كشفت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن الإنتاج العالمي المتوقع من الحبوب هذا العام من المنتظر أن يبلغ مليارين و527 مليون طن، وأن هناك نحو 34 بلدا في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك 28 بلدا في أفريقيا يستضيف أعدادا كبيرة من اللاجئين، في حاجة إلى مساعدات غذائية خارجية. وتوقعت "فاو" - في أحدث تقرير لها "توقعات المحاصيل وحالة الأغذية" وزع اليوم /الخميس/ بالقاهرة - أن تغل الأحوال المواتية لمحاصيل الحبوب حول العالم إنتاجا أفضل مما كان متوقعا لموسم النمو الجاري، بالرغم من استمرار القلق إزاء ظاهرة "النينيو" الجوية. ويمكن أن تسبب ظاهرة "النينيو" المناخية، التي تحدث نتيجة لارتفاع درجة حرارة سطح البحر في المحيط الهادي وتظهر كل ما يتراوح بين 4 و12 عاما، موجة جفاف وحر لافح في جنوب شرق آسيا وشرق أفريقيا وإستراليا وفيضانات وهطول أمطار غزيرة في أمريكاالجنوبية، وأن تلحق أضرارا بإنتاج الأغذية الرئيسية مثل الأرز والقمح والذرة والسكر وزيت النخيل. وفي الوقت ذاته، تراجع المؤشر الدولي لأسعار الغذاء بمقدار 0.9 في المائة خلال يونيو مقارنة بشهر مايو، ويعد المؤشر البالغ 165.1 نقطة الآن أقل بنسبة 21 في المائة مقارنة بمستواه في العام الماضي وفي أدنى مستوى له منذ سبتمبر 2009. ويعزى تراجع مؤشر "فاو" لأسعار الغذاء أساسا إلى انخفاضات مقدارها 6.6 في المائة في أسعار السكر، و4.1 في المائة في أسعار منتجات الألبان، والتي عوضت وأكثر عن انتعاش أسعار زيت النخيل والقمح، كذلك، فإن زيادة الطلب العالمي على علف الماشية، خصوصا من جانب البرازيلوالصين والولايات المتحدة، رفعت من أسعار الحبوب الخشنة بما في ذلك الذرة. وحذر التقرير من أن هذه الاتجاهات المواتية للأسعار العالمية ولآفاق إنتاج الحبوب إنما تخفي وراءها أوضاع الإنتاج السلبية في مناطق انعدام الأمن الغذائي الساخنة من الكرة الأرضية. وفي أفريقيا، تشير التوقعات عموما إلى انخفاض الإنتاج من المستوى المرتفع للعام الماضي، إذ تتوقع جميع المناطق انخفاض الحصاد فيما عدا أفريقيا الوسطى وشمال أفريقيا، وتتصاعد المخاوف نتيجة النقص الحاد في إنتاج الذرة بإقليم أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، فضلا عن ضعف الإنتاج في غيرها من مناطق انعدام الأمن الغذائي الساخنة. وفي جنوب أفريقيا، من المرجح أن ينخفض الإنتاج الكلي للحبوب بنسبة 17 في المائة، ويعود ذلك أساسا إلى عدم انتظام هطول الأمطار الموسمية وموسم الجفاف الممتد. وترجح التوقعات أن إنتاج الذرة الكلي سيأتي في حدود 20.6 مليون طن، أي ما يمثل 26 في المائة دون إنتاج عام 2014 الوافر، وعلمًا بأنه يمثل الجزء الأكبر من إنتاج الحبوب في شبه الإقليم، فيما يقدر إنتاج الذرة في جنوب أفريقيا بنحو 10.5 مليون طن، أي ما يقل بنسبة 30 في المائة عن مستوى الإنتاج الوافر في العام الماضي وما يمثل معظم الانخفاض في ناتج الحبوب على صعيد شبه الإقليم. ويقاس حصاد الذرة لدى كل من زامبيا وملاوي عام 2015 بما يقل بنسبتي 21 و26 في المائة عن عام 2014، كما أن عجز الأمطار أثر بشدة أيضا على إنتاج الذرة لدى كل من (ليسوتو، وناميبيا، وبوتسوانا، وسوازيلاند)، وهي بلدان مستوردة بانخفاضات تتراوح بين 13 و43 في المائة. ويتوقّع لهذه الاتجاهات أن تؤثر سلبيا على توافر صادرات الحبوب إلى البلدان المجاورة التي تعاني من عجز فيها مثل زيمبابوي، لاسيما وأن ناتج الذرة ينتظر أن يتراجع إلى النصف، وقياسا على المستوى المنخفض للعام السابق، فإن عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدة غذائية يبدو متجها إلى الارتفاع. وأبرز التقرير بوجه خاص أوضاعا مثيرة للقلق الشديد في حالة الأمن الغذائي بالمناطق المتضررة من النزاع في جنوب السودان، حيث كاد يتضاعف عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد إلى ما يقدر بنحو 4.6 مليون نسمة منذ بداية عام 2015. ومن المتوقع أن يتعافى إنتاج الحبوب في إقليم الشرق الأدنى من جفاف العام الماضي، مدفوعا بزيادة مرجحة بنسبة 18 في المائة في إنتاج تركيا لعام 2015، فمازالت الصراعات المستمرة لدى العراق واليمن وسوريا تخلف آثارا سلبية حادة على الزراعة في هذه البلدان التي باتت تواجه "أزمة إنسانية متصاعدة". وتبرز حالة اليمن على وجه الخصوص، حيث يعاني من انعدام الأمن الغذائي 12.9 مليون شخص من بينهم 6.1 مليون بلغوا فعليا مرحلة "الطوارئ"، بينما يصنف 6.8 مليون في عداد مرحلة "الأزمة".. وفيما يمثل زيادة بنسبة 21 في المائة عن العام السابق. وفي آسيا، من المتوقع أن تعوض المحاصيل القياسية في الصين وباكستان عن الانخفاض في أي من مناطق الإقليم الأخرى، ولاسيما الهند نتيجة لضعف حصاد محصول القمح. وفي الوقت ذاته، تشهد نيبال انخفاضا في إنتاج الغذاء نتيجة أضرار الزلزال، حث من المتوقع أن تؤدي موجة الجفاف الشديد التي تواجهها جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية إلى تراجع إنتاج الحبوب لديها عام 2015.