فى الخامسة من عمرى، وتركنى بنتا وحيدة مع أمى، وبعد وفاة أبى تزوجت أمى من رجل آخر، وأنجبت منه ولدا وبنتا، وكانت حياتى قاسية جدا مع أمى وزوج أمى، ولم أشعر أبدا بحنان أمى تجاهى، فكانت أمى تعاملنى بمنتهى القسوة والشدة، وعندما يحدث بيننا أى خلاف تقوم بضربى بالرغم من أن زوج أمى رجل محترم، ولكن كان يفرق فى المعاملة بينى وبين أبنائه، فكانت حياتى معقدة جدا، وكنت دائما أشعر بالوحدة، وكان كل همى أن أتزوج من شخص يعوضنى عن حنان أبى وأمي، فتزوجت من أول عريس تقدم لى وأنا فى السنة الثانية بالجامعة، ولكن بعد زواجي، فوجئت بدخولى لحياة بائسة أخرى، وأن حلمى لم يتحقق». هكذا بدأت سارة سرد قصتها من داخل أروقة محكمة الأسرة، مضيفة والدموع تنهمر من عينيها: «تعرفت على زوجى فى خطوبة إحدى زميلاتى فى الجامعة، وهو ابن عم زميلتى، كان شابا وسيما أعجبت به كثيرا، وقام بالتقدم لخطبتى، ووافقت عليه، وشعرت أن هذا الشخص سيعوضنى عن كل الآلام والحرمان التى شعرت بها، وأنه سيعوضنى عن حنان أبى، وفى فترة الخطوبة كان يهتم بى كثيرا على الرغم من بعض الخلافات التى كانت تحدث بينى وبين حماتى، وكان ينتصر لأمه ضدى، ولكن كنت أقول لنفسى إن بعد الزواج كل شيء سيختلف». وتابعت سارة: «ولكن بعد زواجنا، وجدت أن حياتى لم تختلف كثيرا، فقد تخلصت من قسوة أمى معى فى التعامل إلى قسوة حماتى وزوجى، فقد كانت حماتى دائما تعاملنى على أنى «ضرتها»، وأنى خطفت ابنها منها، وحاولت كثيرا أن أتقرب منها ولكن بلا جدوي. بدأ زوجى يتغير، وعندما تحدث أى مشكلة بيننا يقوم بسبى وضربى وإهانتي، ولأنى كنت أسرد له معاناتى فى منزل أمى استغل ذلك كثيرا فى تعامله معى، وكان يعلم أنى سوف أتحمله وأنى «ماليش حد» وسرد لوالدته كل شيء عن تفاصيل حياتى، وكانت دائما تقول لى «عيشى أحسن ما جوزك يطلقك ويرميكى ف الشارع ولا عاوزه ترجعى تعيشى مع أمك تاني». فوجدت أن الحياة اسودت فى عينى، وقررت الانفصال عن زوجى، وأن أبدأ حياتى مع شخص آخر يقدرنى ويحترمنى، فطلبت من زوجى الطلاق، ولكنه رفض، فلجأت إلى محكمة الأسرة، ورفعت دعوى خلع ضده.