ذكر تقرير نشرته الأممالمتحدة وشركاؤها في "الخطة الإقليمية للاجئين وتعزيز القدرة على مواجهة الأزمات 2015" اليوم أن فجوة بقيمة 3.47 مليار دولار أميركي تقريبًا في تمويل الخطة، تترك ملايين اللاجئين السوريين بدون دعم حيوي. وأشار التقرير إلى أن نقص التمويل يعيق جهود المساعدات الإنسانية والتنموية لتلبية احتياجات 3.9 مليون لاجئ فروا من الصراع في سوريا، فضلًا عن أكثر من 20 مليون شخص في المجتمعات المحلية المتضررة المستضيفة لهم في البلدان المجاورة. وفي إطار الاستجابة للأزمة السورية، دعا أكثر من 200 شريك في "الخطة الإقليمية للاجئين"، المجتمع الدولي إلى التحرك بشكل أسرع للوفاء بتعهداته بتقديم الدعم للخطة الإقليمية. وبحسب ما أورده التقرير "تلقت الأممالمتحدة والشركاء من منظمات إنسانية حتى نهاية مايو 1، 6 مليار دولار، أي 23 في المائة فقط من أصل 4، 53 مليار دولار مطلوبة لتنفيذ برامج المساعدات. وهو ما يعني فجوة تعادل 3، 47 مليار دولار". وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لشئون اللاجئين أنطونيو غوتيريش إن "هذه الأزمة الهائلة تتطلب أكثر من أي وقت مضى مزيدا من التضامن وتقاسم المسؤوليات من جانب المجتمع الدولي. ولكن بدلًا من ذلك، نحن نواجه ما ينذر بعدم قدرتنا على تلبية حتى أبسط احتياجات البقاء على قيد الحياة لملايين الأشخاص على مدى الستة الأشهر المقبلة". ونتيجة لنقص التمويل خفضت المساعدات الغذائية لنحو 1، 6 مليون لاجئ هذا العام، ولا يرتاد 750 ألف طفل المدارس؛ في حين باتت الخدمات الصحية باهظة التكلفة بالنسبة إلى الكثيرين، بينهم 70 ألف امرأة حامل يواجهن خطر الولادة غير الآمنة. ويعيش نحو 86 في المئة من اللاجئين في المناطق الحضرية في الأردن تحت خطر الفقر المحدد ب 3.2 دولار يوميًا، في حين أن 45 في المائة من اللاجئين في لبنان يعيشون في مآوٍ دون المستوى المطلوب، نصفهم من الأطفال. وحذّر شركاء الخطة الإقليمية للاجئين من أنه إذا لم يتوفر التمويل قريبًا، لن تتلقى نحو 130 ألف عائلة محتاجة مساعدات مالية تعينها على تأمين الاحتياجات الأساسية، وسيحرم البعض من استلام بطاقات الدعم الغذائي الشهرية إن لم يتوفر التمويل قريبا. وقد يواجه ما يصل إلى 1.7 مليون شخص فصل الشتاء هذا العام بدون وقود ومأوى ومواد عازلة وبطانيات وملابس تقي من البرد. وفي العام الماضي، فقد عدد من الأشخاص، من بينهم أطفال، حياتهم خلال فصل الشتاء الأقسى الذي شهدته المنطقة منذ أربعة عقود. ووفقًا لمديرة برنامج الأممالمتحدة الإنمائي هيلين كلارك، فإن "الدروس المكتسبة على مدى الأعوام الأربعة الماضية في الاستجابة للأزمة السورية تظهر دون شك أهمية النهجين الإنساني والإنمائي المتكاملين القائمين على تعزيز التمكين. وسوف تتمكن الخطة الإقليمية لدعم اللاجئين وتمكين المجتمعات المستضيفة لهم الممولة جيدًا من دعم الاستقرار من خلال مساعدة الأشخاص في الحصول على وظائف وعلى فرص المشاريع الصغيرة، وتحسين الأمن الغذائي للعائلات." ويشير التقرير إلى أنه مع استمرار ارتفاع الضغط على البلدان المضيفة، يصبح من الصعب على اللاجئين بشكل متزايد إيجاد الأمان، بما في ذلك من خلال طلب اللجوء. ودعا التقرير المجتمع الدولي إلى مشاركة البلدان المضيفة العبء الذي تتحمله من خلال توفير التمويل في الوقت المناسب وإيجاد الحلول كفرص إضافية لإعادة التوطين وأشكال أخرى من الدعم الإنساني للاجئين السوريين. وحذّر شركاء الخطة الإقليمية للاجئين من أن عدم التحرك سيترك جيلا كاملا من السوريين من دون مساعدة وسيؤدي إلى تفاقم معاناة الدول المضيفة.