تتسلم مصر بعد غد الأربعاء من إثيوبيا رئاسة اجتماعات الجولة السادسة للجنة الوطنية الثلاثية لسد النهضة الإثيوبى المؤلفة من 12 خبيرا (4 من كل من مصر والسودان وإثيوبيا)، وفقا لخارطة الطريق التي اتفق عليها وزراء المياه في الدول الثلاث خلال اجتماعاتهم في الخرطوم في أغسطس الماضى، والتي تقضى برئاسة الاجتماعات بالتناوب بين الدول الثلاث. وسوف يفتتح الدكتور حسام مغازي وزير الموارد المائية والري اجتماعات الجولة السادسة بعد غد بكلمة افتتاحية، كما يلقى نظيراه السودانى والأثيوبى كلمة مماثلة قبل أن ينتقل جدول الأعمال إلى الجلسات المغلقة، وسوف تظل الرئاسة بمصر حتى تنتقل اجتماعات الجولة القادمة إلى دولة أخرى، في الوقت الذي يحدده وزراء المياه في الدول الثلاث في ختام أعمال الجولة السادسة التي تستمر ثلاثة أيام. كانت مصر قد وجهت الدعوة رسميًا إلى شقيقتيها السودان وإثيوبيا لعقد جولة جديدة من المفاوضات بحضور وزراء المياه بالدول الثلاث بالقاهرة، بخصوص سد النهضة الأثيوبى، تنفيذا لخارطة الطريق، في الأول من يوليو القادم، تمهيدا للتوقيع على العقد مع المكتبين الاستشاريين الدوليين خلال عشرة أيام من هذه الجولة. وقال مغازى، في تصريح صحفى: تم الاتفاق بين وزراء المياه بمصر والسودان وإثيوبيا على عقد جولة جديدة من المفاوضات الفنية لسد النهضة الأثيوبي بالقاهرة خلال الفترة من الأول إلى الثالث من شهر يوليو القادم بمشاركة الخبراء الوطنيين بالدول الثلاث والمكتبين الاستشاريين الدوليين (الفرنسى والهولندى) المعنيين بالقيام بالدراسات الخاصة السد، وبحضور المكتب القانوني "كوربت الانجليزي"، وذلك لفحص وتقييم العروض الفنية والمالية المقدمة من المكتبين الاستشاريين لمراجعتها والتوافق على كل الإجراءات والبنود بها. وكشف الوزير عن اتفاق وزراء المياه الثلاثة على تنظيم احتفالية خاصة بوجود ومشاركة كل المعنيين بملف سد النهضة للتوقيع مع المكتبين الاستشاريين الدوليين يوم 11 من شهر يوليو المقبل، لافتا إلى أنه سيتم خلال اجتماعات القاهرة تحديد مكان عقد الاحتفالية بالخرطوم أو القاهرة طبقا للترتيب المتفق عليه. وأوضح وزير الري أنه سيتم خلال الاجتماعات المقبلة الاستماع إلى المكتبين الإستشاريين اللذين سيقومان بعرض التفاصيل الفنية والاجرائية والخطة التنفيذية للدراسات الفنية المطلوبة، كما سيقوم المكتبان بالإجابة على أي استفسارات أو ملاحظات من جانب خبراء الدول الثلاث الأعضاء باللجنة الوطنية الفنية، قبل أن يتم - بالتنسيق مع المكتب القانوني الدولي - إعداد وتجهيز مسودة العقد لعرضها على الدول الثلاث تمهيدا للتوقيع عليها خلال احتفالية 11 يوليو. ومن المقرر أن تقوم المكتبان الاستشاريان الدوليان بالدراسات المتعلقة بهيدروليكا النيل الأزرق، خلف سد النهضة التي تحدد قواعد التشغيل تمهيدا للملء الأول لخزان سد النهضة، إضافة إلى الدراسات الاقتصادية والاجتماعية للمشروع. وأكد وزير الرى أن ملف سد النهضة يحظى باهتمام من الدول الثلاث ويتم مناقشته في كل الاجتماعات التي يلتقى فيها الزعماء، والتي تعطى دفعة قوية للمفاوضات، كما حدث مؤخرا خلال لقاء زعماء مصر والسودان وإثيوبيا على هامش قمة التكتلات الاقتصادية الأخيرة التي عقدت في مدينة شرم الشيخ، لافتا إلى أن خبراء الدول الثلاث على تواصل مستمر للخروج بنتائج ترضي شعوب الدول الثلاث وتحقق المبادئ المتفق عليها بان الجميع يربح ولن يخسر أحد. وكان من المقرر عقد الجولة السادسة لمفاوضات سد النهضة الأثيوبى بالقاهرة في منتصف شهر يونيو الجارى، لكنها تاخرت بناء على طلب المكتبين الاستشاريين الدوليين، من أجل التوافق بينهما على بعض التفاصيل الفنية قبل تسليمهما العرض الفنى المعدل. وعزا مغازى أسباب تأخير استلام العرض الفني المعدل من المكتبين الاستشاريين الفرنسى والهولندى (المنوط بهما تنفيذ دراسات سد النهضة الاثيوبى) إلى حرص الدول الثلاث على استيفاء جميع التفاصيل الفنية الدقيقة التي تضمن إنجاح جولة مفاوضات القاهرة والتوصل إلى نتائج مرضية للشعوب وتستجيب لطموحات وجهود القيادة السياسية بالدول الثلاث، مشيرا إلى أن التواصل بين خبراء الدول الثلاث المعنيين بملف سد النهضة لم ينقطع ومستمر من أجل تحقيق أكبر درجة من النجاح لخارطة الطريق. ونفى وزير الرى ماردده البعض بأن مفاوضات سد النهضة الأثيوبى تغرق في التفاصيل الدقيقة التي تبدد الوقت دون التوصل لاتفاق، لافتا إلى أن "مصر على وعى كامل بأهمية عنصر الوقت"، معربا عن اعتقاده بالتوصل إلى اتفاق مرضي وانتهاء المكتبين الاستشاريين الدوليين من إنجاز الدراسة الخاصة بسد النهضة قبل منتصف العام المقبل، وقبل بدء التشغيل والملء للمرحلة الأولى للسد (سعة 14 مليار متر مكعب).