اهتمت الصحف الخليجية في افتتاحيتها اليوم الأحد بتطورات الشأن السوري والضربة الأمريكية المحتملة ضد نظام بشار الأسد في سوريا . ففي السعودية ، قالت صحيفة “,”المدينة“,” إنه رغم انتهاء قمة العشرين دون صدور قرار بشأن الضربة الأمريكية المتوقعة ضد نظام الرئيس بشار الأسد ردا على المذبحة الكيميائية التي نفذها ضد شعبه وأودت بحياة المئات ، إلا أن القمة كشفت عن الخلل الأكبر في النظام الدولي الجديد الذي انبثق بعد الحرب العالمية الثانية ، والتي تعتبر الأممالمتحدة إحدى أهم مؤسساته . وأضافت الصحيفة أن الضربة المتوقعة بالطبع لن تكون سهلة فقد تتجاوز ال 90 يوما التي حددها مجلس الشيوخ الأمريكي للرئيس أوباما وقد يتسع مجالها ونطاقها وتتعدد مخاطرها وتداعياتها ، لكن سيتطلب الأمر سواء تمت الضربة أم لم تتم نتيجة أي اتفاق سياسي بين واشنطنوموسكو يعقد في ربع الساعة الأخير أن يعاد النظر في النظام الدولي الجديد بالنسبة للأمم المتحدة بعد أن أصبح نظام “,” فيتو“,” الحالي عقبة كبرى أمام المؤسسة الأهم في هذا النظام ، سواء بالنسبة لزيادة أعضاء المجلس الدائمين ، أو نظام تصويت أولئك الأعضاء بحيث يلغى “,”فيتو“,” ويصبح التصويت بالأغلبية . من جانبها ، اعتبرت صحيفة “,”الوطن“,” أنه بعد أن شعر النظام السوري بوقوعه في شر أعماله ، وأن حاميته روسيا لن تستطيع منع الضربة العسكرية المرتقبة ضده ، لجأ إلى لغة التوسل في محاولة يائسة للإبقاء على حظوظه في الاستمرار وذلك عبر استجداء رئيس مجلس الشعب السوري أول من أمس في رسالة عاجلة لرئيس مجلس النواب الأمريكي بأن “,”يتواصل مع سوريا من خلال حوار متحضر “,”. وقالت الصحيفة إن النظام السوري كان يفترض أن يوجه هذه الرسالة لنفسه ، فيحاور الشعب بشأن مطالبه بطريقة متحضرة منذ بدء الثورة ، غير أنه فعل ما يطالب الولاياتالمتحدة بعدم فعله ، فحاور شعبه بالدم والنار والقتل والتدمير . ومن جهتها ، لفتت صحيفة “,”الشرق“,” إلى أن سوريا الأسد لم تستعد للضربة الأمريكية المحتملة إلا كلاميا ، فالنظام يتبنى حاليا وقبل أيامٍ من تصويت الكونجرس على مشروع قرار بتوجيه ضربة عقابية للسلطة في دمشق ، خطابا سياسيا وإعلاميا لا يقدم للمواطن السوري والمتابع العربي إلا تهديدات كلامية ووعيداً لكل العالم . وبدورها ، تساءلت صحيفة “,”عكاظ“,” عن سبب التخاذل الدولي تجاه الأزمة السورية ، بعد أن استخدم النظام السوري بقيادة رئيسه الأسد السلاح الكيماوي ضد شعبه الأعزل وقتل أكثر من ألفي سوري لتصل أعداد الضحايا حتى الآن إلى أكثر من مائة ألف قتيل ونزوح أكثر من مليوني مواطن سوري إلى الدول المجاورة واستمرار معاناة الشعب السوري لأكثر من سنتين دون حل أو ردع لهذا النظام الظالم لشعبه . وأسفت الصحيفة للانقسام الدولي الذي أظهرته نتائج قمة العشرين والتي اختتمت أعمالها يوم أمس الأول في روسيا بموافقة 11 دولة فقط من 20 على الضربة المتوقعة ضد النظام السوري . وفي دولة الإمارات ، رأت صحيفة “,”الخليج“,” إنه لم يكن مفاجئا ألا يتفق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي باراك أوباما خلال قمة سان بطرسبرج بشأن الأزمة السورية ، موضحة أن الطرفين ومن يسير في ركابهما كما ظهر في “,”قمة العشرين“,” مازالوا يقفون عند مواقفهم المعروفة ، فموسكو ومن معها يرفضون سقوط النظام في المقابل تعمل واشنطن ومن معها لإسقاط النظام وإن لم يتم لهم ذلك فعلى الأقل إضعافه وإنهاكه من خلال تغيير موازين القوى على الأرض عبر المزيد من تسليح المعارضة وتعظيم قوتها لتمكينها من كسب المزيد على الأرض وبالتالي تقديم التنازلات المطلوبة لمصلحة المعارضة . ورأت أن المعارضة المسلحة بكافة أطيافها وتنوعاتها يبدو أنها غير قادرة على تحقيق هذا الهدف ، لذا دخلت الولاياتالمتحدة على الخط من خلال التهديد بالتدخل المسلح لعلها بذلك تساعد المعارضة المسلحة على ما يمكن أن يمنحها فرصة للتقدم وتحقيق إنجازات ميدانية وبالتالي سياسية . وأوضحت أن كل الأطراف بما فيها روسياوالولاياتالمتحدة أمام معضلة حدود المواجهة وللأمر حساباته الدقيقة والحساسة خاصة أنه ليس بين الأطراف من يعرف نوايا الطرف الآخر.. محذرة من أن الوضع يبدو شائكا وخطيرا ولهذا السبب من الصعب أن يقدم أي طرف تنازلات على طاولة المفاوضات . من جانبها ، قالت صحيفة “,”الوطن“,” إن الحلفاء الغربيين قرروا دعم قرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتوجيه ضربة عسكرية “,” تأديبية “,” ضد النظام السوري وهو ما أنعش آمال الإدارة الأمريكية بتحقيق ما وعدت به المجتمع الدولي ، موضحة أن حسابات روسيا ليست كالولاياتالمتحدة فكل منهما يدافع عن حلفائه وعن مصالحه ، وليس في مصلحة موسكو أن تتراجع عن الدفاع عن سوريا ، وأنه ليس في مصلحة واشنطن أن تتراجع عن الدفاع وحماية حلفائها في المنطقة تجاه خطر الأسلحة الكيماوية والنووية ، ولذلك ظلت الحسابات هي العامل الأكثر حدة والأكثر أهمية في النظر إلى الضربة العسكرية . وشددت على أن إنقاذ الشعب السوري يجب أن يكون أولوية يفكر فيها المجتمع الدولي بكامله دون استثالسوري.ا أو الصين ، وهذا لا يعني في نهاية الأمر شن حرب أو شن هجمة عسكرية يمكن أن تكرر المآسي التي وقعت في ليبيا والعراق. وإذا كانت روسيا قد حاولت إنقاذ نظام الأسد خلال العامين الماضيين فعليها اليوم أن تنقذ الشعب السوري . وفي دولة قطر ، نوهت صحيفتا /الراية/ و/الشرق/ بدعوة مجلس التعاون لدول الخليج العربية المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه الأزمة السورية لإنقاذ الشعب من الإبادة الجماعية التي يتعرض لها على يد قوات النظام . وقالت /الراية/ إن مطالبة مجلس التعاون الخليجي المجتمع الدولي ب “,”تدخل فوري“,” في سوريا تأتي بعد أن تفاقمت الأوضاع الإنسانية ووصلت إلى درجة الكارثة بسبب عنف النظام الذي تسبب في مقتل عشرات الآلاف من أبناء الشعب السوري وألحق دمارا هائلا بالمدن والبلدات السورية وشرد الملايين من بيوتهم إلى داخل وخارج سوريا ، بالإضافة إلى قصف الغوطتين الشرقية والغربية بالسلاح الكيماوي الأمر الذي أسفر عن مقتل نحو 1500 مواطن سوري . وأضافت أن الأوضاع الإنسانية المأساوية التي يعيشها الشعب السوري في الداخل والخارج وما يتعرض له من إبادة جماعية وانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان تحتم على المجتمع الدولي السعي لإنقاذ الشعب السوري من بطش النظام ووضع نهاية لمعاناته . وأشارت إلى دعوة الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته والتدخل الفوري لإنقاذ الشعب السوري ، قائلة إن الزياني أكد أن مجلس التعاون يؤيد الإجراءات الدولية التي تتخذ لردع النظام السوري عن ارتكاب هذه الممارسات والتي باتت تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة . وأكدت /الراية/ أن النظام السوري الذي واصل استخدام القتل والعنف والتدمير ضد الشعب السوري ورفض جميع المبادرات والحلول التي قدمت على مدار أكثر من عامين هو من يتحمل كامل المسئولية لما يجري في البلاد لرفضه هذه المبادرات لتسوية هذه الأزمة واستمراره في ممارسة كل أساليب القتل والتدمير بما فيها استخدام الأسلحة الكيماوية المحرمة دوليا . ومن جهتها ، قالت صحيفة /الشرق/ إن الرسالة القوية والموحدة التي بعث بها وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى بشار الأسد وتحميله ونظامه مسؤولية الهجوم الكيماوي الذي شنته مليشياته في ريف دمشق ربما يعيد الثقة والأمل من جديد للشعب السوري في إمكانية أن يفيق المجتمع الدولي ويقوم بواجبه ومسؤولياته إزاء ما يرتكب من جرائم في سوريا . وأضافت أن دول الاتحاد الأوروبي تمكنت أخيراً من تجاوز خلافاتها بشأن سوريا عبر الاتفاق على ضرورة تقديم رد دولي “,”واضح وقوي“,” على الهجوم الكيماوي، الذي شنته قوات الأسد في 21 أغسطس الماضي وأسفر عن مقتل المئات من الأطفال والنساء ، كما توافق الأوروبيون أيضا على ضرورة إحالة منفذي هذا الهجوم إلى المحكمة الجنائية الدولية . ورأت الصحيفة أن هذا التوافق الأوروبي يكتسب أهمية كبرى ، كونه مؤشرا إلى تعاظم الدعم والمساندة الدولية للرد على نظام الأسد، حيث أصبحت 7 دول في مجموعة الثماني تؤيد رداً قوياً على استخدام السلاح الكيماوي ، فضلاً عن أن أكثر من 10 دول في مقدمتها أمريكا وفرنسا مستعدة للمشاركة في عمل عسكري ضد النظام السوري . أ ش أ