سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لمواجهة ضعف الإمكانيات المادية وعدم القدرة على المنافسة في الانتخابات هل اندماج الأحزاب هو الحل؟.. رفعت السعيد: يحتاج توافقًا فكريًا وسياسيًا وحدوثه نادر.. بهاء شعبان: ينهي الأزمات المادية للأحزاب
شهدت الحياة السياسية عقب ثورة 25 يناير انفراجة كبيرة في تشكيل الأحزاب السياسية مما ترتب عليه وصول عدد الأحزاب إلى 95 حزبًا ولكن بعض هذه الأحزاب لم تستمر كثيرًا في المشاركة السياسية الفعالة لأسباب كثيرة منها قلة الدعم المادى وعدم المشاركة الفعالة لهذه الأحزاب السياسية، الأمر الذي زاد معه المطالبة باندماج الأحزاب وكان أول من دعا إلى ذلك الرئيس عبد الفتاح السيسى لتشكيل أحزاب قوية للمشاركة في الانتخابات وحصد ثقة المواطن. فقبل ثورة 25 يناير كان يوجد في مصر 24 حزبًا سياسيًا، إلا أن العديد منها لا يتعدى مقر أو جريدة.. كان الحزب الوطنى الديمقراطى هو الحزب الحاكم حتى ثورة 25 يناير وكان يرأسه حسنى مبارك وصدر حكم قضائى بحله في 16 أبريل 2011 في أعقاب ثورة 25 يناير، وبعد ثورة يناير ظهرت أحزاب جديدة مثل حزب ثوار التحرير وحزب شباب التحرير وأحزاب أخرى إسلامية ومسيحية، ففى الوقت الذي لم تستقر فيه لجنة الخمسين لتعديل الدستور على قرار نهائى بشأن النظام الانتخابى المفترض أن تجرى على أساسه الانتخابات البرلمانية القادمة، بدأت أحزاب سياسية تتشارك في نفس الأفكار والمرجعيات في الاندماج معًا في حزب واحد، حيث انتهى حزبا "المصريين الأحرار" و"الجبهة الديمقراطية" إلى اتخاذ قرار الاندماج معلنين ذلك في بيان رسمى صادر عن الحزبين. "البوابة نيوز" استطلعت آراء القوى السياسية والخبراء حول جدوى اندماج الأحزاب السياسية، حيث تباينت آراء القوى السياسية وعدد من رؤساء الأحزاب السياسية والحركات بتكوين اندماج حزبي موحد يضم الأحزاب السياسية، وذلك بعد تجربة اندماج حزب الجبهة الديمقراطى الذي يترأسه دكتور أسامة الغزالى مع حزب المصريين الأحرار الذي أسسه نجيب ساويرس. قال الدكتور رفعت السعيد، الرئيس الشرفى لحزب التجمع، هناك معايير وأسس لا بد أن تتوافر في الاندماج الحزبى لضمان نجاحه وهى التوافق الفكرى والأيديولوجى سواء هذه الأيديولوجية ليبرالية كحزب الوفد الجديد، أو ناصرية كحزب الكرامة، أو اشتراكية أو وسطى محافظ كحزب العدل، وألا يكون مختلفًا في الآراء وعدم وجود تنازع على رئاسة الحزب من قبل الأشخاص القيادية وعدم وجود تشبث بالآراء الشخصية وعدم وجود اختلاف في الفكر والأيديولوجية. وأكد د. السعيد أنه مستحيل حدوث هذا الاندماج دون هذه الأسس والشروط ولكن في نفس الوقت صعب توفيرها ومما يجعل حدوث عملية اندماج حزبين أو أكثر معًا نادرة، مشيرًا إلى أن الطبيعة السياسية في مصر لا تتحمل هذا الاندماج بسبب الاختلاف الفكرى والأيديولوجى في الأحزاب التي تعوق حدوث هذا الاندماج وما حدث بين حزب الجبهة الديمقراطى مع المصريين الأحرار ليس مقياسًا على إمكانية تكرار هذه التجربة مرة أخرى. ومن جانبه أكد المهندس أحمد شعبان رئيس الحزب الاشتراكى، أن الأحزاب السياسية بعد ثورة 25 يناير زاد عددها ووصلت إلى أكثر من 90 حزبًا، وهذا أمر طبيعى للحراك السياسي عقب تنحى الرئيس الأسبق حسنى مبارك، خاصة أن الشعب عانى كثيرًا قبل الثورة من التضييق على ممارسة السياسة بسبب التشديد الأمنى لنظام مبارك ضد الأنشطة السياسية، مشيرًا إلى أن زيادة عدد الأحزاب ناتج عن وجود رغبة من البعض في التعبير عن حقه في تأسيس الأحزاب والمشاركة السياسية. وأشار إلى أنه بعد فترة الثورات تبدأ أعداد الأحزاب السياسية تتقلص، فهناك أحزاب تغلق لعدم وجود إمكانيات مادية لديها للقيام بأنشطة سياسية وأحزاب تندمج مع بعضها، مضيفًا أن الاندماج يمكن أن يكون حلًا مناسبًا جدًا لمواجهة زيادة أعداد الأحزاب ونفس الوقت يزيد من قوة الأحزاب، فبعد الاندماج تتوفر الإمكانيات المالية للقيام بأنشطة وأيضًا تزيد عدد مقار الأحزاب في المحافظات. وأكد شعبان، أنه يجب أن يتجمع كل تيار سياسي في بناء واحد حتى تزيد قدراته ليكون منافسًا للمعارك السياسية، متوقعًا أن تتقلص عدد الأحزاب خلال الفترة القادمة ويتم إسقاط منها عدة أحزاب التي لا تمتلك قدرات وأفكارًا، ويتبقى عدد قليل لا يتجاوز ال20 حزبًا، مشيرًا إلى ضرورة اندماج هذه الأحزاب بشرط أن تكون متفقة سياسيًا وموضوعيًا وأيديولوجيًا، فمن المنطقى أن يندمج حزب المصريين الأحرار مع الجبهة الديمقراطى لأنهم فكر واحد، فلا يمكن أن يندمج مثلًا حزب الوفد مع حزب العمال الديمقراطى لأن حزب الوفد أيديولوجيته ليبرالية اجتماعية يدعم الحرية للشعب المصرى وحزب العمال الديمقراطى يدعم النقابات المهنية ونقابة العمال. وأعرب محمد سامى، رئيس حزب الكرامة، عن تأييده لدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى باندماج الأحزاب السياسية في كيان وتكتل سياسي قوي. وأضاف سامى، أنه من غير المعقول وجود أكثر من 90 حزبًا في مصر، قائلًا: "لا توجد دولة بها كل هذه الأحزاب الضعيفة"، مؤكدًا أنه ليس لها حضور سياسي ولا تأثير على المجتمع المصرى. وأشار رئيس حزب الكرامة إلى أن كل الأحزاب التي لها نفس الاتجاه واللون يمكن أن تتناسق مع بعضها البعض وتكون كيانًا قويًا يؤثر على المجتمع ويستطيع أن يتحرك في الشارع المصرى بقوة ويؤثر في الرأي العام. وأكد أن فكرة الاندماج من الممكن أن تكون مفيدة في تقليص أعداد هذه الأحزاب، لا أكثر ولا أقل، مشيرًا إلى الأسس التي يجب أن تتوفر في الاندماج للأحزاب السياسية وهى أن تشترك في التوجه الفكرى مثل حزب الوفد مع المصريين الأحرار مع حزب المصرى الديمقراطى لأنهم يحملون نفس الأيديولوجية تقريبًا ونفس المبدأ والفكر. وأضاف سامى، أن أغلبية الأحزاب السياسية من حيث المبدأ ليس لها وجود وليس لها كيان وليس لها توجه فكرى عقلانى، مشيرًا إلى أن أغلبيتها خطط خبيثة لإعاقة المسار السياسي. وقال شهاب وجيه المتحدث باسم حزب المصريين الأحرار، إن الأحزاب الشبابية هي أكثر أحزاب تضر بالشباب من ناحية مشاركتها السياسية في المجتمع. وأكد وجيه، أن الأحزاب الشبابية يسودها الصراع وتتحول إلى محمية للشباب على حد تعبيره، مشيرًا إلى أن غياب عنصر الحكمة في الأحزاب الشبابية يضر بها ولا تفيد المشاركة الشبابية في الحياة السياسية بصفة عامة في المجتمع المصري. وأكد شهاب، أنه من المفترض أن تقوم الانتخابات البرلمانية القادمة على أساس الاندماج السياسي في الأحزاب السياسية التي تشترك في الفكر والاتجاه والمرجعية مثل حزبي "المصريين الأحرار" و"الجبهة الديمقراطية" وذلك لضمان الاستمرار والنجاح للحزب.