بدأ خالد الصاوي حياته الفنية مبدعًا على خشبة المسرح التي ظل عاشقًا ومخلصًا لها لسنوات طويلة منذ ربيع عمره، فعشقته الخشبة وأغدقت عليه من عشقها وخيراتها فاستطاع من خلالها أن يحقق النجاح المسرحي منقطع النظير أجبر الجماهير والنقاد على احترامه ومتابعته، حيث قدم عملا مسرحيا ينتمي لنوعية الكباريه السياسي على خشبة مسرح الهناجر تحت عنوان "اللعب في الدماغ"، قام فيها بالتمثيل والإخراج والتأليف والموسيقى، وكان بحق لعبًا في الدماغ، فاستطاع الصاوي أن يلعب في عقول مشاهديه على المستوى السياسي، الوطني القومي، الذي كان يُقدم من خلال العرض وعلى المستوى الشخصي الذي جعل الجميع يتحدث عن مولد فنان يستحق النجومية والشهرة الفنية تقديرًا لفنه، ليس فقط من خلال خشبة أب الفنون "المسرح" بل من خلال كل منافذ تقديم فن التمثيل. منذ هذه اللحظة وأصبح خالد الصاوي فنانًا مثيرًا للجدل ليس فقط من خلال النجاح الكبير والواسع الذي حققه من خلال لعبته في الدماغ بل أيضًا من خلال جراءته وشجاعته الفنية التي جعلته يقدم على تجسيد شخصية المثلي "الشاذ جنسيًا" للمرة الأولى في عالم التمثيل من خلال فيلم "عمارة يعقوبيان" الذي كان بمثابة بطاقة التعارف بينه وبين الجمهور، على الرغم من مشاركته بالتمثيل في العديد من الأعمال التليفزيونية والسينمائية إلى جانب قيامه ببطولة فيلم "حياة زعيم.. حياة شعب" الذي جسد من خلاله شخصية الزعيم جمال عبدالناصر، إلا أن عمارة يعقوبيان كان الانطلاقة الحقيقية له في عالم النجومية بالنسبة للجمهور غير المتخصص. هذه كانت بداية النجومية الفنية، لمن لا يعرفها، أما الطريق الفني والمشوار الممتد حتى الآن فهو معروف للقاصي والداني مما يجعلنا في غنى عن ذكر الأعمال التي قدمها طوال السنوات الماضية فلكل شخصية قدمها من خلال أعماله بصمتها الخاصة والمميزة التي تجعلها قابعة في ذاكرة المشاهدين فمن منَ لا يتذكر مصطفى أمين في كوكب الشرق أو الأستاذ الجامعي صاحب مقولة "أسرة مع بعضينا" في فيلم الباشا تلميذ، رغم صغر دوره، أو الضابط الظالم في أبوعلي أو فادي "السيكو" في ظرف طارق مرورا بحاتم رشيد الشاذ وصلاح روسي البلطجي والضابط رشدي مفسد الجزيرة ومخاوي الجن النكاح في الفيل الأزرق وصولًا إلى الصعلوك الذي أثبت أنه ليس صعلوكا بل هو إمبراطور من أباطرة التمثيل والتقمص الفني المتقن. لا تسع مساحة الكتابة ولا تسعف الكلمات في التعبير عن فن وموهبة خالد الصاوي الفنية ولا لرصد مشواره الفني ومراحل تطوره الإبداعية التي ولدت كبيرة وظلت وستظل تكبر مع كل شخصية يقدم على تجسيدها، فمنذ بدايته وهو يعي كيف تتحدث الشخصية وكيف تسير وكيف تحرك يدها، في حركات معبرة وليست عشوائية، كيف يتعامل مع عضلات وجهه ونظرات عينيه ونبرات صوته، يعي كيف يصنع تاريخا للشخصية ويجسدها كاملة في الحدود المتاحة للدور، يعي كيف يكون مكنون الشخصية ومكياجها الداخلي ليتناسب ومعبر مع مكياجها الخارجي وتجسيده لها، يعي كيف ينجح في توصيل هدف ورسالة الشخصية للجمهور. خالد الصاوي الصعلوك السياسي الذي رصد حياة المهمشين والفقراء والمتوكلين على الله، فبرع في تجسيد النموذج المعبر عنهم في مسلسله الجديد "الصعلوك" مستخدما كل ما سبق له من خبرات فنية ومطوعًا لكل ما منحه الله له من موهبة وقبول ومعرفة جعلت منه صعلوكا بدرجة إمبراطور فني.