أعادت مجلة (نيو أفريكان) الأذهان إلى ما قبل 4 أشهر عندما كانت جماعة "بوكو حرام" - المعارضة فى نيجيريا - تبدو وكأن أحدا لا يستطيع إيقاف زحفها، حيث استطاعت السيطرة على منطقة في شمال شرقي نيجيريا تزيد مساحتها عن مساحة رواندا. لكن في فترة أقل من ثلاثة أشهر، استطاع الجيش النيجيري تحقيق ما عجز عنه على مدار السنوات الست الأخيرة، طاردا "بوكو حرام" من كافة المدن والقرى التي كانت سيطرت عليها، كما حرر الجيش النيجيري نحو ألفً من النساء والأطفال كانت الجماعة الإرهابية قد اختطفتهم. وتساءلت المجلة -في تقرير على موقعها الإلكتروني- "كيف تمكن الجيش النيجيري من تحقيق ذلك الإنجاز على الرغم من أنه قبل أشهر معدودة كان متهما بالتفكك والفساد والاختراق من قبل "بوكو حرام"، وبالانسحاب والفرار أمامها في ساحة القتال؟" وأجابت بأن عوامل عدة تضافرت في وقت واحد لتحويل دفة المعركة لصالح الجيش النيجيري: أولها أن جماعة بوكو حرام أسدتْ صنيعا إلى نيجيريا عندما أثارت حفيظة دولة "تشاد" المجاورة عبر الاستيلاء على قرى حدودية مشتركة بين الدولتين والتورط في اعتداءات حدودية أضرت بطرق التجارة الحيوية للدولة الحبيسة، وبذلك أوجدت الجماعة الإرهابية دافعا اقتصاديا لدى تشاد لإعلان الحرب عليها. كما استفزت بوكو حرام كلا من الكاميرون والنيجر عبر هجمات حدودية لهما مع نيجيريا بالإضافة إلى استقطابها شبابا من الدولتين وتجنيدهم في صفوفها، وهكذا وجدت الجماعة الإرهابية نفسها بين أنياب قوة عسكرية مشتركة متعددة الجنسيات، وأمام ائتلاف منسق بين جيوش كل من نيجيرياوالكاميرونوتشاد والنيجر، وبعد أن كانت بوكو حرام تواجه جيشا واحدا، باتت تواجه أربعة جيوش، كما فقدت الجماعة الإرهابية بذلك رفاهية الفرّ والرجوع إلى قواعدها عبر الحدود قبل معاودة الكرّ في نيجيريا منفذة هجمات أخرى. وثمة أخطاء تكتيكية ارتكبتها "بوكو حرام": فبعد أن ارتفع سقف طموح الجماعة الإرهابية واتسعت رقعة الأرض التي تسيطر عليها، لم تعد تناسبها طريقة حرب العصابات التي كانت تتقنها، وتحولت إلى ما هو أشبه بالحروب التقليدية وهي في هذا النوع من الحروب أقل خبرة وتدريبا من الجيش النيجيري. وإضافة إلى ذلك ، قام الجيش النيجيري مؤخرا بشراء أسلحة متطورة بدلا من الأسلحة القديمة التي كان يواجه بها الجماعة من قبل ، وهو ما يعد عنصرا أساسيا فى تحقيق انتصارات على الجماعة.