-الزوجة: وليد تابع أخبار اغتيال النائب العام ولم يكن يعلم أنه سيلحق به -الأسرة تناشد وزير الداخلية نقل شقيقه لرعاية الأسرة فى كل يوم يسقط شهيد من أجل بقاء مصر، كل يوم نودع بطلا من أجل رفعة الوطن، فمن أجل الوطن سقطت مساء يوم الاثنين الماضي ضحية من ضحايا الغدر والخيانة، هو الشهيد البطل أمين شرطة «وليد عيد معوض نصر» ابن ال42 عاما، الذى استشهد أثناء تأدية واجبه فى حراسة متحف الشمع بحلوان، الشهيد رب لعائلة مكونة من زوجته «هناء عبد الموجود»، وولدين: أحمد 6 سنوات فى المرحلة الابتدائية، وزياد فى الرابعة من عمره، وزوجته حامل فى جنين لم يكتب له رؤية والده، بالإضافة إلى والده البالغ من العمر 70 عاما، وثلاثة من أشقائه. «البوابة» التقت أسرة الشهيد وسط حزن يخيم على الجميع، قال والده الحاج عيد معوض نصر: «إن الشهيد كان عامود البيت، لأنه كان العائل الأول والأخير للأسرة، وكان يحل محلى فى كل شيء، من تحمل نفقات المعيشة، وحتى صلة الرحم، كان لا يقطعها»، وأضاف والد الشهيد: «إن والدته قبل وفاتها كانت لا تدخل المنزل ووليد خارجه، وتظل منتظرة أمام المنزل حتى يعود الغائب». وتابع والد الشهيد فى مرارة: «أنا هعمل إيه بكل اللحمة والأكل اللى جابهم وليد علشان يعزم العائلة النهاردة، ابنى ذهب إلى كل بيت فى العائلة والجيران لدعوتهم للإفطار، ولكن من الواضح أنه كان يمر عليهم ليودعهم، ابنى له طفلان، وآخر جاى فى السكة، مين اللى هيعول الأولاد دى، عمهم المصاب بمرض خطير، ولا أخوه التانى اللى مرتبه بيكفيه بالعافية». ووجه والد الشهيد رسالة للرئيس السيسى، قائلا: «حق ابنى فى رقبتك، هاتلى اللى قتل ابنى، أتشفى فيه وأشفى غليلي، هات حق ابنى وادبح وافرم الكفرة اللى استحلوا دم وليد وكلنا معاك، وطلب من وزير الداخلية اللواء مجدى عبد الغفار أن يوافق على نقل الأخ الأصغر للشهيد من مديرية أمن القاهرة إلى مديرية أمن المنوفية علشان ميرجعش فى صندوق زى أخوه، وياخد باله منى ومن ولاد أخوه». وفى حالة وغضب وانفعال شديدين، تحدثت زوجة الشهيد التى روت لنا آخر موقف بينهما، قائلة: «وليد قبل ما يسافر المرة دى كان متغير، وكنت حاسه إنه بيودعني، فقبل أن يخرج من البيت قبلنى من رأسى وقبل الأولاد وضمهم إلى صدره، قائلا: أشوف وشكم بخير، وخلى بالك من الولاد يا هناء»، كلمات انقبض بعدها قلب الزوجة، وأخذت تهون عليه قائلة: «تروح وترجع بالسلامة، هما كام ساعة، وترجع بيتك تانى، وخرج وليد، وكان ذلك آخر حديث بين الزوج والزوجة والأبناء». وروت تفاصيل آخر يوم لوليد قائلة: «إن الشهيد كان نائما، وكان فاتح الراديو فسمع خبر انفجار شديد فى القاهرة وإصابة النائب العام، فقام من نومه مهرولا إلى التليفزيون، وأخذ يتابع الأخبار، ولم يتحدث إلى أحد من الساعة السابعة صباحا وحتى الثالثة عصرا عندما تأكد خبر وفاة المستشار هشام بركات، فانهال وليد فى البكاء، وأخذ يردد قتلوا الراجل علشان قدمهم للمحاكمة ولاد...... الكفرة»، وفى حزن شديد، وجهت الزوجة رسالة للرئيس السيسى: «عايزه أدبح اللى قتل جوزى ياريس عايزة أقتل اللى يتم ولادى». تركنا الزوجة المكلومة لنلتقى بشقيق الشهيد أمين شرطة هانى، 35 عاما، يعمل بمديرية أمن القاهرة، الذى قال: «موت أخويا يزدنى إصرارا فى الانتقام لدم كل شهيد سقط، حسبى الله ونعم الوكيل، وأنهى حديثه قائلا للرئيس السيسى: «ربنا يكون فى عونك، وإحنا فى ضهرك لحد آخر واحد فينا». وفى مشهد شديد القسوة راح أبناء الشهيد يسألون المعزين عن والدهم «أبويا راح فين يا عمو»، فأحمد وزياد الطفلان اللذان كانا لا ينامان إلا فى أحضان أبيهما أصبحا بلا أب. أما خال الشهيد الحاج عبد العظيم عطية، فقال: «وليد كان ابنى كان كل يوم يكلمنى فى التليفون لما يوصل الشغل، كان محترم، وكانت روحه حلوة، كان ابن موت، كان أخا كبيرا لولاد خاله، آخر مرة كلمنى فيها كان بيطمن عليا، ويقولى أنا عازمك على الفطار يا خال يوم الأربعاء، اوعى متجيش، ولكن الله قدر حالا غير الحال، فبدلا من أن أحضر الإفطار مع وليد حضرت جنازته». وأكمل حديثه، موجها رسالة للرئيس، قائلا: «عايزين حق وليد يا ريس، اعتبره ابنك متفرطش فى دم الشهداء». وقال عم الشهيد الحاج محمد: «وليد ماكنش بيرتاح إلا فى مقر الجمعية الخيرية، كان بيجرى علشان يخدم الغلابة، ورغم أنه ليس من الأثرياء لكنه كان بيتبرع وبيسعى فى الخير، كان بيعامل ولادى كأنه أبوهم، وكانوا بيحبوه وبيسمعوا كلامه، لأنهم كانوا بيثقوا فيه»، وأضاف عمه فى حضرة رجال الأمن: «إن له ابنا يدعم الإخوان، وإذا لم يرجع سيقوم بتسليمه للأمن بنفسه، لأن وليد دمه غالى». وقال زوج شقيقة الشهيد وليد: «إنه كان بيعز وليد جدا علشان مواقف الرجولة اللى بيعملها مع الناس، وأن وليد كان دائم التردد على منزله للسؤال عليه وعلى أخته، كان راجلا بمعنى الكلمة»، وطالب الرئيس السيسى أن يأمر بعلاج شقيق الشهيد وليد المصاب بفيرس سى على نفقة الدولة. وقالت شقيقة الشهيد: «أنا مش عايزه غير اللى ضرب أخويا أكله بسناني، وليد كان نور عينى اللى بشوف بيها، وكنت موصية إنى لو مت محدش يدفنى غيره». قال زملاء الشهيد فى العمل، والأمين مجدى محجوب، ومساعد الشرطة حمدى عبد الفتاح: «إن الشهيد كان مثالا للتفانى فى العمل، وملفه ناصع البياض، ولا يحمل ضغينة ولا يؤذى أحدا، وأنه كان مثالا للرجولة»، وطالب زميلا الشهيد بالقصاص من قتلة الشهيد، مؤكدين أن الحوادث الإرهابية لن تقلل من عزيمة رجال الأمن فى التصدى للإرهاب.