"مصر أمانة بين إيديك يا رأفت" محسن ممتاز، سيرينا أهاروني، السيد نديم، هيلين سمحون، استر بولونيسكي، كل هذه الأسماء عندما تذكر أمام جيل الثمانينيات وما قبله وما بعده يتبادر إلي الذهن فورا مسلسل "رأفت الهجان" بأجزائه الثلاثة، والذي عرض علي شاشة التليفزيون عام 1989 بطولة محمود عبدالعزيز، يسرا، عفاف شعيب، يوسف شعبان، نبيل الحلفاوي، إيمان الطوخي، تهاني راشد وغيرهم من كبار النجوم، سيناريو وحوار صالح مرسي، إخراج يحيي العلمي، موسيقي تصويرية عمار الشريعي. الجميع يتذكر تلك الملحمة الوطنية والانسانية، كما يتذكرون قصة إعجاب وحب استر بولونيسكي بديفيد سمحون أو رأفت الهجان، لكن كان الأكثر تأثيرا في الأحداث والذي كان بمثابة الراوي للأحداث والرفيق الروحي لرأفت هو ضابط المخابرات المصري عزيز الجبالي أو محمد وفيق، والذي نشأت بينه وبين ديفيد علاقة خفية بعد أن رجع من تدريبه من الخارج وبدأ يراجع ملف رأفت الذي ظل في اسرائيل لأعوام كثيرة، حتي أن رأفت شعر به من خلال الخطابات ولم يصل لرأفت هذا الشعور بعد محسن ممتاز والسيد نديم. ويبدأ الالتفات لتلك العلاقة مع بداية العمل اذ يبدأ المسلسل بديفيد سمحون علي فراش الموت يعترف لزوجته هيلين قبل لحظات من وفاته بأنه مصري مسلم وليس اسرائيليا ويطلب منها عدم استدعاء الحاخام والسؤال عنه في جهاز المخابرات المصرية ويؤكد عدم هذيانه، ويصل خبر وفاته إلي المخابرات المصرية، وبسبب العلاقة القوية يقرر الضابط عزيز الجبالي السفر للصلاة عليه هناك، فيثير طلبه قلق رؤسائه ولكن يتم ترتيب وجوده هناك حتي لا يثير الشبهات من خلال التنكر في صفة حاخام لمذهب يهودي معين والإدعاء باتباع سمحون لهذا المذهب، فيصلي عليه في منزله قبل دفنه مباشرة. ثم تجد لدي المصريين النصف الآخر من العملة الورقية وبها بقية الرسالة وفيها يطلب سمحون منها الثقة بهم لأنهم أهله فيتم ترتيب سفرها بشكل سري إلي مصر، وتقابل مدير المخابرات المصرية ويبدأ عزيز الجبالي في توضيح حقيقة شخصية سمحون لها، ويحكي لهيلين عن كيفية تعاون رأفت الهجان مع المخابرات المصرية، ويحكي هنا ليس لأنه متابع للملف فقط ولكنه بصفته الراوي العليم والعارف بالحقائق والأحداث والمشاعر أيضا.