اهتم كتاب الصحف المصرية في مقالتهم اليوم الأحد، بالحديث عن عملية اغتيال النائب العام هشام بركات، إضافة إلى المعارك ضد الإرهاب في سيناء. ففي مقاله بصحيفة "الأهرام" قال الكاتب مكرم محمد أحمد، نعم هي معركة وجود ومصير كتب على المصريين أن يخوضوها مهما دفعوا من تضحيات، لا يملكون بديلا آخر، لآن البديل الوحيد لهزيمة الإرهاب وسحقه على أرض مصر الطيبة، أن يصبح حال مصر، لاقدر الله، مثل حال العراق وسوريا وليبيا واليمن، فوضى مدمرة، وجماعات مسلحة متناحرة في كل ناحية وحي، تقوض سلطة الدولة وتأخذ البلاد إلى حرب أهلية، وتأخذ القوات المسلحة المصرية خارج معادلة الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، تغيبها كما غاب الجيشان العراقي والسوري، ليصبح الأمن المصري والعربي هباء منثورا في منطقة يسودها الفتن والحروب الطائفية، يقاتل بعضها بعضا إلى أن يهلكوا جميعا بدلا من أن يصدروا العنف إلى الخارج، هذا هو مغزى الفوضى التي تضرب الآن منطقة الشرق الأوسط، وتبتلع الدول العربية واحدة وراء الأخرى في دوامات صراع أهلي أغلب عناصره قادمة من الخارج. ولأن مصر، الشعب والجيش، يشكلان العقبة الكئود أمام هذا المخطط الشرير، تحاول قوي الشر إحباط آمال المصريين في غد أفضل، وتسعي إلى تقويض كرامة القوات المسلحة المصرية، وهذان هما الهدفان الأساسيان من المؤامرة الواسعة التي بدأت باغتيال النائب العام هشام بركات، وتوزيع السيارات المفخخة على القاهرة و6 أكتوبر وسيناء، وبلغت ذروتها بمحاولة جماعات الإرهاب الاستيلاء على مدينة الشيخ زويد بعد هجوم شرس شارك فيه 300 إرهابي، لكن المؤامرة تكسرت بجميع عناصرها على صخرة صمود القوات المسلحة المصرية. ومع ذلك يبقى الخطر ماثلا، لأن جماعة الإخوان المسلمين وحلفاءها لم يرفعوا بعد رايات الاستسلام، ولا يزال لديهم المال الوفير، والدعم الدولي الذي يمكنهم من تكرار المحاولة، إلا أن يروا مصر في صورة جد مختلفة، تخوض حربها على الإرهاب كتلة واحدة واثقة من قدرتها على تحقيق النصر، لا تضع في اعتبارها سوي مصالحها الوطنية العليا، تفعل ما يمليها عليها الواجب دون اعتبار للآخرين، وتتعلم من أخطائها، تسد الثغرات أولا بأولا وتحيل جبهتها الداخلية إلى حائط صد يصعب اختراقه، وتمشط مؤسساتها ودواوينها الفاعلة خلاصا من الطابور الخامس!، وتحقق العدالة الناجزة التي تمكنها من سرعة القصاص دون الإخلال بمعايير العدل، وتصدر قانونا واضحا وشجاعا للإرهاب يستوفي شروط العدالة ولا يغل يد الأمن، وتعيد ترتيب أجهزة معلوماتها، تمدها بكل عون فني بما يمكنها من حسن الرؤية والتنبؤ والتقدير، وتحيل هذه المهام إلى جيل جديد أكثر جرأة وشبابا. من جانبه، وفي مقاله بصحيفة "الأهرام" أيضا، قال الكاتب صلاح منتصر، انتصر الإرهاب لاشك ونجح في اغتيال النائب العام في عملية كانت نسخة طبق الأصل من محاولة اغتيال وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم في سبتمبر 2013، وقد تعلم الإرهاب من أخطائه، بينما اكتفينا نحن بتهنئة أنفسنا على نجاة الوزير ولم تعقد ورشة بحث ودراسة تسجل كل تفاصيله حتى لا تتكرر المحاولة. مع ذلك فهى كما يقال «ملحوقة»، فالدولة الناجحة هي التي تستفيد من هزيمتها وتحولها إلى انتصار، وقد جاءتنا الفرصة لنصنع من جريمة اغتيال النائب العام الشهيد هشام بركات انتصارا كبيرا على الإرهاب دون أن يلومنا أحد من الذين يخوفوننا بحقوق الإنسان وكأنها للمجرمين فقط. واللافت للنظر، أن الإرهاب في سيناء هو الذي بادر في ربكة وأحزان النائب العام وشن هجوما واسعا على الكمائن العسكرية المصرية في سيناء استهدف إسقاط «الشيخ زويد»، إلا أنه فوجئ بالرد السريع لقواتنا ودخولها في معركة عنيفة ومواجهة أعداد كبيرة من الإرهابيين كانوا مجهزين بأحدث الأسلحة، فهل ننتظر هجوما جديدا لهم بحجة «ضبط النفس»؟. الآن كتب علينا القتال، ومنذ لحظة استشهاد النائب العام أصبح حتما قبول التحدى وتأكيد أننا في حالة حرب ضد الإرهاب، وأنها هذه الحرب هي الأولوية الأولى للدولة، ولتحقيق ذلك أمامنا في رأيى ثلاثة طرق علينا السير فيها في وقت واحد. الطريق الأول "طريق رد الفعل" الذي يتصدى لما يقوم به الإرهاب وتكبيده خسائر فادحة، والطريق الثانى تكوين مجموعة تفكير من أرقى عقول حرب العصابات تضع الخطط التي تواجه إرهابا وضحت نواياه عندما أطلق على نفسه «تنظيم ولاية سيناء»، بمعنى أن يستولى على سيناء بصرف النظر إن كان ذلك صعبا أو مستحيلا، ولكن هذا هو هدفه، أما الطريق الثالث فهو الذي يجعل قواتنا تقوم بعمليات استباقية تطارد الإرهابيين وتكشف جحورهم قبل أن يبدأوا عملياتهم. لقد دفع الشهيد "بركات"، حياته فداء مصر ولا يستطيع أحد أن يلومنا إذا لم نمسك اللحظة ونقبل التحدى ونجعلهم يندمون على ما فعلوا، وإلا فالخيار الآخر هو الاستسلام ونجاح الإرهاب. وفي مقاله بصحيفة "الأخبار" قال الكاتب محمد بركات، لم تفاجئني زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لسيناء بالأمس، وجولته الميدانية في موقع الأحداث، ولقائه بجنود وضباط القوات المسلحة المرابطين هناك، والقائمين على أداء واجبهم دفاعا عن مصر ضد كل من تسول له نفسه المريضة المساس بها، من الإرهابيين وعصابات الدمار وجماعات الإفك والضلال، أو غيرهم. ولست مبالغا إذا قلت أني كنت أتوقع هذه الزيارة وتلك الجولة من الرئيس، بوصفه القائد الأعلى للقوات المسلحة ومن واجبه ومسئولياته المتابعة والاطمئنان على أرض الواقع، على أحوال الجيش والقوات التي تخوض حربا شرسة ضد الإرهاب في سيناء دفاعا عن مصر وشعبها. ولكونه قبل ذلك ومن بعده، واحدا من رجالات القوات المسلحة وإبنا من أبنائها، قضى عمره فيها، وكان قائدا عاما لها، حتى اختاره الشعب لمهمة قيادة الدولة ورئاسة الجمهورية، ولذا فإنه لا يستطيع إلا أن يكون بين رجاله وفي صفوفهم في خندق المواجهة الأول، وفي موقع الأحداث بعد الأداء البطولي والرائع الذي قاموا به في معركة الأربعاء الماضي، ولقنوا فلول الإرهاب وعصابات الضلال وجماعة الإفك درسا لا ينسى. وفي زيارة الرئيس السيسي لسيناء، وجولته الميدانية بين الرجال وفي موقع الأحداث، العديد من الرسائل المهمة المقصودة والواضحة، لكل من يتابع ويعي ويدرك المعاني والمقاصد للوقائع والأحداث والتطورات الجارية بالمنطقة عموما وعلى أرض مصر على وجه الخصوص في هذه الآونة بالغة الدقة والحساسية والخطورة أيضا. في مقدمة هذه الرسائل على الإطلاق، رسالة للداخل المصري تقول بوضوح لكل المواطنين من أهل مصر، ولكل فرد من أفراد الشعب، إننا في حرب شاملة ضد الإرهاب الأسود وعصابات الدمار وجماعة الإفك والضلال، وإننا جميعا شعبا وحكومة ورئيسا نقف مع قواتنا المسلحة وشرطتنا الباسلة في هذه الحرب، وعلي الجميع أن يتصرف على هذا الأساس ويعمل له. ورسالة للعالم أجمع تقول بذات الوضوح إن مصر كلها تخوض هذه الحرب الشرسة، وإنها مصرة على الانتصار في هذه الحرب، ودحر فلول الإرهاب وهزيمة جماعات الإفك والضلال والتكفير، الكارهين لمصر وشعبها والمتآمرين عليها. أما الرسالة الثالثة فهي موجهة لقوى البغي والضلال والإفك، وفلول الإرهاب والدمار والقتل، تؤكد فيها مصر ورئيسها بكل القوة والعزم والإصرار على المواجهة الشاملة وصولا إلى النصر واقتلاع جذور الإرهاب تماما من أرض سيناء والقضاء عليهم نهائيا، بعون الله ووحدة الشعب مع قواته المسلحة. وفى صحيفة " الجمهورية " قال رئيس التحرير فهمى عنبة، عندما يرتدي أي رئيس دولة الزي العسكري فذلك يعني أنه كقائد أعلى لقواته على استعداد لخوض الحرب مع ضباطه وجنوده.. ولكن الرئيس عبدالفتاح السيسي، أعطى رسالة مختلفة للعالم وللجبهة الداخلية ولأبناء الجيش مفادها أنه جاء إليهم في سيناء تقديرا واحتراما وتكريما لما يبذلونه في سبيل الوطن. ولما قاموا به من عمليات بطولية خلال الأيام الثلاثة الماضية ضد الإرهاب والتكفيريين. كانت الرسالة واضحة.. مصر معكم.. والشعب وراءكم ويقدر تضحياتكم ودوركم في الدفاع عن بقعة غالية من أرض الوطن.. بل عن استقرار وأمن وأمان مصر. هناك رسائل عديدة للداخل والخارج تؤكد أن القوات المسلحة تسيطر تماما على مسرح العمليات بدليل أن الرئيس بينهم على خط المواجهة.. وتحذر كل الدول وأجهزة المخابرات الأجنبية التي تساند الإرهاب أننا لن نقف مكتوفي الأيدي، وأن سيناء التي تصل مساحتها إلى 60 ألف كيلو متر مربع، جميعها آمنة، باستثناء عمليات إرهابية في مثلث "رفح - الشيخ زويد - العريش" الذي لا يمثل سوى 5% فقط من هذه المساحة.. وأن الجنود والضباط الموجودين هناك لايزيدون على 1% من قواتنا المسلحة ومع ذلك اسقطوا أكثر من 200 عنصر إرهابي من "داعش" خلال العملية التي أرادوا أن يحولوها إلى حرب يعلنون بعدها ولايتهم على أرض الفيروز لتكون قاعدتهم للسيطرة على مصر. نقل الرئيس نيابة عن كل أفراد الشعب التحية لكل شهيد وإلي أسرته.. وليقول لهم "إن البلد كلها تعرف تضحية ابنكم وتقدرها وأنكم في أعيننا" فأهل الشهيد من واجبنا جميعًا احتضانهم وتلبية كل طلباتهم. لا ننسى أبناء سيناء خاصة في الشمال الذين يعانون ويضحون باستقرارهم وتحملهم للحياة الصعبة.. وتمسكهم بوطنيتهم وبحبهم لمصر مما يجعلهم يواجهون أشد أنواع الانتقام من الجماعات التكفيرية التي تقوم بتصفيتهم جسديًا وتهدم منازلهم عقابا لهم على تعاونهم مع الجيش والشرطة أو رفض إيواء الإرهابيين. زيارة رئيس الدولة أمس، لجنود القوات المسلحة والداخلية الذين يواجهون طيور الظلام في سيناء، لم تكن لرفع روحهم المعنوية ولا لتوجيه التحية لهم وللشهداء ولأهل سيناء فحسب؛ ولكنها أكدت لهم أن القيادة والحكومة والشعب معهم ولن يتركوهم وحدهم ويقدرون دورهم، والجميع مستعدون لدفع ثمن مواجهة الإرهاب مثلهم تماما.. وكل مواطن مصري لا طريق أمامه في مواجهة التكفيريين والإرهابيين سوى "النصر أو الشهادة". وفى صحيفة "المصرى اليوم" تناول ياسر عبد العزيز ما حدث يوم الأربعاء الماضى، ووصفه بأنه كان يومًا مأساويًا حزينًا في حياة المصريين، وقال لقد أصيب الكثيرون بصدمات نفسية، وتعرضوا لحالات كآبة، أو امتنعوا عن الطعام، أو ضربهم الذهول. ظل السؤال الذي يؤرق هؤلاء يقول: «كيف يتسنى لهذا التنظيم الإرهابى أن يتجاسر ويفكر في السيطرة على منطقة في سيناء، في الوقت الذي نمتلك فيه جيشًا عظيمًا مصنفًا على مستوى العالم، ويحظى بموارد وتأييد وثقة مواطنيه، ويتمتع بسجل باهر على مدى التاريخ؟». وقال حبس كثيرون أنفاسهم طوال الساعات التي سبقت صدور بيانات القوات المسلحة، وراحوا يتعثرون في أرقام متضاربة وتقييمات مختلفة، بينما تفترسهم الشكوك، وهم يتساءلون: أين الطيران، أين المدفعية، أين الإمدادات، أين الأباتشى؟ في تلك الساعات نفسها، كان تنظيم «ولاية سيناء»، الذي اتخذ هذا الاسم الجديد بعدما أعلن مبايعته «داعش»، يبث «أخبارًا» وصورًا عبر حسابات على «فيس بوك» و«تويتر»، وقد أصيب كل من اطلع على هذه «الأخبار» بالمزيد من الكآبة. وأشار إلى أنه بموازاة ذلك الجهد الإعلامي الكبير للتنظيم كانت عناصر «الإخوان» على مواقع التواصل الاجتماعى، تقيم حفلات متكاملة الأركان ل«الشماتة والتشفى» في جنود جيشنا الوطنى وقياداته، وتبث أخبارًا وتقارير مشوهة ومغلوطة، أو تعيد التذكير بوقائع تعتقد أنها يمكن أن تحط من الروح المعنوية للمواطنين وقواتهم المسلحة، أو تغرى باستهداف تلك القوات وضحا أن هذه الأحداث جاءت كلها بعد أيام قليلة من اغتيال النائب العام في ضاحية مصر الجديدة، بعملية نوعية كان لها صدى كبير، وهى العملية التي تأتى ضمن سلسلة من الاستهدافات «الإخوانية» والإرهابية للجسم القضائى، كانت بدأت بقتل ثلاثة قضاة في سيناء قبل أسابيع. وبينما تحفل مواقع التواصل الاجتماعى بهذا الأداء المهيج والمتشفى من جانب أنصار «الإخوان» والجماعات الإرهابية الأخرى، تقوم القنوات «الإخوانية» التي تبث من تركيا بالاحتفال بتلك الأحداث عبر أنماط شماتة وتحريض مشينة. و«الجزيرة» بدورها تشارك أيضًا ببث تقارير تتهم السلطات المصرية بممارسة جرائم ضد الإنسانية، وتركز الأضواء على ندم «مساندى الانقلاب» ورجوعهم عن تأييده، وتشيع جوًا من اليأس بخصوص مستقبل مصر وقدرتها على مجابهة التحديات التي تواجهها. بموازاة ذلك، تبث وسائل إعلام غربية كبرى، لطالما تحدث العالم عن رصانتها وموضوعيتها، موضوعات تفاعلية تطالب الجمهور بالانخراط فيها عبر الإدلاء بتعليقاته، وتسأل الأسئلة التالية: «كيف ولماذا تعاظمت قوة (داعش) في سيناء؟ ما فرص تأسيس (داعش) ما يسمونها ب(ولاية سيناء)؟ هل يمكن أن يوسع المسلحون في سيناء هجماتهم لتشمل باقى مدن مصر؟ كيف ستتعامل الحكومة المصرية مع تعاظم قوة (داعش) في سيناء؟»، ولا يتوقف الأمر على العنف المنهجى ضد السلطات والمواطنين من جانب أعضاء الإخوان الإرهابية، لكن ثمة خطة أخرى أكثر كيدًا وتأثيرًا، إذ يقوم أعضاء التنظيم بتفجير أبراج الكهرباء في أكثر من محافظة، بغرض تكدير المواطنين. وأوضح الكاتب أنه إذا كنت تريد أن تفهم مصطلح «الحرب اللامتماثلة #### Asymmetric Warfare #### »، أو تعرف كيف يمكن إسقاط دولة عبر تلك الحرب، فليس عليك سوى قراءة السطور السابقة. إن مصر تتعرض الآن ل«حرب لا متماثلة»، تشنها قوى إرهابية محلية ودولية بمساعدة دول ومنظمات عديدة، والغرض هو إسقاط الدولة.