تاريخ العرض: 1987، 1990، 1991 إخراج: يحيى العلمى تأليف: صالح مرسي تمثيل: محمود عبد العزيز، ويوسف شعبان، ومحمد وفيق، ونبيل الحلفاوى، ويسرا، وإيمان الطوخى، وأسامة عباس، وتيسير فهمى، وآخرون في لحظة ركود طويلة وعميقة من تاريخ المنطقة، قبل أن تهب التسعينيات بعواصفها وإرهابها وتغييراتها الجذرية، هلّ مسلسل «رأفت الهجان» على العالم العربى، لينعش ما بقى من أحلام القومية والوحدة العربية. وقد تحولت شخصية رأفت الهجان، عميل المخابرات المصرى الذي قضى معظم عمره داخل إسرائيل، متنكرا في هيئة رجل أعمال يهودى إسرائيلى، إلى بطل شعبى، يمكن بثقة أن نقول إنه أكثر الشخصيات الوطنية الخيالية شعبية في الوعى الجمعى للمصريين. والعمل يعتمد على رواية للكاتب صالح مرسي تعتمد بدورها على قصة حقيقية، سرعان ما تم الكشف عن شخصياتها الحقيقية، وبعضهم، مثل زوجة البطل وابنه والضباط الذين تعاملوا معه، أصبحوا مادة إعلامية وصحفية متداولة. قليلة هي الأعمال السينمائية والتليفزيونية التي تتناول البطولات الحربية والفدائية والمخابراتية، ومن بينها يعد «رأفت الهجان» هو الأكثر شعبية وتأثيرا ليس في مصر فقط، ولكن في معظم البلاد العربية، لا تنس أن منتصف الثمانينيات شهدت ازدهار القنوات العربية الإقليمية واستوديوهات الإنتاج الخليجية التي ساهمت في إنتاج الكثير من الأعمال التليفزيونية المشتركة. محمود عبد العزيز يقدم هنا أكثر أدواره جماهيرية، ويصيغ صورته كبطل وسيم جذاب ظريف واسع الحيلة، وهى الصورة التي سترتبط باسمه في الكثير من الأعمال اللاحقة. وقد ساهم المسلسل في صناعة أسطورة رأفت الهجان، أو رفعت الجمال، وامتزجت في العقول صور الإثنين، فلم يعد يفرق الناس بين الجمال الجاسوس، وعبد العزيز نجم السينما، ولا بين نجم السينما والبطل القومى. صورة البطل القومى كما رسمها المسلسل تحمل تأثيرات من البطل الشعبى الذي يجمع بين الفتوة وسعة الحيلة والفحولة الجنسية، ومن المسلسل الروائى والسينمائى جيمس بوند، عميل المخابرات الوسيم الأنيق الذي تقع كل نساء العالم في عشقه. وبالرغم من مرور ما يزيد عن ربع قرن على المسلسل، فهو يحظى بالنجاح كلما عرض على إحدى القنوات، وحتى الآن يصعب مناقشة قصة رفعت الجمال بموضوعية، بسبب ما تركه من عواطف في نفوس الملايين. يتناول الجزء الأول من المسلسل حياة بطله في مصر قبل تجنيده من قبل المخابرات المصرية بعد ثورة يوليو 1952، وحتى نجاحه في الوصول إلى إسرائيل كيهودى عربى يدعى ديفيد سمحون، وأمام النجاح الكبير الذي حققه هذا الجزء تم عرض الجزء الثانى الذي استغرق صنعه ثلاث سنوات، ولحق به الجزء الثالث والأخير في العام التالى. وقد حقق الجزء الثانى تحديدا شعبية هائلة، وهو الجزء الأكثر جماهيرية، كما أنه الأفضل من الناحية الدرامية والفنية. شارك في العمل عدد كبير من النجوم، ومثل محمود عبد العزيز، ارتبط معظم أسمائهم بالأدوار التي أدوها في المسلسل، مثل يوسف شعبان في دور محسن ممتاز، ومحمد وفيق في دور عزيز الجبالى، وإيمان الطوخى في دور إستر بولانسكى، وغيرهم، وقد تحولت موسيقى عناوين البداية والنهاية التي ألفها عمار الشريعى إلى واحدة من أكثر «الثيمات» الموسيقية شعبية واستخداما، بالرغم من أنها لا تحتوى على أغنية مثل عادة المسلسلات المصرية.