شن الأثريون هجوما شديدا على محافظ المنيا اللواء صلاح زيادة، بعد نحت تمثال مشوه للملكة نفرتيتي ما يعكس افتقاد الرؤية وعشوائية التخطيط، مستنكرين لجوء المجلس المحلي لمحافظة المنيا لغير المتخصصين لتنفيذ تمثال جميلة الجميلات بهذا الشكل القبيح دون الرجوع إلى إدارة المستنسخات في وزارة الآثار، الجهة المنوط بها عمل نماذج للآثار. وأعلن الدكتور محمد الكحلاوي أمين اتحاد الآثاريين العرب غضبه الشديد من تصميم تمثال الملكة نفرتيتي بهذا الشكل المقزز والذي يدعو للنفور والاشمئزاز، لافتا إلى أن هذا دليل على افتقاد الرؤية وعلي عشوائية العمل في الدولة، معتبرا ذلك إهدارا للمال العام، مضيفا "للأسف المسئولون لا يتحركون إلا بعد خراب مالطا". وأرجع الكحلاوي، السبب في ماحدث إلى عمل مؤسسات الدولة في جزر منعزلة عن بعضها البعض، لافتا إلى وجود إدارة للمستنسخات كان الأولى اللجوء إليها لعمل نموذج وتحديد النسب بدلا من هذا الكل العشوائي. بينما قال الدكتور مختار الكسبانى، إن وزارة الآثار ليس لها أية علاقة بهذا العمل القبيح، فهذا ليس تمثال نفرتيتي، لافتا إلى أن هذا لا يليق بالأخلاقيات والمبادئ العالمية العامة، ووفقا للعمل الأثري في مداخل المدن يتم عمل مسابقه يتقدم خلالها فنانون على درجة عالية من الحرفية لتقديم عمل راق مبني على أسس وقواعد ويتم تحديد النسب وليس هذه العشوائية التي شاهدناها والتي أثارت اشمئزازنا. واعتبر الكسباني هذا العمل إهدارا للمال العام بشكل مقنن، مطالبا بمحاسبة المسئولين، خصوصا أنهم يحاولون تشويه رمز من رموز الحضارة، وتساءل هل مصر عدمت الفنانين المحترمين حتى نلجأ لمصممي القلل؟، مضيفا أن هذا العمل القبيح لا يساوي غلق الطرق في المنيا كل يوم وذهاب رئيس مجلس المدينة بحجة مباشرة العمل وفي النهاية يظهر بهذا الشكل، واصفا هذا العمل ب"المسخرة بكل المقاييس". ولفت الكسباني إلى أنه حينما أقدم متحف برلين على وضع رأس نفرتيتي على جسم معدني انقلبت الدنيا، وهددنا بقطع العلاقات مع ألمانيا، مضيفا للأسف تمثال سمالوط شوه صورة نفرتيتي والحضارة بأكملها ووضع فناني النحت المحترفين في مأزق. وقال الأثري أحمد شهاب، إن ما حدث سوء تقدير من المجلس المحلي الذي لم درك قيمة الآثار، خصوصا تمثال نفرتيتي، مطالبا بضرورة فتح التحقيق ومحاسبة المسئول عن عمل هذا التمثال، لافتًا إلى أن تمثال الفنان عمار الشريعي الذي صممه فنان من سمالوط لكن رئيس مجلس المدينة لجأ إلى صانع قلل.