سلط كبار الكتاب في مقالاتهم بالصحف المصرية الصادرة صباح اليوم الأربعاء الضوء على واقعة استشهاد النائب العام المستشار هشام بركات إثر عملية إرهابية استهدفت موكبه أول أمس، مؤكدين ضرورة تقصير مدة التقاضي في قضايا الإرهاب وإقرار القوانين التي تحقق العدالة الناجزة. ففي عموده "على بركة الله" وتحت عنوان "لن يسكت صوت مصر"، قال فهمي عنبه رئيس تحرير صحيفة "الجمهورية" : تأخرنا عقودا في تعديل وإقرار القوانين التي تحقق العدالة الناجزة.. خاصة في جرائم الإرهاب والقتل وترويع الآمنين وتهديد استقرار الوطن. وأكد عنبه أن القصاص الفوري يعني أن الجناة لن يفلتوا من العقاب ويجعل الضحايا وأهاليهم لا ينتظرون الثأر طويلا ويحقق الردع لكل من تسول له نفسه أن يسفك الدماء.. ويؤدي لزرع الثقة والطمأنينة في نفوس المواطنين. وأشار إلى أن المصريين يطالبون بعد كل حادث إرهابي بالقصاص ويتحول الجناة للقضاء لتستمر الإجراءات والمناقشات والمداولات ويتفنن المحامون بألاعيبهم في التسويف والتأجيل ليحتاج الأمر إلى عدة سنوات ويشعر الناس بأن دم الضحايا ذهب هدرا وأن من حرقوا ودمروا وقتلوا لا ينالون الجزاء وربما استطاعوا الحصول على البراءة رغم أن كل الدلائل تشير إلى أن أصابعهم تقطر منها دماء الأبرياء فيكون من الطبيعي أن يسود اليأس في المجتمع ويفقد المواطنون الثقة في القضاء وينتظروا عدالة السماء. وأوضح أن كل من حضر الجنازة العسكرية لشهيد العدالة المستشار هشام بركات النائب العام يتعجلون تعقب الجناة والقبض عليهم ومحاكمتهم بأسرع ما يمكن ليكونوا عبرة لمن يتجرأ ليس على القضاة أو على محامي الشعب فقط ولكن لمن يريد إخضاع هذا البلد وإسكات صوت مصر، مستشهدا بمقولة الرئيس عبد الفتاح السيسي بغضب وحزن أمس "لن يستطيع أحد أن يسكت صوت مصر". وأضاف أن القوانين مكبلة وعتيقة والإجراءات ما زالت بطيئة لذلك اجتمع المستشار أحمد الزند وزير العدل بعد الجنازة مباشرة مع المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء لبحث أهم القوانين التي تختص بتقصير مدة التقاضي في قضايا الإرهاب، لافتا إلى أن المستشار إبراهيم الهنيدي وزير العدالة الانتقالية أعلن أن مشروع القانون جاهز وسيقدم اليوم للمناقشة مما يعني إننا نقترب من صدور القانون الذي تأخر طويلا. أما محمد عبد الهادي علام رئيس تحرير صحيفة "الأهرام" فذكر في بداية عموده "وماذا بعد..؟" تحت عنوان "تماسك الجبهة الداخلية وأبواق الخارج" أن مصر ودعت أمس النائب العام الشهيد هشام بركات... وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي في وداعه للراحل الجليل خلال الجنازة إن «النائب العام هو صوت مصر وهم يريدون إسكات هذا الصوت وهو لن يحدث». وأكد علام أنه لن يحدث أن تسكت رصاصات أو قنابل الجماعات الإرهابية أصوات الحق والعدل على أرضنا.. ولن يحدث أن تهون عزيمة المصريين أمام بشاعة جرائم تنظيمات الدم التي ترتع في المنطقة العربية في سوريا وليبيا والعراق واليمن وتونس والكويت دون رادع وتحت سمع وبصر الدول الكبرى والمنظمات الدولية. وأوضح أن تماسك الجبهة الداخلية خلف أهداف وطنية لا تختلف عليها الغالبية الكاسحة من المواطنين هو أحد من اختبارات ثورة 30 يونيو .. مشيرا إلى أن تلك الغالبية هى التي تريد إنفاذ العدالة وإحكامها دون تأخير وتريد مواجهة الإرهابيين بلا خوف أو تخاذل من مؤسسات الدولة. وشدد رئيس تحرير "الأهرام" على أن معركة مصر الحقيقية ليست في إنفاذ الأحكام ضد قيادات الإرهاب فحسب، ولكنها معركة إرادة يقف فيها الصف الوطني بنيانا مرصوصا ضد قوى الهدم ويقف كل مواطن منا أمام مسئولياته حيث لا وقت للتخاذل. وكان "المواجهة.. بالقانون" عنوان الكاتب محمد بركات في عموده "بدون تردد" في صحيفة " الأخبار" الذي أكد خلاله أن دم الشهيد محامي الشعب في رقبة مصر كلها، شعبا وجيشا وشرطة وقضاة وإعلاما وحكومة ورئيسا، قائلا "نؤكد أن حقه لن يضيع أبدا، ولن يتهاون فيه أحد على الإطلاق، فهو مسئولية الجميع، وكلنا دون استثناء مكلفون باسترداد حقه والثأر له، والانتقام لمصر كلها من أعداء الحياة القتلة الكارهين لمصر والناقمين على شعبها". وأوضح بركات أن هذه هى رسالة مصر وشعبها التي بعثت بها للعالم كله شرقه وغربه، عربه وعجمه، بالأمس خلال تشييع الجنازة، وقبل مواراة جثمان الشهيد مثواه الأخير، ليحتضنه تراب الوطن، الذي عمل وسعى من أجله طوال عمره، وقدم حياته فداء له وذودا عن راية العدل والحق عندما حان أجله. وأضاف أن رسالة مصر الواضحة للعالم التي أعلنها السيسي أمس باسم الشعب، تقول بكل القوة والإصرار والشموخ إنها مستمرة في حربها ضد الإرهاب ومواجهتها الشاملة لعصابات القتل والتفجير، التي تعيث في الأرض فسادا، وترتكب أبشع الجرائم وأخسها ضد مصر وشعبها، وتسعى بكل الدناءة لنشر الفوضى وترويع المواطنين وهز الاستقرار وإسقاط الدولة. وشدد الكاتب، في ختام مقاله، على ضرورة تعديل القوانين اللازم تعديلها، حتى نطلق يد العدالة، كي نستطيع بالحق والعدل والقانون توقيع الجزاء العادل والعاجل على أعداء الحياة وأعداء الشعب، وحتى نقتص من القتلة والإرهابيين بالعدالة الناجزة. أما الكاتب مرسي عطا الله فأكد في عموده "كل يوم" بصحيفة "الأهرام" تحت عنوان "الشهيد هشام بركات" أنه سيظل اسم النائب العام محفورا في أذهان المصريين لأجيال عديدة قادمة كأحد أهم رموز المواجهة والتصدي لوباء التطرف والإرهاب في أخطر مراحل الصراع القانوني الواجب والمشروع بين الشعب المصري ومجموعة القتلة. وأضاف أنه سيظل اسم المستشار هشام بركات عنوانا ساطعا وفريدا في منظومة القوة الناعمة لمصر التي تحترم الدستور وتحتمي بالقانون ولا تأتمر بأمر من أحد سوى إرادة الشعب ولا تبحث عن رضا من أحد سوى رضا المولى عز وجل!. وأوضح أنه سيظل سجل هذا الرجل من أنصع الصفحات في تاريخ مصر وقضائها الشامخ النزيه حيث شاءت المقادير أن يتولى منصب النائب العام في أهم وأدق مرحلة في تاريخ هذا الوطن بعد أن دهمتنا جرائم الإرهاب والتطرف وبلغت في العامين الأخيرين معدلات غير مسبوقة حيث بات واضحا أن جماعة الإخوان الشياطين قد فقدت وعيها ورشدها بعد أن فقدت سلطتها وسلطانها، ومن ثم تجاوز رد الفعل لدى فلول مكتب الإرشاد الهاربين في الخارج عمليات التحريض ضد الدولة ونظام الحكم إلى فجور السعي لتهديد المجتمع كله بالعمل على تخريب البنية الأساسية وتفجير القطارات وخطوط الكهرباء لإحداث هزة اقتصادية واجتماعية وسياسية وأمنية. وأشار الكاتب إلى أنه بالقانون فقط تصدر هشام بركات مشهد المواجهة مدركا أن المسألة باتت بالنسبة للمصريين مسألة حياة أو موت في مواجهة هذا الإرهاب اللعين الذي يشن حربا تفوق في ضراوتها وغدرها وخستها كل ما واجهته مصر من حروب على طول تاريخها مع ألد أعدائها.