سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الإنشاد الديني.. صوت رخيم وكلمات تذكر الله بأصوات ملائكية.. حسان ابن ثابت أول المنشدين.. التهامي: لا وساطة في الإنشاد.. الأرنوطي: أسمى ألوان الفنون الهادفة
الإنشاد الديني، لون من الوان الغناء الهادف الذي عرفه المسلمون منذ قديم الأزل، يعتمد على أصوات مهدجة وحناجر تصدح بكلمات من الرقي بمكان، تذكر الله وصفاته العلي، إلى جانب وصلات المدح في رسله وأنبيائه، لشيوخ ملكوا اصواتا من الجنة، نذروها للتبليغ عن تعاليم الإسلام السمح في قالب غنائي هادف بعيدا عن ضوضاء وهبوط الألوان الأخرى التي أصابت الآذان بكافة أنواع التلوث. ويعود تاريخ الإنشاد إلى العصر الجاهلي إذ كان المديح في الشعر العربي يعد من من أهم وأبرز ملامح هذه الفترات وكان أهم ما يميز إنتاج الشعراء في ذلك العصر حيث كانت تدور معاني المدح في الشعر حول تمجيد القبيلة والكبراء والسادة. المديح النبوي أول ما عرف كان في حياة النبي عندما مدحه الشعراء ومجدوا دعوته وأخلاقه ويأتي في مقدمة هؤلاء شاعر الدعوة الإسلامية الصحابي، حسان بن ثابت. وقال المنشد محمود التهامي في تصريحات صحفية إن الإنشاد الديني أحد ألوان فن الغناء التي تتعلق بعذوبة صوت المنشد في المقام الأول مؤكدا أن الموشحات والقدود من أصعب الوان الغناء وتحتاج إلى مهارات خاصة بجانب وجود الآلات الموسيقية التي تضبط النغمات وطبقة الصوت. ويرى المنشد محمود الهنداوي أن أهم ما يميز هذا اللون من الفنون أنه يتناول موضوعات ذات طابع دينى له رسالة وأهداف أهمها التذكير بالله أو التبليغ عن صحيح المعاملات الإسلامية للتمسك بالقيم الصحيحة في ظل تراجع بعض العادات والأعراف الأصيلة، إلى جانب الذب ودفع الشبهات لمن يتطاولون على الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث ننشد عن صفاته وجميل اخلاقه إلى جانب وصفه وهو ما يقرب الصوره لقلوب عشاقه ومحبيه. "طلع البدر علينا من ثنيات الوداع"، بعض المؤرخين يعتبرون أن بداية الإنشاد كانت بتلك الكلمات المغناة لأهل المدينةالمنورة عندما وقفوا في استقبال رسول الله صلي الله عليه وسلم بينما يرى البعض الآخر، أن بداية الإنشاد كانت مع بداية الاذان الذي كان يؤديه بلال بن رباح بصوته العذب ومنه انتقلت فكرة التغني بالأشعار الإسلامية. وعن جمهور الإنشاد أفاد الشيخ جودة هيكل، أحد المنشدين، بأن للإنشاد مواسم نطلب فيها، لإقامة لاحتفالات الدينية المتنوعة في ليلة النصف من شعبان وليلة الإسراء والمعراج وإحياء حفلات عيد الفطر والأضحى وعيد المولد النبوي الشريف إضافة إلى ليالي رمضان المباركة. اما عن أهم ما يميز المنشد فأوضح هيكل أن أهم ما يعتمد عليه المنشد هو حنجرته حيث لا مجال لوساطة لو لم تتوافر خامة صوت قوية تتميز بالعذوبة والاحساس كي تصل لقلوب من يستمعون اليه دون أدنى حواجز. اما عن ظاهرة وجود منشدين شباب سواء كانوا من دول عربية أو أوروبية تحدث المنشد الشيخ حسين الأرنوطي الذي أكد أن كلمات وأشعار الانشاد الديني المعبرة الصادقة التي تلامس الواقع والألحان الجميلة ذات الذوق والرونق الراقي كلها أسباب دفعت جيل الشباب للتغني بمدح الرسول والانشاد خاصة أنه لم تثبت فيه أية حرمانية بعكس الغناء الهابط الخادش للحياء المليء بالعري والإباحية، لافتا إلى أن النفس البشرية تتوق دائما إلى الشيء الجميل والأسمى الذي يغذي القلب ويثلج الصدر ويرقي بالروح. وتابع الارنوطي:هناك رقصات فنية وحركات متزامنة ترافق بعض أنواع الغناء والموشحات والإنشاد الديني وتعتبر هذه أحد أساليب الطرق الصوفية في التقرب إلى الله. وأضاف الأرنوطي: هناك رقصات فنية وحركات متزامنة ترافق بعض أنواع الغناء والموشحات والإنشاد الديني وتعتبر هذه أحد اساليب الطرق الصوفية في التقرب إلى الله، مطالبا بالدعم المادي والمعنوي من جانب الدولة وبث الابتهالات والأناشيد الدينية لهم عبر الإذاعة والتليفزيون حتى لا يندثر هذا اللون من الفن الراقي الهادف.