ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، وهناك أمور لا دخل لنا بها، إنها إرادة الله ومشيئته، «يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ»، تروى «آمال.ي» 42 عاما ل«البوابة» قائلة: لقد تأخرت في الزواج من أجل انتقاء زوج يراعى الله في، فقد أحببت ابن عمى وظننت فيه الخير، وكنت سعيدة جدا عندما تقدم لخطبتى التي لم تستمر كثيرا، منذ 7 سنوات تزوجنا، ولم يدم الزواج سوى عامين فقط، وعقب الزواج اكتشفت أنى كنت لا أعرف عنه شيئا، وعرفت جيدا أن الإنسان عبارة عن قشرة خارجية تظهر للجميع بمظهر جميل ورائع كما يريد أن يراه الناس، وهى القشرة التي يخفى بها ما بداخله السيئ، لقد تركنى ولم يعد بدون سبب، فعندما أروى قصتى لأصدقائى والمقربين لا يصدقوني. في بداية الزواج كانت الحياة عادية وليس فيها جديد، لكنى اكتشفت أن «ر.ع» تاجر الفاكهة بخيل جدًا، وبالرغم من ذلك فقد عمانى حبى له عن موضوع البخل، وبعد عام من الزواج حملت، وكانت فرحتنا كبيرة خاصة أن أصدقاء زوجى ينادونه ب«أبو أدهم» كما كان يحلم، ويتمنى أن يكون ما أحمله في أحشائى ولدا، وينتظر المولود بفارغ الصبر، وكنت سعيدة بذلك جدا، لكن دائما المجهول يحمل لنا مفاجأته، وتأتى الرياح بما لا تشتهى السُفن، جاءت آلام الولادة وذهبنا إلى المستشفى، وأمام باب غرفة العمليات علمت بعد ذلك أن هناك مشادة كلامية حدثت بين زوجى وشقيقتي، عندما قالت له: إن «آمال» سوف تلد بنتا إن شاء الله، ولم تعرف أن هذه الكلمة ستكون شرارة النار التي ستحرقنى فيما بعد. وكان رد فعل زوجى بأنه تعصب عليها قائلًا لها: «بنت إيه.. أختك هتولد أدهم»، فقالت له: «والله كل شيء بيد الله، مفيش فرق بين البنت والولد»، واحتد الحوار بينهما، وكل ذلك وأنا بين يدى الله، وبعد مُشاجرة بينهما قال لها: «ماشى أنا هسيبلكم المكان كله»، وترك المستشفى ورحل، ولم ينتظر ليعرف ما رزقنا الله، وبفضل الله رزقت بالولد الذي كان يحلم به، وعندما كلمه أهلي لم يرد عليهم، ومن شدة زعلى منه سميت المولود «محمد» فزاد عناده، وتركنى منذ 5 سنوات أنا وابنى بدون أي مصاريف، ومن شدة حبى لنجلى «محمد» فلم أطلب الطلاق، بالرغم أنى علمت أنه تزوج من سيدة أخرى، وأنجبت له ولدين، ورغم كل تلك الأحداث وتركه لى ولابنه خمس سنوات لم أفكر في الطلاق، وكنت أنتظر على أمل عودته في أي وقت، لكنه تمادى في تجاهله لنا، ولم يرسل أي مصاريف، ومع زيادة الأعباء الحياتية والمصاريف اليومية، فاضطررت للتوجه إلى محكمة أسرة الساحل وأقمت دعوى نفقة لى ولطفلى حملت رقم 909 لسنة 2015، التي حكمت بنفقة 500 جنيه، وبالرغم من الحكم القضائى إلا أنه لم يلتزم بالدفع. فصدر حكم بحبسه شهرا لتجمد المبالغ عليه، وللأسف أنا ليس معى المال كى أوكل محاميا، فقمت أنا بالدفاع عن نفسى أمام هيئة المحكمة، وأخيرا حسبى الله ونعم الوكيل في كل ظالم بحق شهر رمضان الكريم ولا إله إلا الله. النسخة الورقية